الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو.. المثقفون أشعلوا الثورة.. واعتصام الثقافة بداية الانطلاق لرفض أشكال الأخونة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  • المثقفون أعلنوا الثورة في 5 يونيو
  • أحلام يونس :نعيش في روح ثورة 30 يونيو
  • عبد الحافظ بخيت: رفض أشكال الأخونة بمؤسسات الدولة
  • محمود حسن: المثقفون وضعوا مسمارًا في نعش رئيس الدولة

ساعات تفصلنا عن الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو المجيدة، وكانت قد بدأت شرارتها يوم 5 يونيو 2013 في اعتصام رموز الفنانين والمثقفين أمام وزارة الثقافة، للمطالبة بإقالة وزير الثقافة الإخواني الذي تولى الوزارة حينها وهو علاء عبد العزيز، وكذلك أيضا للمطالبة بإزالة حكم الإخوان والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.

وفي هذا السياق قالت الدكتورة أحلام يونس، رئيس أكاديمية الفنون المصرية، إن الشعب المصري هو من أشعل فتيل ثورة 30 يونيو وليس المثقفون، لافتة إلى أن المثقفين هم جزء من الشعب وقاموا بدور قوي في تلك الثورة المجيدة التي أنقذتنا من مرحلة كادت تعم سوادًا على البلد.

وأضافت أحلام يونس في تصريحاتها لـ"صدى البلد" أننا مازلنا نعيش في روح ثورة 30 يونيو، مشيرة إلى أن أكاديمية الفنون المصرية ستقيم مجموعة من الفعاليات الفنية احتفالاً بتلك الثورة وذكراها.

بينما قال الدكتور محمد أبو الفضل بدران، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق، إنه لابد على المثقف أن يكون الرائد الذي يقود المجتمع نجو التنوير والوعي، لافتًا إلى أن المثقف الحقيقي هو الذي يبحث عن العدل ويعمل على إرثاء هذا العدل.

وأضاف في تصريحاته لـ"صدى البلد"، أنه عندما كانت الثورة حلما ليخلص مصر من الجماعات التي اتخذ من الإسلام عباءة وستارًا كان المثقفون هم الذين أشعلوا فتيل ثورة 30 يونيو، لأنهم رأوا أن هذا الفصيل المتأسلم يقضي على العدل وينشر الظلم.

وأوضح "بدران"، أن المثقف الآن مطالب بنشر التنوير وان يعمل على إعادة الوعي لدي الجماهير وقبل هذا وذاك أن يقضي على الأمية الثقافية التي انتشرت لدى المثقفين وهو الدور المنشود بعيدًا عن الشلالية والتعصب والمصالح الخاصة الضيقة.

وأكد الناقد عبد الحافظ بخيت، أن المثقف في ثورة يونيو كان داعمًا حقيقيًا لأنه قرأ المشهد السياسي بعد ثورة يناير وتعرف على الأطراف التي كانت تتنازع على المشهد واستفاد من انقضاض الإخوان على مصر بالحيلة والتهديد.

وأضاف "بخيت"، أن المثقف كان له دور مهم في دعم ثورة يونيو من خلال النزول الحقيقي للناس ورفض كل أشكال الأخونة التي سلكتها جماعة الإخوان المسلمين في مؤسسة الدولة بشكل عام وفي وزارة الثقافة بشكل خاص.

وأشار إلى أن موقف المثقفين من وجود الإخواني علاء عبد العزيز على رأس وزارة الثقافة، دفع مبدعي مصر إلى الاعتصام بالوزارة وإصرارهم على طرده خارج الثقافة، وهي كان بداية شرارة الثورة التي أطاحت بجماعة الإخوان.

وفي سياق متصل قال الشاعر محمود حسن، عضو اتحاد كتاب مصر، إن الكتاب والمثقفين كان لهم دور كبير في ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة كادت تفسد العالم والمجتمع.

