الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالأدلة التاريخية.. العسال يرد على ادعاء يوسف زيدان بحذف شهر من التقويم الهجري

صدى البلد

انتقد الدكتور إبراهيم العسال الباحث والمحاضر بكلية الآداب والفلسفة بجامعة قرطبة في إسبانيا وعضو اللجنة العلمية للتراث الثقافي بالاتحاد الأندلسي في إسبانيا، ما أثاره الدكتور يوسف زيدان حول التقويم الهجري وقوله إن هناك شهرا محذوفا من التقويم أخل به، حيث أشار العسال إلي أن ذلك أمر غير دقيق ويحتاج إلى توضيح.

وتابع العسال في تصريحات لصدي البلد: "الربيع لا يأتي في الربيع ورمضان لا يأتي وقت الرمضاء اي شدة العطش وهو الصيف, لأن هذه المسميات كانت معروفة قبل مجيء الإسلام ومتعارف عليها في انحاء جزيرة العرب,وتعود الى عهد كلاب بن مرة سيد كنانة والجد الخامس للنبي محمد (ص) على أرجح الأقوال - أي قبل ميلاد النبي بزهاء الثلاثة قرون".

وقال إن العرب سموا تلك الشهور بمسمياتها وفقا لطبيعة المناخ والظروف العسكرية والاقتصادية؛ فرأوا مثلا أن المياه تتجمد وقت الزمهريرا ما ان ينقضي الربيع فسموا هذا الشهران بالجمادين الأولى والآخرة, كذلك كان العرب في الجاهلية يخصبون في ربيع الأول ما اصابوه من أسلاب في صفر بعد صيامهم عن القتال في شهر الله المحرم الذي حُرموا فيه القتال وهكذا".

وتابع :" كان العرب يضيفون هذا الشهر – الذي يذكر د.زيدان انه حُذف - كل ثلاثين شهرا حتى يحتفظوا بمواعيد الشهور على مسمياتها,وكان هذا دون تقويم اي انهم لم يضعوا هذه الشهور ضمن تقويم محدد بل عرفوها ليحرموا القتال في بعضها وهو ما عُرف اسلاميا بالأشهر الحُرم".

وأوضح أن العرب إشتهروا بالتلاعب في شهورهم فصاروا يقدمونها ويؤخرونها,وهو ما اسماه القران الكريم بالنسئ واصفا اياه بالزيادة في الكفر،ولقد كان لشهر رجب الحظ الأوفر في هذا التلاعب لأنه يأتي بعد الربيعين والجمادين حيث كان يشتد وطيس المعارك ولا ينفض غبار الحروب,الإ أن قبيلة "مُضر"كانت استثناءا واضحا بن قبائل العرب كافة,فلا تغيره ولا تبدل مواقيت بدايته ونهايته اجلالا منها لقيمته وتقديسا لعظمته,حتى أن المؤرخين أطلقوا على الشهر نفسه "رجب مُضر"، وهي القبيلة التي ينتسب اليها النبي محمد – صلى الله وعليه وسلم – حيث جده السابع عشر

وقال أن عمر بن الخطاب عند اقرار التقويم الهجري اعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وهو ما يتسق ما الميزان الاسلامي,فماهو ثابت عن الرسول صلى الله وعليه وسلم انه قال صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته مشيرا بذلك الى هلال رمضان

وأوضح أن والهلال هو احد اطوار دورة القمر وهو ما يعني ان التقويم الهجري لا يعاني اي خلل كما اشار الدكتور زيدان,وهنا لا بد من الاشارة الى وجود تقويم فارسي هجري يعتمد على دورة الشمس مكون من 365 يوم في السنة البسيطة و 366 يوم في سنته الكبيسة، ويبدأ بسنة هجرة محمد رسول الإسلام، ويسمى أيضا بالتقويم الجلالي نسبةً لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة. اي انه يتفق مع التقويم الميلادي في عدد ايامه ويتفق مع التقويم الهجري القمري في مبدأه

وقال أنه انه لابد لنا التفريق بين التقويم الهجري الذي ظهر بعد وفاة الرسول (ص) في زمان الخليفة الثاني عمر,وبين شهور العرب التي كانوا يعرفونها في انحاء الجزيرة العربية دون اعتماد تقويم خاصا بهم يؤرخون به أحداثهم ، وإنما اعتمدوا في تأريخهم على حوادث تاريخية محددة مثل بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل،وعام العذر وهو العام الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بني حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م،وعام انهيار سد مأرب في اليمن في سنة 120 ق. م

وأضاف:" عام الفيل الذي ولد فيه الرسول"ص",وعام حرب الفجار وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها ، لتحارب قبائلهم فيما بينها في الأشهر الحرم,فكيف يكون شهرا قد حُذف من تقويم بدأ بالاساس في زمان عمر دون ان يقره او يعتمده، بل كان معروفا في الجزيرة دون تقويم".