الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهم الأحداث في «شوال».. «سفير الحُسين» يدخل الكوفة.. ووفاة الأفغاني

صدى البلد

لم يمر شهر شوال بالسنين الطويلة السابقة، صفر اليدين من الأحداث، التي حُفرت بذاكرة التاريخ، ويرصد "صدى البلد" أهم الاحداث في مثل هذا اليوم الخامس من شوال.

وصول جيش قريش إلى أحد
وصل جيش قريش في الخامس من شوال عام 3هـ إلى أُحد، على مقربة من المدينة المنورة، استعدادًا للمعركة المرتقبة بينهم وبين المسلمين.

وفي مثل هذا اليوم من عام 5هـ ، أرسلت قريش إلى بني قريظة، الذين تواطأوا معهم على قتال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في واقعة الأحزاب، فقالوا لهم أن يعدوا للقتال في اليوم التالي.

فقالت لهم اليهود: إن غدًا السبت، وهو يوم لا نفعل فيه شيئًا، ومع ذلك فانا لسنا بالذين نقاتل محمدًا معكم حتى تعطونا رهنًا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا.

فلما رجعت الرسل، وهم عكرمة بن أبي جهل، ونفر من قريش وغطفان، إليهم بذلك تأكدوا قول نعيم بن مسعود، الذي قاله لهم عن اليهود في مكيدته المشهورة.

خروج «علي بن أبي طالب» لقتال والي الشام

خرج الخليفة الإمام علي بن أبي طالب ومن شايعه من المسلمين، في مثل هذا اليوم من شوال عام 36هـ، إلى صفين لقتال والي الشام معاوية بن أبي سفيان ومن شايعه من المسلمين، فعندما استلم علي بن أبي طالب الحكم، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان، ولكن عليًا أصرّ على المبايعة أولًا ثم القصاص من قتلة عثمان.

فانطلق خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب من الكوفة في العراق يريد أهل الشام الذين امتنعوا عن مبايعته، حيث كان معاوية يرى أن تسليمه قتلة عثمان لأنه وليه يجب أن يتم قبل مبايعته لعلي، أما علي فكان يرى أن مبايعة معاوية (وكان آنذاك واليًا على الشام) يجب أن تتم أولاّ، ثم ينظر في شأن قتلة عثمان بحسب المصلحة والقدرة.

وموقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا، على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة.

دخول «سفير الحُسين» الكوفة

مسلم بن عقيل يدخل الكوفة في الخامس من شوال عام 60هـ -، ونزل دار المختار بن عبيدة الثقفي، وقيل: دار سالم بن المسيب، وبايعه ثمانية عشر ألفًا من الناس، بعدما قرأ عليهم كتاب الحُسين، فكتب إلى الحسين يقول له أن يعجل إليه.

وكان مسلم بن عقيل الهاشمي القرشي وهو ابن عم الحسين بن علي، و قد أرسله الى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، و هو أوّل من استشهد من أصحاب الحسين بن علي، في الكوفة،و قد عُرف فيما بعد بأنّه (سفير الحسين)، يحظى بمكانه مرموقة ومتميّزة في الأوساط الشيعة؛ حيث يقيمون له مآتم العزاء في شهر محرّم من كلّ عام، و تعرف الليلة الخامسة المحرم.

بعد وفاة معاوية وتنصيب يزيد حاكما بدله، كان للحسين موقفا رافضا معارضا لهذا التنصيب، وكانت السلطات الاأوية شديدة القلق من أي تحرك حسيني، وبعد رفض الحسين طلب حاكم المدينة المنورة بمبايعة يزيد بقوله الشهير "مثلي لايبايع مثله".

رأى أن الوضع داخل المدينة أصبح خطرا عليه وعلى أهله الأمر الذي استدعى مغادرته للمدينة على وجه السرعة، فانتقل منها إلى مكة.

كانت اخبار هذه التطورات تصل إلى الكوفة، التي تحوي على عدد لاباس به من الشيعة من فلول الإمام علي الرافضين أشد الرفض للحكم الأموي، المتحمسين إلى مبايعة الحسين، فاجتمع الشيعة في بيت سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين.

وصلت الرسالة ومعها رسائل أخرى أرسلت من أهل الكوفة أيضًا ومن البصرة تدعو الحسين الذي كان معتصمًا بالكعبة من الملاحقة الأموية، وفور وصول الرسائل له كلف مسلم بن عقيل بالذهاب إلى الكوفة والاطلاع على حال أهلها واستعداد المدينة لاستقبال الحسين والانتفاض ضد الحكم القائم.

تحرك ابن عقيل من مكة حاملًا معه رسالة الحسين إلى أهل الكوفة، وأخذ معه دليلين من أهل الكوفة، لكنهما تاها بالطريق ولقيا حتفهما من العطش، إلا أن مسلم وصل سالما إلى الكوفة.

استقبل الشيعة الكوفيين مسلم بن عقيل بكثير من الحفاوة، وتلا ابن عقيل عليهم كتاب الحسين فخنقتهم العبرات وتعالت نداء المناصرة لال بيت رسول الله. فتروي المصادر ان عدد المبايعيين في ذلك اليوم كان 18 الف، فأرسل مسلم برسالة للحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.

معركة فتح الرياض ضمن حملة توحيد السعودية

وقعت معركة الرياض وتسمى أيضًا فتح الرياض هي معركة في 5 شوال 1319هـ ، والذي يوافق 15 يناير 1902، في قلعة المصمك في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر.

واشتعلت بين عبد العزيز آل سعود ابن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر حكام الدولة السعودية الثانية، وعجلان بن محمد العجلان أمير الرياض التابع لعبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد أمير إمارة آل رشيد.

كانت الرياض تحت حكم آل سعود وعاصمة لدولة السعودية الثانية، حتى سقطت تحت حكم آل رشيد بعد إنتصارة على الإمام عبد الرحمن آل سعود. وتم نفي عائلة آل سعود خارج نجد.

وانتقلت عائلة آل سعود إلى قطر ثم البحرين ثم إلى محطتهم الأخيرة الكويت، حتى أعدّ عبد العزيز آل سعود عُدّته ووضع خطته لإستعادة الرياض، فاتجه من الكويت إلى الرياض، يوم 20 رمضان 1319هـ، فوصل إلى مشارفها في الأول من شوال 1319هـ.

واقتحم عبد العزيز آل سعود قصر المصمك بعد صلاة الفجر وقتل عجلان بن محمد العجلان وقطع رأسة ورماة على أهل الرياض، وتم الإعلان عن تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد المعركة في 5 شوال 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902.

ويُعد فتح الرياض اللبنة العسكرية والسياسية الأولى، في تأسيس المملكة العربية السعودية، على يد عبد العزيز آل سعود.

نجاة "ياسر عرفات" من حادث تحطم طائرته


نجا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في مثل هذا اليوم الخامس من شوال عام 1412هـ - من حادث تحطم طائرته في الصحراء الليبية، أثناء عاصفة رملية، وقد أسفر الحادث عن مقتل طياريين ومهندس للطيران.

وفاة الأفغاني

توفي جمال الدين الأفغاني، في مثل هذا اليوم الخامس من شوال عام 1314هـ، وهو فيلسوف ومفكر وعالم مسلم وأحد رواد الإصلاح الإسلامي.

وكانت وفاته صبيحة الثلاثاء 9 مارس سنة 1897م، وما أن بلغ الحكومة العثمانية نعيه حتى أمرت بضبط أوراقه وكل ما كان باقيًا عنده، وأمرت بدفنه من غير رعاية أو احتفال في مقبرة المشايخ بالقرب من نشان طاش فدفن كما يدفن أقل الناس شأنا في تركيا وتحت مراقبة الدولة.

واستهدف لعداوة شيخ الإسلام، فلم يتراجع ولم ينكص على عقبيه، وانتهى الخلاف بإقصائه عن الأستانة، وجاء مصر لأول مرة أوائل سنة 1870م - أواخر سنة 1286 هـ، ولم يكن يقصد الإقامة بها طويلا ؛ لأنه إنما جاء ووجهته الحجاز - أى جاء إلى مصر ليسافر منها إلى بلاد الحجاز-.

فلما سمع الناس بقدومه، اتجهت إليه أنظار النابهين من أهل العلم، وحينما وصل إلى مصر زار الأزهر الشريف، واتصل به كثير من الطلبة، فآنسوا فيه روحًا تفيض معرفة وحكمة، فأقبلوا عليه يتلقون بعض العلوم الرياضية، والفلسفية، والكلامية، وقرأ لهم شرح "الأظهار" في البيت الذي نزل به بخان الخليلي، وأقام بمصر أربعين يومًا، ثم تحول عزمه عن الحجاز، وسافر إلى الأستانة.

وعاد إلى مصر مرة أخرى في أول محرم سنة 1288 هـ - مارس سنة 1871م، لا على نية الإقامة بها، بل على قصد مشاهدة مناظرها، واستطلاع أحوالها، ولكن رياض باشا وزير إسماعيل في ذلك الحين رغب إليه البقاء في مصر.

وأجرت عليه الحكومة راتبًا مقداره ألف قرش كل شهر، لا في مقابل عمل، واهتدى إلى الأفغاني كثير من طلبة العلم، يستورون زنده، ويقتبسون الحكمة من بحر علمه، فقرأ لهم الكتب العالية في فنون الكلام، والحكمة النظرية، من طبيعية وعقلية، وعلوم الفلك، والتصوف، وأصول الفقة، بإسلوب طريف، وطريقة مبتكرة.

وكانت مدرسته بيته، ولم يذهب يومًا إلى الأزهر مدرسًا، وإنما ذهب إليه زائرًا، وأغلب مايزوره يوم الجمعة، وكان أسلوبه في التدريس مخاطبة العقل، وفتح أذهان تلاميذه ومريديه إلى البحث والتفكير.

وبث روح الحكمة والفلسفة في نفوسهم، وتوجيه أذهانهم إلى الأدب، والإنشاء، والخطابة، وكتابة المقالات الأدبية، والاجتماعية، والسياسية، فظهرت على يده نهضة في العلوم والأفكار أنتجت أطيب الثمرات.

وأقام المترجم في مصر، وأخذ يبث تعاليمه في نفوس تلاميذه، وبفضله خطا فن الكتابة والخطابة في مصر خطوات واسعة، ولم تقتصر حلقات دروسه ومجالسه على طلبة العلم، بل كان يؤمها كثير من العلماء والموظفين والأعيان وغيرهم.

وكان طلبة العلم ينتقلون بمايكتبونه من تلك المعارف إلى بلادهم أيام البطالة، والزائرون يذهبون بما ينالونه إلى أحيائهم، فاستيقظت مشاعر وتنبهت عقول، وخف حجاب الغفلة في أطراف متعددة من البلاد خصوصًا في القاهرة.

لم يكن جمال الدين الأفغاني مناصرًا لإسماعيل، بل كان ينقم منه استبداده وإسرافه، وتمكينه الدول الاستعمارية من مرافق البلاد وحقوقها، وكان يتوسم الخير في توفيق، إذ رآه وهو ولي للعهد ميالًا إلي الشورى، ينتقد سياسة أبيه وإسرافه، وقد اجتمعا في محفل الماسونية (والتي لم تكن تبدو كمنظمة سيئة في ذلك الوقت)، وتعاهدا على إقامة دعائم الشورى.

لكن توفيق لم يف بعهده بعد أن تولى الحكم، فقد بدا عليه الانحراف عن الشورى واستمع لوشايات رسل الاستعمار الأوربي، وفي مقدمتهم قنصل إنجلترا العام في مصر، إذ كانوا ينقمون من جمال الأفغاني روح الثورة والدعوة إلي الحرية والدستور، فغيروا عليه قلب الخديوي، وأوعزوا إليه بإخراجه من مصر.

وأصدر أمره بنفيه وكان ذلك بقرار من مجلس النظار منعقدًا برآسة الخديوي، وكان نفيه غاية في القسوة والغدر، إذ قبض عليه فجر الأحد الخامس من رمضان سنة 1296 هـ / 24 أغسطس 1879م، وهو ذاهب إلي بيته هو وخادمه الأمين (أبو تراب)، وحجز في الضبطية، ولم يمكن حتى من أخذ ثيابه.