وأضاف محمود حسن في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنها قد تكون المرة الأولى في التاريخ التي يستطيع فيها المثقفون أن يجتمعوا على رجل واحد ليضعوا مسمارا في نعش رئيس الدولة، وهو حينما اعتصم المثقفون فى مقر وزارة الثقافة رافضين تعيين رئيس الجمهورية آنذاك لوزير الثقافة علاء عبد العزيز، وأجبروا الوزير الذى كان يمثل فصيلا بعينه ولا يمثل الثقافة ولا المثقفين المصريين على مغادرة مقر الوزارة.

وأكد عضو اتحاد كتاب مصر، أن تلك الخطوة كانت بمثابة الشرارة الأولى ليهب الشعب المصرى ليعود بمصر إلى هويتها وتاريخها وحضارتها وأهلها.

وأوضح الفنان التشكيلي رضا عبد الرحمن أن المثقفين كان لهم دور بارز في ثورة 30 يونيو، عندما اصطفوا على قلب رجل واحد ضد الجماعة الإرهابية.

وأضاف "عبد الرحمن" أن اعتصام وزارة الثقافة كان نموذجًا للحراك التحرري الواعي من نخبة المثقفين المصريين وكان فعلا رئيسيا فى الثورة على حكم الجماعة الإرهابية حيث كان توحدا واصطفافا غير مسبوق لجماعة المثقفين ضد طغيان التخلف والرجعية الدينية المستبدة.

وأكد على أن المثقفون كانوا فى طليعة مشهد تحرير مصر من فترة سوداء مرت بها واعتقد ان هذا الدور سوف يكون بأهمية تاريخية فريدة عندما يكتب تاريخ الوطن بلازيف أو تحريف.

قال الدكتور مصطفى سليم، رئيس المركز القومي للمسرح، إن "تعيين علاء عبد العزيز وزيرًا للثقافة كان الشرارة التي ألهبت حماس المثقفين في بدايات يونيو 2013 للدخول في مواجهات حقيقية لتصحيح الوضع المتردي الذي عكسه هذا الاختيار وما تبعه من قرارات أكدت محاولة الاستيلاء على مؤسسات الدولة وتوجيهها لخدمة أهداف غير وطنية وظلامية بالأساس".

وأضاف "سليم"، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه "لا شك أيضا أن المؤتمر الذي أقامته أكاديمية الفنون في هذه الفترة وحالة التذمر التي عمت قطاع كبير من العاملين بدار الأوبرا ووزارة الثقافة وقطاع مكتب الوزير وما تلاه من أحداث قادت اعتصام المثقفين لأن يكون من أهم المقدمات لثورة 30 يونيو التي يمكن أن نطلق عليها ثورة شعب وليس ثورة فئة أو قطاع أو منظمات مدعومة أو مؤسسات مدنية بل ثورة قررها الشعب ودعمها بنزول أكبر حشد من المواطنين يمكن أن نشاهده في مظاهرة أو ثورة.

وتابع أنه على الرغم من ضخامة عدد من خرجوا في هذا اليوم إلا انه لم تكن هناك خسائر تقارن بالثورات الأخرى لأن الشعب والجيش والشرطة كانوا على توافق في اتخاذ هذا القرار التاريخي بإسقاط جماعة محدودة الأفق أرادت الانفراد بالحكم دون أن تمتلك من المقومات والمصداقية والفكر ما يعطيها هذا الحق أو يسمح لها بالنهوض بالوطن الذي كانت صيانته خارج حساباتهم.

وأشار إلى أن التاريخ سيظل يذكر دور المثقفين الرئيسي في إشعال شرارة ثورة 30 يونيو مثلما كان إضراب الموظفين من مقدمات ثورة 1919 في القرن الماضي ولن ينسى أبدا ما قاموا به من أجل وطنهم حين جعلوا من هذا الاعتصام كرنفالاً فنياً ومركزاً ثقافياً يشع منه نور الحرية في مواجهة الفكر الظلامي وها نحن نعمل تأسيسا على ما قدموه من تضحيات وانتصارات لن ينساها التاريخ.