الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهد من القرآن عن المرأة "2"


صحيح أن المرأة هي شطر الحياة على الأرض، وقد أولاها الإسلام رعاية واهتمام على عكس فرية التقليل والتهميش التي تشدق بها أعداء الإسلام؛ رغبة في النيل من الحضارة الإسلامية الغراء، وقد ضرب لنا التراث الإسلامي أروع الشواهد والأمثال على ذلك، والذي قد لا يتسع المقال لتفنيدها وتبيانها، بيد أن الفكرة التي دفعت الكاتب إلى أن ينهل من هذا الجانب الفكري هو تلبيس الباطل بالحق، والتي أظنها سمة من سمات العصر الآتي، وقد توقفت عند النظم القرآني الفريد ودفعني إلى ذلك تصوري الناتج عن مشاهدات النص المبارك، فحينما سمعت قول الحق سبحانه وتعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} طه 117
حيث جاء التوجيه من الحق -سبحانه وتعالى- بالنهي عن اتباع خطوات الشيطان والأمر موجه إلى آدم وحواء على السواء، وحينما تابعت الآية المباركة مشاهدا، توقفت بالنظم القرآني عند قوله تعالى: (فتشقى)، والضرورة النظمية غير الإلهية تقتدي أن تكون اللفظة: (فتشقيا) لأن الخطاب موجه إلى مثنى.

وكأن الحكمة من النظم في الآية المباركة تشير إلى أن الشقاء مكتوب على آدم في الأرض، بيد أن رعاية الربوبية تشفق أن يكون الشقاء لحواء من تكبد ألوان الشقاء الملازم للسعي في الأرض وما يلزمه من عناء الخروج من البيت، ولكنها في أيامنا الراهنة أبت هذا الإشفاق وآثرت الخروج عن الهدف الأسمى الممثل في إعداد النشء وإعداد جيل يفخر به الإسلام.

لم تك هذه العبارات لون من ألوان التحامل على المرأة أو التعصب لجنس الرجال، غير أن النظرة التي صبوت إليها تهدف إلى أسمى ألوان الرقي بالمرأة في نيل حقها الطبيعي ورفع عنها حرج العناء خارج المنزل وتوقير الواجب المقدس التي خلقت من أجله.

ولا شك أن هذه الرؤية نابعة من الواقع الذي تعيشه الأسرة العربية من ألوان الشتات وعدم الاستقرار، فما كاد يوما يمر إلا وشاهدنا حالة انفصال وطلاق، الأمر الذي ترتب عليه تشرد الأطفال الذي يؤول إلى جيل غير ما كنا نأمل فيهم الخير والرجاء لخدمة الإسلام والمسلمين.

يا سادة أن الإشكالية التي أرنو إليها لم تك منبتها رفض عمل المرأة، فهذا غير مراد، بل الهدف والمقصود كائن في معرفة كل فرد في المجتمع دوره والافتخار بأدائه وعدم السير وراء ما يسمونه المدنية الزائفة والتحضر الواهي، فمنذ متى والإسلام خارج عن نطاق التحضر والمدنية؟!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط