الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فقه الواقع..فصام الثقافة


كثير ما يترد عليّ أسئلة منبعها الضمير ومنها ما كان مصدرها خارجا عنه، تدور في فلك مفاده، ما هو المحل الإعرابي من تواجدنا الثقافي الذي نعيشه الآن؟ و في الحقيقة لا أجد صدى إلا ما هو مفاده لست أدري! ، خاصة و بعد المراجعة الزمنية في العصر الحديث رأيت أن ثقافتنا الآنية تطفلت على موائد الثقافات الشرقية و الغربية ؛ فوجدت أن المواطن في منتصف القرن المنصرم عانى – في نظري – من فصام ثقافي تنازع ما بين الثقافة الاشتراكية و الرأسمالية حينا ، و غاص في جاهلية العادات المكتسبة من البيئة المحيطة و التشدق بمصطلحاتها حينا آخر، و من الناس من أقحم الثقافة الإسلامية عنونة و هو لم يدرِ مقاصدها و مرادها حق الدراية ؛ فأقحم الإسلام في كل شيء بالباطل دون فهم أو وعي؛ ففسد و أفسد.

و الحقيقة يا سادة و إن كانت مؤلمة للرائي و الناظر إلا أن هذه الرؤية ربما تكون مفسرة لما نعانيه اليوم من آلام و أوجاع مست عماد فكرنا و شتت أصواتنا و أضاعت أهدافنا و مقاصدنا المرجو ، نحن في أمس الحاجة إلى إعادة صياغة أفكارنا للعودة إلى الهوية التي أراها تتلاشى من النفوس إلا من رحم ربي ، نحن في حاجة إلى إعادة الثقافة المصرية الأصيلة التي تنأى عن العيب، وترسخ القيم المورثة من الإرث المصري الأصيل و الثقافة الإسلامية ؛ حتى يمكننا أن نعيد "نحن" إلى معناها الحق وإعادتها إلى مكانتها الحق وسط المحيط الاجتماعي الذي عايشناه ما بين تخبط و تيه.

كنت دائما أستمع إلى أساتذتي وهم ينبهوننا ونحن في المراحل الأولى من الدراسة الأكاديمية إلى أهمية الالتزام بالثقافة الموروثة المصرية منها والإسلامية حتى يمكننا رد الهجمات الشرسة المدبرة من الشرق والغرب وعدم الانسياق وراء كل ما هو وارد لرأب صدع أي انقسام نتعرض له.

يا سادة أظن أن التاريخ سوف يعظم من قيمة الأصوات المنادية بأهمية الالتزام بالأخلاق السامية التي نمت في تراثنا على أرض مهدتها ثقافتنا المصرية والإسلامية إذا كتب لها السماع و التطبيق، آمل ألا يضيع المراد و يتشدد المقصد المرجو من وراء هذه الكلمات، آمل ألا ننظر إلى كل صوت منادي بالتزام الأخلاق السامية في تعاملاتنا بعين السذاجة و التهوين، فديننا – مثلا - يدعو إلى عدم الإسراف في أمور حياتنا، وثقافتنا تحرم البذاءة و العري و كذلك التباهي بها و غير ذلك من مظاهر السوء التي لازمتنا وأرقت نفوسنا.

يا سادة إن الأصوات المنادية بضرورة الالتزام بالأخلاق السامية ومشتملاتها أظنها عين الرؤية الراسمة إلى العودة بنا إلى مسارنا الصحيح.

فهذا ديني الذي أورد في سنة نبينا: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا) فأين نحن من ديننا وثقافتنا إيذاء القول السالف؟

لست أدري!
وهذا قول الرسول: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)
أين نحن من هذا القول؟
لست أدري!

يا سادة ليست تقاليدنا وعادتنا ضرب من ضروب الرجعية والتخلف، وليس ديننا مادة لاهوتية عفا عليها الزمان المتمدن والمتحضر بل بهما يمكننا أن نحقق ما هو نحن.

في ظني أن الشتات الذي وقع فيه أكثرنا متنازعا بين الغرب والشرق، والتائه في فهم مراد الثقافة الإسلامية تؤول إلى ضياع الطريق.

في ظني نحن في أمس الحاجة إلى من يقودنا بفكره المستنير بالثقافة الإسلامية الواعية إلى العودة إلى الصواب حتى لا نحقق مآرب الأعداء دون دراية أو إدراك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط