الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ذا هيل»: مصر فقأت عين تركيا في الأمم المتحدة.. ويؤكد: القاهرة نزعت مبدأ الديمقراطية عن أنقرة عقب محاولة الانقلاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • الموقع الأمريكي:
  • مصر لا تتوافر لديها أي نية للمصالحة مع تركيا
  • القاهرة لا تعتبر تركيا بعد محاولة الانقلاب «ديمقراطية»
  • أردوغان تقرب لإسرائيل ورفض مصر

تشوب العلاقات المصرية التركية العديد من الشوائب التي تجعل رؤية اتفاق محتمل بينهما شيء لا يمكن تحقيقه؛ بسبب جمود العلاقات بين الدولتين.

وعرقلت مصر استصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم السبت الماضي، من شأنه تأييد حكومة تركيا بعد محاولة الانقلاب التي أطلقت ضدها في يوم 15 يوليو.

وما أقدمت عليه القاهرة هو أحدث خطوة على مستوى العلاقات بين البلدين، ولكنها مؤشر سلبي على أن مصر لا تتوافر لديها أي نية للمصالحة مع تركيا - لا قبل محاولة الانقلاب ولا بعد، وفقا لموقع «ذا هيل» الإخباري الأمريكي.

وأفاد الموقع، أن القرار قد أعرب عن القلق إزاء الوضع في تركيا، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس وتعهد بتقديم الدعم لحكومة أنقرة المنتخبة.

وأضاف الموقع الأمريكي، أنه رغم ذلك، فإن مصر أرادت أن تزيل القرار، معتبرة أن تركيا "في وضع يسمح لها بتسمية الحكومة الحالية - أو أي حكومة أخرى في هذا الشأن – على أنها تم انتخابها ديمقراطيا أم لا."

وعندما رفضت أمريكا وبريطانيا إزالة الشرط، عرضت القاهرة بديلا من شأنه دعوة الأطراف المتحاربة في تركيا إلى "احترام المبادئ الديمقراطية والدستورية وسيادة القانون".

وكان عدد من الأعضاء غير القادرين على التوصل إلى الموافقة بالإجماع المطلوبة، ما أدى إلى أن يرجئ القرار على الرف، فيما ردت أنقرة مطالبة القاهرة بالتزام الصمت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في أنقرة وأسطنبول، حسب الموقع.

وتابع الموقع الأمريكي أن الأوضاع لم تكن بين مصر وتركيا دائما على هذا النحو، لافتا إلى أنه خلال ثلاثة عقود من عهد الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، كانت العلاقة بين القاهرة وأنقرة ودية من حيث المنافسة، وكانت كلتا الدولتين تقاسمان تحالفا مع واشنطن، بينما تناور من اجل كسب نفوذ في شرق البحر المتوسط.

ويستطرد الموقع بأن التوترات في العلاقات البينية المصرية – التركية، بدأ منذ وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، آنذاك إلى منصب رئيس الحكومة حيث أقامت حكومته ذات الجذور الاسلامية، علاقات مع جماعات مرتبطة مع الإخوان في جميع أنحاء المنطقة.

ومع ذلك، توسعت تركيا في التجارة 16 ضعف خلال عهد أردوغان.

وجاء القطيعة مع اندلاع الثورات العربية، بعد أن تنحي الرئيس الأسبق مبارك، عقب احتجاجات واسعة عام 2011، وتولي جماعة الإخوان مقاليد الحكم في مصر، ووضعوا على سدة الحكم الرئيس السابق محمد رسي والذي تم عزله من قبل الجيش عقب مظاهرات واسعة النطاق عام 2013.

ومنذ ذلك الحين، غضب أردوغان وأبلغ السفير المصري في تركيا، في مقابل أعلنت القاهرة أن شخصية مبعوث أنقرة غير مرغوب فيها.

