الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البرلمان الإيطالي «جاب م الآخر» .. مصر بريئة من دم ريجيني


الحديث الذي أجراه محمد أبو العينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي من داخل البرلمان الإيطالي مع لوتشيو باراني، رئيس الكتلة الائتلافية للحزب الحاكم بإيطاليا وفرانشيسكو أموروزو، الرئيس السابق للبرلمان الأورومتوسطي، وعضو البرلمان الإيطالي والذي نشرته جريدة الأخبار يوم الثلاثاء الماضي، نقلا عن برنامج "على مسئوليتي" الذي يقدمه الإعلامي الكبير أحمد موسي علي قناة "صدى البلد".
هذا الحديث أعتبره حديث العام وهو القنبلة التي قلبت المعايير ووضعت حدا للمهاترات والجدل والشائعات ومحاولات الوقيعة وإشعال الفتن بين الدولتين، فأوقفت محاولات أعداء البلد استغلال هذا الحادث لضرب مصر وضرب اقتصاد مصر ومحاولات حصارها.
"أبو العينين" قال إن هناك أياد خفية حاولت إحداث الوقيعة بين مصر وإيطاليا، وأن البعض استغل الأخطاء والتصريحات المتناقضة للمسؤلين المصريين وعملوا عليها حودايت»، وأن جريمة مقتل الشاب الإيطالي شنعاء ولا يقبلها عقل ولا دين وقد شرح وفد النيابة للجانب الإيطالي الملابسات الكاملة لمقتل ريجيني لكن النيابة المصرية اعترضت على طلب إيطاليا للحصول على مكالمات المواطنين لأنها تتعارض مع الدستور.
أما لوتشو باراني، رئيس الكتلة الائتلافية للحزب الحاكم بإيطاليا، فقال إن بلاده صديقة لمصر، وأن هناك شخصا ما أراد قتل جوليو ريجينى ليفسد العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين إيطاليا ومصر، فالعثور على جثة ريجيني أثناء وجود وفد إيطالي لتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي ودولي مع مصر، دليل على وجود محاولة لمنع الاتفاقيات وللإيقاع بين الشعبين، والأغلبية فى أعضاء مجلس الشيوخ يرون أن مصر ليس لها علاقة بهذه القضية.

أما استدعاء السفير الإيطالي من مصر، فيرى امبروزو أنه كان خطوة ضرورية ولكنها هدفا فى حد ذاتها، مطالبًا بعودته إلى القاهرة وأن يستأنف عمله.
وبالنسبة لتسليم مكالمات المواطنيين باللغة العربية للقضاء الإيطالي ففي رأيه لن يسفر عن أى نتيجة، إضافة إلى كونه أمر مخالف للدستور المصري، "لن يكون لدينا القدرة على فك شفرة مكالمة واحدة وتحليل مضمونها، والعمل سيستغرق عشرات السنين ولن يؤدي إلى أية نتيجة".
وأمبروزو مثلنا جميعا ومثل أي عاقل يعرف حجم المؤامرة ضد مصر، فهو يرى من قتل الباحث جوليو ريجينى عدوا للشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدوا للشعب الإيطالي، "لو كنا نستطيع إعادة ريجينى مرة أخرى إلى الحياة أعتقد أن الإيطاليين سيتبرعون بدمائهم والمصريون إيضًا، ولو شاهد الرئيس السيسي "ريجيني" ينزف لتبرع له بالدماء".
بينما دعا فرانشسكو أموروزو، إلى ضرورة الكشف عن قاتل الشاب جوليو ريجيني، ولكن فى الوقت نفسه لا يجب أن تؤدي هذه القضية إلى تدهور علاقات الصداقة والتعاون بين مصر وإيطاليا قائلا إننا على يقين أن الحكومة المصرية لا يمكن أن تكون متورطة فى مقتل ريجينى.
هذا الحوار كشف أن الإيطاليين يعلمون علم اليقين أن قتل "ريجيني " مؤامرة ولأهميته تلقفته وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية وتوسعت في نشره وأبرزته في صفحاتها الأولي.
والغريب أنه رغم الحوار الذي أحدث دويا وصحح المعايير، فإن وكالة رويترز بعدها نشرت معلومات على لسان مصادر "أمنيه" مجهلة تؤكد أن ريجيني تم القبض عليه وإخلاء سبيله بعد ذلك.. وكأن هذا يقلب الموازين.. وحسنا فعلت الداخلية برفع قضية ضدها.
أعتقد أن من حاول الوقيعة لم يقرأ التاريخ جيدا فمصر وإيطاليا لهما علاقات تمتد عبر الزمن منذ العصر اليوناني القديم.. وهما من أقرب الدول والشعوب لبعضهما البعض ولا يمكن أن تتأثر علاقتهما بسبب حادث جنائي.. ومن وجهه نظري أن البرلمان الإيطالي "جاب م الآخر"، فهذا الحوار بين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي والبرلمانيين ممثلي الأغلبية البرلمانية في إيطاليا والذي برئ مصر من دم ريجيني.. كان هو حديث العقل فلا يمكن أن نترك علاقاتنا الدبلوماسية والإقتصادية والسياسية عبر ألاف السنين يتم ضربها بهذا الشكل.. جميعنا نبكي هذا الشاب المسكين.. ولكن أن نقطع العلاقات بين الدولتين الصديقتين فهذا نوع من المبالغة.
تحية لمحمد أبو العنين الذي قام به بهذا العمل الدبلوماسي والسياسي على أرفع مستوى وهو صاحب مواقف وطنيه دائما فلا يمكن أن ننسى لقاءه ببان كي مون عقب ثورة 30 يونيو عندما أعطاه الدستور المصري الجديد وخرج بعدها أول تصريح إيجابي من الأمم المتحدة على لسانه بأن ثورة 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصري.. وتحية للسيناتور لوتشيو باراني ، والسيناتور فرانشيسكو أموروزو.. وستظل مصر وإيطاليا معا.. وفي انتظار الكشف عن القاتل الحقيقي.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط