الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ليلة العيد.. 90 مليون مصري يفتحون صنابير المياه.. عادات اجتماعية خاطئة تهدد بأزمة.. ونصائح باللجوء لـ"النظافة الجافة"

الماء
الماء

  • عن استهلاك المصريين للمياه في موسم العيد:
  • أستاذ اجتماع:
  • استهلاكنا للمياه شغل الأمريكان منذ 30 سنة
  • الفراعنة جعلوا "الترشيد" سببا لدخول الجنة
  • "المصريين فاهمين الأعياد غلط"
  • اقتصاد منزلي:
  • "حوماية العيد" لـ90 مليون مصري تهدد بأزمة
  • نصيحة بالابتعاد عن "البانيو" لتوفير المياه
  • "غسل السجاد" بالرغوة وشطفها بالرذاذ أفضل
  • اللجوء للتنظيف الجاف ونصف الجاف يرشد الاستهلاك
  • خبراء مياه:
  • البيوت تستخدم "المياه" في نفس الوقت وترفع الاستهلاك
  • "العيد" موسم راحة المصريين من استهلاك المياه
  • "طوارئ مياه" في العيد بسبب ثقافة المصريين
"طوارئ مياه في العيد".. فقد ارتبطت الأعياد في مصر، خاصة عيد الفطر المبارك، بإهدار كم لا حصر له من الماء لدواعي النظافة وغسل السجاد والستائر والنوافذ وحتى الجدران، كل ذلك تفعله البيوت المصرية في ذات اللحظة!

الأمر يجعلنا نسلط الضوء على عادات المصريين وثقافتهم التي تهدر المياه في المناسبات السعيدة، وكيف يمكننا بقدر الإمكان تقليل كمية المياه المستخدمة في أعمال النظافة.

"30 سنة شاغلين الأمريكان"
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن ترشيد المياه مسألة حياة أو موت ويجب الاهتمام بها وشق عقول المصريين لزرع ثقافة ترشيد المياه فيها بكل السبل المتاحة.

وقالت "خضر"، في تصريح لـ"صدى البلد"، إن استهلاك المصريين للمياه موضوع في منتهى الخطورة، خصوصا في المواسم مثل الأعياد، لأن هناك عادات خاطئة يتبعها المصريون في تنظيف المنازل، لافتة إلى أن هناك حملات توعوية قائمة حاليا توجه المصريين إلى ترشيد المياه والحفاظ عليها، داعية إلى أن تشتمل مقدمات البرامج على هذه التوعية وأن تستمر هذه الحملات ولا تنقطع.

وأوضحت أن القدماء المصريين كانوا يكتبون على قبورهم "أنا لم أقتل نفسا ولم ألوث نهرا" حتى تكون شفيعا لهم في الحياة الأخرى، وهذا يعكس مدى وعي المصريين القدماء بأهمية المياه والحفاظ عليها حتى إنها جريمة قد تحرم الإنسان من دخول الجنة، بالإضافة إلى أن الأمريكان قاموا بدراسة سلوك المصريين في استخدام المياه منذ 30 عاما للوقوف على نقاط ضعفنا وتحويلها لصالحهم؛ حيث قامت باحثة أمريكية بإعداد دراسة عن سلوكيات المصريين مع المياه في القرى والنجوع ومراقبة حياتهم اليومية ومعدل استهلاكهم للمياه.

وأضافت أن لدى المصريين عادات خاطئة في التعامل مع المياه، منها غسل السيارات باستخدام الخراطيم، ما يعني إهدار كمية كبيرة من المياه، مع إهمال صيانة الحنفيات في المنازل والمؤسسات، داعية إلى إعلاء قيمة مهنة السباكة كما كان يحدث مع الفلاح؛ لأن مهمة السباك مهمة قومية وهي الحفاظ على حياتنا.

"الغسيل الجاف والبانيو"
أكدت الدكتورة نعمة رقبان، أستاذ إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلي، أن حالة من إهدار المياه غير طبيعية يتسبب فيها المصريون في مواسم الأعياد بشكل خاص، يجب أن ينتبهوا لها.

وقالت "رقبان"، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إنه بشكل عام، فإن ترشيد الاستهلاك مأمور به في الأديان، ومن هذا المنطلق وجب التفكير في طرق تجعل البيت المصري يقتصد في استخدام المياه، خاصة أن مصر والعالم يواجه فقر "مائي" في المستقبل.

وأضافت أنه بدلا من إهدار مياه لا حصر لها في تنظيف السجاد الذي تشتهر به البيوت المصرية في الاعياد، يمكن أن نلجأ للغسيل الجاف ونصف الجاف برش الرغاوي على طريقة معينة يتبعها الشطف برذاذ الماء ثم التجفيف، فضلا عن اللجوء إلى المنظفات لاستكمال تنظيف المنزل من جدران ونوافذ وغير ذلك، وكلها وسائل تجعلنا نستخدم الماء في أضيق الحدود.

وحول ما اشتهر به التراث المصري وما يعرف بـ"حوماية العيد"، قالت "الرقبان": "بالطبع لو شهد يوم العيد استحمام 90 مليون مصري بالطريقة التي يتبعها الكثيرون بالطبع ستحدث أزمة في الماء، إلا أنه يمكن أن يكون الاستحمام بدون ملء حوض الاستحمام – البانيو- الذي يؤدي لإهدار كميات كبيرة من الماء".

"المطاعم أيضا"

من ناحية أخرى، أكد الدكتور ضياء القوصي، خبير الموارد المائية ومستشار وزير الري الأسبق، أن الأعمال المنزلية في أيام العيد تكون مشتركة وبصورة مكثفة، ما يشكل ضغطا على استخدام المياه، ولذلك تعلن الشركة القابضة للمياه عن رفع درجة الاستعداد القصوى، لسد احتياجات المواطنين خلال أيام العيد.

وأوضح "القوصي" أنه ليست المنازل فقط التي تستخدم المياه بصورة مفرطة أو بشكل كبير، بل كذلك المطاعم والمحال التجارية في الأعياد، مشيرًا إلى أن الاستخدامات الموحدة في نفس التوقيت تؤثر في استخدام المياه.

فيما أكد الدكتور نور عبد المنعم نور، الخبير الاستراتيجي في شئون المياه، أن العيد يعتبر موسم راحة للمصريين من استهلاك المياه؛ إذ تقل فيه نسبة استهلاك المصريين للمياه بسبب الخروج للمتنزهات وقيام أغلب المؤسسات الحكومية والخاصة بإعطاء إجازة لموظفيها.

وقال "نور": "هناك العديد من السلوكيات الخاطئة للمصريين في استهلاك المياه سواء على مستوى الاستخدام الشخصي أو الاستخدام الزراعي أو الصناعي، على رأسها الري بالغمر، إذ يعد أكبر ظاهرة لاستهلاك المياه، وزراعة المحاصيل الشرهة للمياه مثل قصب السكر، والهدر في استهلاك المياه في المنازل، وعدم استخدام التكنولوجيا الحديثة في الأغراض المستخدمة للمياه".

وأضاف أن الوعي القومي للمواطن هو السبيل الرئيسى لتقويم سلوكيات المصريين الخاطئة تجاه استخدام المياه، إلى جانب الري ليلا والاستخدام التكنولوجي في الري، وإعادة استخدام المياه المستخدمة في الزراعة مرة أخرى، والحرص على توفير الجودة في الصناعات المنزلية المستخدمة للمياه، إلى جانب سن التشريعات الحازمة لمجازاة المخالفين.

"المصطافون في العيد"

في السياق ذاته، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن حالة طوارئ تحيط بالماء في الأعياد بسبب ارتفاع معدلات الاستهلاك الناتجة عن تنظيف المنازل والمفروشات، فضلًا عن أن المصطافين يستهلكون مياها أكثر عقب الخروج من البحر أثناء قضاء عطلة الأعياد بالمصايف.

وأوضح "نور الدين" أن استهلاك المياه بالأعياد والمناسبات هو ثقافة مجتمع، وعلى وزارتي الري والكهرباء التنسيق بينهما لعدم انقطاع الكهرباء والمياه خلال أيام العيد لحاجة المواطنين القصوى إلى ذلك في هذه الفترة.