الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الشافعى فرعون يكتب : حكامنا صناعة إعلامية


كان الرئيس اليمني ( عبد الله صالح ) يرفض التخلي عن الحكم خشية من تولى المعارضة الحكم ، حتى لو ادى ذلك الى حرب اهلية ، وفي سوريا يتوعد الاسد بإشعال المنطقة في حالة الاقتراب منه ، وفي ليبيا حارب القذافي الشعب ووصفهم بالجرذان ، ، وفي مصر الفوضى الخلاقة ، وفي تونس هرب بن علي على اول طائرة الى السعودية .
والسؤال هنا : ما الذي أوصل الحكام الى هذه الحالة ، وجعلهم يتصورون ان حكمهم أبدي ، يورثونه بالوفاة الى أبنائهم ؟
انه الإعلام ، الاعلام ( المرئي والمسموع والمقروء ) المسؤول عن ذلك .
فالاعلام هو الذي صنع من الحاكم إله لا يخطئ ، ولا يجوز نقده ، او اتهامه ، فجعله فوق البشر : فأحلامه أوامر واجبة التنفيذ ، وكلامه حكم ودرر من الذهب (عيار 99.9 )، وتوجيهاته الهام ووحي ، وكل نجاح هو صاحب الفضل فيه.
فالاعلام في مصر كان يخصص الساعات الطوال وربما الايام ، ويفرد الصفحات والصفحات، للاحتفال بذكري ميلاد الحاكم ، اوجلوسه على قلب الشعب ، وربما أعلن الحداد ، ولبس السواد لوفاة حفيد الحاكم ، وكأن شهداء عبارة السلام ، وحوادث قطارات الصعيد ، وحريق قصر ثقافة اسيوط كانوا من كوكب آخر .
فضلا عن اخباره تتصدر نشرات الاخبار ( المسموعة والمقروءة والمشاهدة ) على اعتبار ان ذلك واجبا يوميا كتحية العلم ونشيد الصباح وصياح الديكة .
ولأنها صناعة مشوقة ، وجاءت على هوى الحاكم ، فأراد لها الاستمرار ، فكنت تجد وزيرا للاعلام لمدة عشرين سنة وكأن مصر لم تنجب غيره ، وكنت تجد رؤساء تحرير الصحف القومية لايتركون مواقعهم الا بالموت ( الطبيعي طبعا ) فتجد احدهم وقد استمر رئيسا للتحرير لأكثر من ثلاثين عاما .
ونظرا لأن هذه الصناعة محلية ، فهي تأخذ حكم الصناعات المحلية الأخري في تصديرها للخارج ، حيث لا يجوز لها الدخول الى امريكـــــــا الا وفقا لنظام الكوته ، ( لمن لا يعرف ) تشترط امريكا لدخول المنتجات المصرية اليها ان يكون احد مكوناتها ، أونسبة منه اسرائيلي ، حتى لو كان ذلك مجرد السلام باليد او ( بكامب ديفيد) .
وحتى الان مازال صناع الحكام موجودون على رأس الاعلام المصري ، وجاهزون بأدواتهم ، ومعداتهم ، ينتظرون فقط اشارة البدء ، بما يعني ان طوفان ثورة 25 يناير لم يصل اليهم بعد .
فهل آن الأوان لإزالة هذه الصناعة ، والتخلص منها الى الأبد ، وجعلها وأصحابها أثرا بعد عين .