الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد المطالبة بإزالة 64 مسجدًا.. الأوقاف: رهن الدراسة.. والأزهر: هدمها محظور شرعا وإقامتها صدقة جارية

أرشيفية
أرشيفية

الأوقاف:
السكك الحديد طالبت وزير الأوقاف بإزالة عدد من المساجد
الطلب رهن الدراسة والموافقة عليه مشروعة مراعاةً لمصالح المواطنين

البحوث الإسلامية:
هدم المساجد وعدم إقامتها مرة أخرى «محظور شرعا»
أستاذ عقيدة:
يجوز هدم المسجد عند إعادة بنائه أو حال إقامته على أرض مغتصبة


أثار خبر هدم 64 مسجدًا، جدلًا كبيرًا بحجة تطوير بعض الأماكن، وأنها تقع بجوار بعض المزلقانات التي تريد الدولة أن تقوم بتطويرها، ويرصد «صدى البلد» رأي وزارة الأوقاف في ذلك وحكم الشرع بشأن هدم المسجد وفضل إقامته.

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن هيئة السكك الحديد تقدمت بمذكرة لوزير الأوقاف تفيد بضرورة إزالة عدد من المساجد تقع في حرم عدد من مزلقانات السكة الحديد، وأنها تحتاج إلى إزالة نظرًا لقيام الهيئة بأعمال تطوير لهذه المزلقانات.

وأضاف طايع لـ«صدى البلد»، أن الطلب رهن الدراسة ولن تتم الموافقة إلا بعد التأكد فعليًا أن هذه المساجد تمثل عائقا للتطوير لأنه في حالة التأكد من ذلك ستتم الموافقة حتى لا تكون هذه المساجد السبب في إهدار أرواح المواطنين، ومن هذا المنطلق ستكون إزالتها أمرا جائزا شرعًا، لأن ذلك ضرورة، أما غير ذلك فلا يجوز إزالتها أو هدم بيت من بيوت الله.

وأوضح رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أنه يجوز إزالة المسجد أيضًا حال بنائه على أرض مغتصبة، لأن الأرض المغتصبة لا يجوز البناء عليها.

وطالب رئيس القطاع الديني من يشككون في دور وزارة الأوقاف تجاه المحافظة على بيوت الله، بعدم المزايدة على دور الوزارة في هذا الشأن بعد إعلانهم أن وزارة الأوقاف توافق على إزالة عدد من المساجد في قرار تاريخي لم يحدث من قبل دون إعلان السبب، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة اتخذت قرارات وإجراءات للحفاظ على بيوت الله وتطويرها وإحلالها وتجديدها أكثر من أي وقت مضى.

هدم المسجد محظور:

أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هدم المساجد جائز ومستحب إذا كان بغرض إقامتها مرة أخرى بصورة أفضل وأوسع مما كان عليه وبشكل يليق بضيوف الله تعالى.

وأوضح «الجندى أن قوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ» النور 36، يتضمن أن يكون شأن المسجد رفيعًا وله جلاله وتقديره، منوها بأن العصر الذى نعيش فيه يختلف عن العصر النبوي، فزمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان معروفًا عنه البساطة أما عصرنا فيتميز بالتصميمات الهندسية الممتازة، كما أن المسجد جدير به أن يكون على هيئة طيبة وشكل جديد.

وشدد المفكر الإسلامي، على أن هدم المساجد بغير سبب وعدم إقامتها مرة أخرى، أمر محظور لأن هذا المكان يعتبر وقفًا على أرض ملك لله وهى منسوبة لله تعالى، ولا يجب إطلاقا هدمها، لأن هذا تقليل من شأن المسجد إلا إذا كان هناك مسجد بالجوار لقضاء الصلاة فيه وإن كان الأفضل أن يبقى حاله كما هو.

حالات يجوز فيها هدم المسجد:

بينت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، أنه يجوز هدم مسجد إذا كانت هناك ضرورة تقضي ذلك كإعادة بنائه من جديد أو توسعته أو كانت أرضه مغتصبة وسترد لأصحابها.

ونوهت «شاهين» لـ«صدى البلد»، بأن هدم المساجد لمصلحة الشوارع جائز بشرط ألا يكون المسجد أثريًا وأن يترب على ذلك مصلحة المسلمين، وأن يكون هناك بديل للمسجد أو يتم إعطاء أرض لبنائها كمسجد فى نفس المحيط، وأيضًا ألا يشكل هدمه فتنة، ولكن إذا كان المسجد الوحيد فى المكان ولن يعطى بديلًا عنه فلا يجوز هدمه.

واستدلت بما ذكره الإمام أحمد وغيره عن عمر -رضي الله عنه- أنه أذن في نقل مسجد الكوفة لمصلحة بيت المال، حيث إن بيت المال نقب وسرق، فأمر عمر -رضي الله عنه- بنقل المسجد، وجعل بيت المال في قبلته، معللًا ذلك بأنه ما زال في المسجد مصلٍ، فيمتنع من هم بالسرقة منها بسبب وجود المصلين في المسجد، فصار المسجد في مكان سوق التمارين، وسوق التمارين في مكان المسجد.

فضل بناء مسجد:

أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن بناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين، من أفضل أعمال البر والخير التي رتب عليها الله تعالى ثوابا عظيما، وهي من الصدقة الجارية التي يمتد ثوابها وأجرها حتى بعد موت الإنسان.

واستشهدت «شاهين» بقول الله تعالى: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ» التوبة/18، وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ» رواه البخاري (450) ومسلم (533) من حديث عثمان رضي الله عنه.

وتابعت: وروى ابن ماجه (738) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّة».

وأوضحت: أن القطا طائر معروف، ومَفْحص القطاة: موضعها الذي تبيض فيه ، وخصصت القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل، إنما تجعل بيتها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد. ينظر: حياة الحيوان للدميري، وقال أهل العلم: وهذا مذكور للمبالغة، أي ولو كان المسجد بالغا في الصغر إلى هذا الحد.

واستطردت: أن من شارك في بناء مسجد كان له من الأجر على قدر مشاركته، وله أجر آخر على إعانته غيره على البر والتقوى.