فيما أبقت القاهرة، أكبر دولة عربية، وهي حليف لعقود طويلة مع القوى الغربية، وعلى الرغم من أنها انتخبت الاسلاميين إلا أنها لم تفقد علاقاتها مع الغرب وإن كانت في بعض الاحيان تأخذ شكلا مختلفا، إلا أن تركيا ذهبت إلى بناء أمال بأن الديمقراطية الإسلامية الوليدة في مصر ستحقق مما تطمح إليه أنقرة في المنطقة - كما فعل الإسلاميون في تركيا بعد تولي أردوغان، إلا أن حلمه قد تم تقويضه بعد الإطاحة بالإسلاميين من سدة الحكم في مصر.

واليوم، تستضيف تركيا عددًا من المنتمين لجماعة الإخوان وتفتح وسائل إعلام تناهض النظام الحاكم في مصر، ويبقى أردوغان يسيء إلى الحكومة في القاهرة في كل فرصة تسنح له بذلك.

ولعل محاولة الانقلاب التي أعلنها فصيل منشق من الجيش وتمكن المدنيين من إحباطها، جعل تركيا تبعث برسالة تزعم فيها بأن تقويض التجربة المنتخبة في مصر لن يتكرر في تركيا، حسب الموقع الأمريكي.

ويضيف الموقع الأمريكي أن تركيا سعت من قبل محاولة الانقلاب إلى إصلاح أكثر العلاقات المتوترة لها خارجيا والتخلي عن السياسة القتالية لـ"أردوغان".

وقد شملت هذه التوجهات الجديدة إسرائيل (رغم غارة 2010 على أسطول الحرية التركي الذي كان متوجها إلى غزة واستمرار الحصار المفروض على الدولة التي تديرها حماس).

ومع توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة ، حاوالت تركيا التقرب من روسيا (على الرغم من اسقاطها إحدى مقاتلاتها بدعوى أنها انتهكت المجال الجوي التركي في نوفمبرمن العام الماضي).

وربما حتى النظام السوري (على الرغم من أنه بعد أن قتل المئات الآلاف من مواطنيها، وعلى الرغم من الدعم أنقرة أغدق للمتمردين المناهضين للحكومة).

ويستطرد الموقع بأنه بصرف النظر عن التصريحات السطحية بعض المسئولين الأتراك بشأن احتمال حدوث ذوبان لجليد العلاقات مع مصر، قال «أردوغان» بعد إجرائه مصالحات مع دول الجوار التركي، "إن السياق مع مصر يختلف عن النهج التي تقوم مع روسيا وإسرائيل"، مستبعدا تطبيع العلاقات مع القاهرة واصفا النظام في القاهرة بـ« القمعي»، مضيفا أن «مصر ترى نفسها تخوض معركة وجودية مع الإخوان وأمثالها من الجماعات الاسلامية، وتركيا غير متفائلة».

وفي المقابل، اعتقلت السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة نحو 283 من عناصر حرس الرئيس رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة الأسبوع الماضي، بحسب مسؤول تركي.

ويتبع عناصر الحرس الرئاسي كتيبة القوات الخاصة المتمركزة عند القصر الرئاسي في انقرة، وعديدها 2500 عنصر على الأقل.

وأصدرت السلطات مذكرات لاعتقال 300 من عناصر الحرس، بحسب تليفزيون سي ان ان-ترك، الذي أضاف أن المعتقلين في أنقرة.

كما ألغت الحكومة 10856 جواز سفر "بسبب خطر فرار اصحابها وبينها قرابة 10 الاف جواز سفر خضراء/رمادية"، حيث ان أصحابها إما قيد الاعتقال او فارين، بحسب ما قال المسؤول مؤكدا تصريحات وزير الداخلية افكان الا لتليفزيون سي ان ان-ترك.
وحاملو جوازات السفر الخضراء يشملون الموظفين والنواب السابقين الذين يستطيعون السفر الى بعض الدول دون تاشيرات، بينما يتم اصدار جوازات السفر الرمادية لمن يعملون في قطاع الحكومة والرياضيين.

وأكد أردوغان الخميس اعتقال 10410 أشخاص لا يزال 4060 منهم قيد الاحتجاز بينهم اكثر من 100 جنرال وأميرال.