الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الصحة العالمية» تحيي اليوم العالمي للالتهاب الكبدي 28 يوليو

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم 28 يوليو اليوم العالمي لالتهاب الكبدي 2016 تحت شعار "اعرفوا التهاب الكبد.. افعلوا شيئًا الآن"، حيث إن ما يقدر بـ95% من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى، فاختبارات التهاب الكبد معقدة ويمكن أن تكون مكلفة، فضلا عن ضعف قدرات المختبرات في العديد من البلدان.

ويؤثر التهاب الكبد الفيروسي على 400 مليون شخص على مستوى العالم، ويصاب كل عام ما بين 6 – 10 ملايين شخص كل عام بعدوى التهاب الكبد الفيروسي.

وتشير المنظمة إلى أن توسيع نطاق العلاج، يمكن إنقاذ حياة 7 ملايين شخص في الفترة من عام 2015 وعام 2030، ناهيك عن استفادة المجتمعات المحلية من المكاسب الاقتصادية.

وكان التحالف العالمي للالتهاب الكبدي قد أطلق للمرة الأولى الاحتفال في 28 يوليو باليوم العالمي لالتهاب الكبد في عام 2008، لرفع مستوى الوعي بمرض التهاب الكبد الفيروسي وللدعوة لإتاحة الحصول على العلاج ولتبني برامج وقاية أفضل ولاتخاذ إجراءات أكبر من جانب الحكومات لمكافحة هذا المرض. وبعد ذلك أعلنت الأمم المتحدة الاعتراف الرسمي بهذا الحدث في عام 2010، وإدراكا منها للعبء الهائل الناجم عن التهاب الكبد الفيروسي، اعتمدت جمعية الصحة العالمية في عام 2010 القرار رقم 63/ 18، الذي يدعو إلى اتباع نهج شامل للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ومكافحته.

وقد وقع الاختيار على يوم 28 يوليو تكريما لذكرى عيد ميلاد الأستاذ باروخ صموئيل بلومبرغ، الحائز على جائزة نوبل ومكتشف فيروس التهاب الكبد ب. وعقب القرار، وقامت منظمة الصحة العالمية بإنشاء "البرنامج العالمي لمكافحة التهاب الكبد" لتحقيق الأهداف التالية: الحد من سراية العوامل التي تسبب التهاب الكبد الفيروسي؛ والحد من معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي من خلال تحسين رعاية المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي؛ والحد من الآثار الاجتماعية-الاقتصادية لالتهاب الكبد الفيروسي على المستويات الفردية والمجتمعية والسكانية.

إن التهاب الكبد مرض تسببه عدوى فيروسية في غالب الأحيان، وهناك 5 فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب ويشار إليها بالأنماط أ (A)؛ ب (B)؛ ج (C )؛ د (D)؛ هـ (E) . وتثير تلك الأنماط قلقا كبيرا نظرا لعبء المراضة والوفاة الذي تسببه وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة.

وفقا للتحالف العالمي للالتهاب الكبدي، يصاب حوالي 400 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد (ب وج) في جميع أنحاء العالم ويصاب شخص من كل 3 أشخاص بأحد أنواع الالتهاب الكبدي الفيروسي، وما يقارب 1.4 مليون يموتون نتيجة لهذه الالتهابات كل عام.

وتشير التقديرات إلى أن 57% من حالات تشمع الكبد و78% من حالات سرطان الكبد الأولى تنجم عن العدوى بفيروس التهاب الكبد ب أو بفيروس التهاب الكبد ج، ويصاب سنويا 20 مليون شخص بعدوى الالتهاب الكبدي هـ # E#، منهم أكثر من 3 ملايين شخص يعانون من حالات عدوى حادة بالمرض و56600 آخرين يلقون حتفهم جراء الإصابة به، ويحدث التهابا الكبد A وE، في غالب الأحيان نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة. أما التهابات الكبد B وC وD فتحدث عادة نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن.

ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوثة، وفيما يخص التهاب الكبد B انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة، ومن أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي، وقد تحدث عدوى حادة مصحوبة بأعراض محدودة أو بدون أي أعراض على الإطلاق، أو قد تنطوي على أعراض مثل اليرقان أي اصفرار البشرة والعينين والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيؤ والآلام البطنية.

وتشير التقديرات إلى أن هناك 240 مليون شخص من المصابين بصورة مزمنة بالتهاب الكبد من النمط بـ"B" وهم حسب التعريف الذين تأكدت إصابتهم بالمستضد السطحي لالتهاب الكبد من النمط B لمدة 6 أشهر على الأقل، ويقضي نحو 686 ألف شخص نحبهم كل عام بسبب عدوى التهاب الكبد من النمط ب بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد الناجمين عن العدوى المزمنة لالتهاب الكبد من النمط ب و130 ألف شخص نتيجة التهاب الكبد الحاد من النمط ب.

وتشير التقارير إلى أن جميع أنواع التهاب الكبد الفيروسي تحدث في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، وأن بعض دول الإقليم لديها معدلات الإصابة أعلى لالتهاب الكبد الوبائي والتهاب الكبد هـ "E" من أي بلد آخر في العالم، وأن ما يقرب من 17 مليون شخص في المنطقة يعيشون اليوم مع التهاب الكبد ج "C"، وحوالي 4.3 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة يصاب بعدوى التهاب الكبد بـ"B" في كل عام.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ستيفان ويكتور، رئيس فريق برنامج التهاب الكبد الوبائي العالمي في منظمة الصحة العالمية، إن التهاب الكبد الوبائي هو أحد الأسباب التي لا تلفت انتباه الأشخاص بحق، إنه مرض صامت، وقد لا يوجد لدى المصاب أي أعراض لعقود، فقد يكون الشخص قد أصيب بالتهاب الكبد الوبائي (ب) وهو طفل رضيع، أو ربما عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن عندما كان في سن 16 من عمره على سبيل المثال، ولكن المرض لا يتطور ليصبح تليفا في الكبد عندما يكون المرء في 40 أو 50 أو 60 من العمر، وخلال هذا الوقت لا تكون لديه أي فكرة عن إصابته.

وتعتبر المنظمة أن انتشار المرض مثير للقلق نظرا لغياب الوعي، خاصة لدى المصابين به، حول مخاطره على صحتهم وحول احتمالات نقلهم الفيروس لغيرهم عن طريق العدوى، كما يسبب التهاب الكبد الفيروسي عبئا ثقيلا على نظام الرعاية الصحية بما يفرضه من تكاليف لمعالجة الفشل الكبدي ومرض الكبد المزمن، وفي العديد من البلدان، يكون التهاب الكبد الفيروسي السبب الرئيسي لزراعة الكبد، ومن المعروف أن هذا العلاج للمراحل المتأخرة من الإصابة باهظ التكاليف، إذ يتجاوز مئات الآلاف من الدولارات لكل شخص.

وتقول منظمة الصحة العالمية: "نحن نعاني اليوم من وباء صامت، ذلك لأن التهاب الكبد الفيروسي لم يحظ في العقود الأخيرة بالاهتمام اللازم من المجتمع الدولي، ورغم أن عبء المرض مرتفع جدا على المصاب كما على الدول إلا أن المشكلة لم تعالج بطريقة جدية، ويعود ذلك إلى أسباب متعددة، منها أن الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد لم تكتشف إلا منذ وقت قريب، وأن التهاب الكبد في غالب الأحيان صامت وذو طبيعة حميدة في مراحله الأولى، وليست لديه أعراض وعلامات تجعل اكتشافه سهلا".

وتشير تقارير التحالف العالمي للالتهاب الكبدي لعام 2016، إلى أن فيروس الالتهاب الكبدي أ "A"، ينتقل أساسا عن طريق الأغذية والمياه الملوثة بالبراز الحاوي على فيروس المرض.

وتحدث الإصابة عندما يتناول شخص غير مصاب بعدوى المرض أغذية أو مياها ملوثة ببراز شخص مصاب بعدواه.

وعادة ما تتسبب مياه المجاري الملوثة أو المياه غير المعالجة كما ينبغي في اندلاع فاشيات المرض المنقولة بالمياه، برغم ندرتها، ويمكن أيضا أن ينتقل فيروس المرض من خلال التماس الجسدي الحميم بشخص مصاب، على أن المخالطة العارضة بين الأفراد لا تنشر فيروس المرض، وتتراوح عادة فترة حضانة الالتهاب الكبدي A بين 14 و28 يوما.

وتختلف أعراض الإصابة به بين معتدلة وأخرى وخيمة، ومنها الحمى والتوعك وفقدان الشهية والإسهال والغثيان وألم في البطن وبول غامق اللون والإصابة باليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)، ولا يبدي كل مصاب بالمرض هذه الأعراض جميعها.

وغالبا ما تظهر بوادر المرض وأعراضه على البالغين أكثر من الأطفال، وترتفع معدلات الإصابة الشديدة بالمرض والوفاة من جرائه بين صفوف فئات الأفراد الأكبر سنا، ويمكن أن يصاب بالالتهاب الكبدي A جميع الأفراد غير المطعمين أو الذين لم تنقل إليهم عدواه سابقا، وتظهر معظم حالات الإصابة بعدواه في المناطق التي ينتشر فيها فيروسه على نطاق واسع (الموطونة به بمعدلات عالية) خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

وتشمل عوامل الخطر ما يلي: تردي خدمات الإصحاح؛ انعدام توفر المياه المأمونة؛ تعاطي المخدرات عن طريق الحقن؛ العيش داخل أسرة أحد أفرادها مصاب بالعدوى؛ ممارسة الجنس مع شخص مصاب بعدوى الالتهاب الكبدي A الوخيم؛ السفر من دون تطعيم إلى مناطق موطونة بالمرض بمعدلات عالية.

ويصاب معظم الأطفال بنسبة 90% بالالتهاب الكبدي A قبل بلوغ سن 10 سنوات في البلدان النامية التي تسوء فيها الظروف الصحية وقواعد النظافة الشخصية، فالأطفال المصابون بالعدوى دون سن 6 من العمر فلا يبدون في العادة أعراضا ظاهرة وتقتصر نسبة من يصابون منهم باصفرار الجلد وبياض العينين على 10%، وتتسبب عادة عدوى المرض في ظهور أعراض أشد على الأطفال الأكبر سنا والبالغين وتكون مصحوبة باصفرار الجلد وبياض العينين في أكثر من 70% من حالات المرض.

ونادرا ما تحدث حالات وبائية بالمرض لأن الأطفال الأكبر سنا والبالغين محصنون ضده عموما، وتكون معدلات ظهور أعراض المرض في هذه المناطق منخفضة وقلما تندلع فيها فاشياته، في حين يفلت الأطفال غالبا من الإصابة بعدوى المرض في مرحلة طفولتهم المبكرة بالبلدان النامية وتلك التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية والمناطق التي تشهد تغيرا في ظروفها الصحية.

ومن سخرية القدر أن تحسين هذه الظروف الصحية والاقتصادية قد يؤدي إلى زيادة معدلات استعداد الفئات الأكبر سنا للإصابة بالمرض وارتفاع معدلات انتشاره، نظرا لإصابة المراهقين والبالغين بعدواه وإمكانية اندلاع فاشيات كبيرة منه.

في حين تنخفض معدلات الإصابة بعدوى المرض في البلدان المتقدمة التي تكون فيها الظروف الصحية وخدمات الإصحاح جيدة.

وقد تحدث حالات إصابة بالمرض بين صفوف المراهقين والبالغين في الفئات المعرضة لخطر كبير، مثل متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، والرجال المثليين، والمسافرين إلى مناطق موطونة بالمرض بمعدلات عالية، وفي الفئات السكانية المنعزلة، كالطوائف الدينية المغلقة، ويمكن الحد من انتشار الالتهاب عن طريق ما يلي: توفير إمدادات كافية من مياه الشرب المأمونة؛ التخلص بطرق سليمة من مياه الصرف الصحي داخل المجتمعات المحلية؛ اتباع ممارسات النظافة الشخصية، من قبيل الانتظام في غسل اليدين بمياه مأمونة.

ويتوفر على الصعيد الدولي عدة لقاحات ضد الالتهاب الكبدي A، وهى متماثلة جميعا من حيث نجاحها في حماية الناس من الإصابة بالفيروس وآثاره الجانبية.

ولا يوجد لقاح مرخص بإعطائه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، وبعد مرور شهر واحد على إعطاء جرعة أحادية من اللقاح فإن بإمكان 100% من الأفراد الملقحين به تقريبا أن يؤمنوا ما يلزم من مستويات الحماية بفضل الأجسام المضادة للفيروس.

وحتى بعد التعرض للفيروس، فإن إعطاء جرعة واحدة من اللقاح في غضون أسبوعين من التماس مع الفيروس يؤمن آثارا وقائية، ومع ذلك توصي الجهات المصنعة للقاح بإعطاء جرعتين اثنتين منه ضمانا لتوفير حماية أطول أجلا تتراوح مدتها بين حوالي 5 سنوات و8 سنوات بعد التطعيم.

ويجرى تطعيم ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم باللقاح من دون أن يسبب أحداثا سلبية خطيرة، ويمكن إعطاء اللقاح في إطار برامج التحصين المنتظمة التي تستهدف الأطفال، كما يمكن إعطاؤه للمسافرين بمعية لقاحات أخرى.

أما بخصوص التهاب الكبد من النمط ب "B"، فتشير تقارير التحالف إلاى أنها عدوى كبدية يمكن أن تهدد حياة المصاب بها، ويشكل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية بارزة، ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة وأن يعرض الناس لخطر الوفاة بشدة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد، ويتوافر لقاح مضاد لالتهاب الكبد من النمط ب منذ عام 1982.

وهذا اللقاح ناجح بنسبة 95% في الوقاية من العدوى ومن الإصابة بالمرض المزمن وسرطان الكبد الناجم عن الالتهاب المذكور، ويمكن أن يظل فيروس التهاب الكبد من النمط ب على قيد الحياة خارج جسم المريض لمدة 7 أيام على الأقل.

وخلال هذه الفترة يظل الفيروس قادرا على التسبب في العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح.

وتصل فترة حضانة الفيروس إلى 75 يوما في المتوسط، ولكنها يمكن أن تتراوح بين 30 و180 يوما، ويمكن اكتشاف الفيروس في غضون 30 إلى 60 يوما بعد العدوى وبمقدوره الاستمرار والتحول إلى التهاب كبد مزمن من النمط ب.

وفي المناطق الموطونة بشدة، فإن السبيل الأكثر شيوعا لانتقال التهاب الكبد من النمط ب هو من الأم إلى الطفل عند الولادة (سراية الفترة المحيطة بالولادة)، أو عبر السراية الأفقية (التعرض لدم ملوث)، ولاسيما من طفل مصاب إلى طفل غير مصاب خلال السنوات 5 الأولى من العمر، ويعتبر نشوء العدوى المزمنة أمرا شائعا جدا في صفوف الرضع المصابين بالعدوى من أمهاتهم أو قبل بلوغ سن 5 سنوات.

كما يمكن أن ينتشر التهاب الكبد من النمط ب عن طريق التعرض الجلدي أو العضلي لدم ملوث أو لسوائل بدنية ملوثة مختلفة، وكذلك عبر اللعاب، والسوائل الحيضية، والمهبلية، والمنوية، ويمكن أن تحدث السراية الجنسية لالتهاب الكبد من النمط ب، ولا سيما لدى الرجال غير المطعمين الذين يتعاطون الجنس مع رجال آخرين، والرجال من مغايري الجنس ذوي الشركاء الجنسيين المتعددين أو الذين يقيمون صلات مع المشتغلين بالجنس، وتؤدي العدوى لدى البالغين إلى التهاب الكبد المزمن في نسبة تقل عن 5٪ من الحالات.

كما يمكن أن تحدث سراية الفيروس نتيجة إعادة استخدام الإبر والمحاقن في سياقات الرعاية الصحية أو في صفوف الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، وبالإضافة إلى ذلك فإن العدوى يمكن أن تحدث خلال العمليات الطبية، والجراحية، والسنية، والوشم، أو عبر استخدام أمواس الحلاقة والأشياء الأخرى الملطخة بالدم الملوث.

وتعتمد احتمالات تحول الإصابة بالفيروس إلى عدوى مزمنة على العمر الذي يصاب فيه الشخص بها، وعلى الأغلب فإن الأطفال دون سن 6 سنوات الذين يصابون بفيروس التهاب الكبد من النمط ب هم المجموعة الأكثر عرضة لتطور الحالة إلى عدوى مزمنة.

وتتطور حالة نسبة تتراوح بين 80 و90% من الرضع المصابين خلال السنة الأولى من العمر إلى عدوى مزمنة؛ كما تتطور حالة نسبة تتراوح بين 30 و50% من الأطفال المصابين قبل سن 6 سنوات إلى عدوى مزمنة، أما لدى البالغين فتقل نسبة الأصحاء بغير ذلك الذين يصابون بالعدوى كبالغين وتتطور حالتهم إلى التهاب مزمن عن 5%.

وتتطور حالة نسبة تتراوح بين 20 و30% من البالغين المصابين بعدوى مزمنة إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد، وتصل معدلات تفشي التهاب الكبد من النمط ب إلى أعلى مستوياتها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وشرق آسيا، حيث تتراوح نسبة المصابين المزمنين بهذا الالتهاب بين 5 و10% من مجموع السكان البالغين، كما أن هناك معدلات عالية للعدوى المزمنة في منطقة الأمازون والأجزاء الجنوبية من أوروبا الشرقية والوسطى، وفي الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية فإن نسبة المصابين المزمنين تقدر بنحو 2 إلى 5% من مجموع السكان عموما، أما نسبة المصابين المزمنين في أوروبا الغربية وشمال أمريكا فتقل عن 1%.

إن اللقاح المضاد لالتهاب الكبد من النمط ب "B" هو الركيزة الأساسية للوقاية منه، وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء هذا اللقاح لكل الرضع في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، ومن الأفضل أن يتم ذلك في غضون 24 ساعة، وينبغي إعطاء جرعتين إلى 3 جرعات بعد الجرعة الولادية لاستكمال السلسلة الأولية.

وتسفر سلسلة اللقاحات الكاملة عن إحداث مستويات أضداد واقية لدى أكثر من 95% من الرضع، والأطفال، والشباب. وتدوم الحماية لفترة لا تقل عن 20 عاما وتستمر طيلة العمر على الأرجح، وهكذا فإن منظمة الصحة العالمية لا توصي بالتطعيم المعزز لمن استكملوا جدول التطعيم ثلاثي الجرعات، وينبغي أن يعطى اللقاح لجميع الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة ولم يسبق لهم التطعيم إذا كانوا يعيشون في بلدان تشهد توطنا منخفضا أو متوسطا.

وفي هذه السياقات، فإن من المحتمل أن يصاب بالعدوى عدد أكبر من الأشخاص في المجموعات المعرضة لمخاطر عالية، ويتعين إعطاؤهم اللقاح أيضا، ويشمل هؤلاء الأشخاص المحتاجين إلى الدم أو مشتقاته بشكل متكرر، والمرضى الخاضعون لعمليات غسل الكلى، والخاضعون لعمليات زرع الأعضاء الصلبة؛ نزلاء السجون؛ متعاطو المخدرات بالحقن؛ المخالطون الأسريون والجنسيون للمصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد من النمط بي؛ والعاملون في الرعاية الصحية وسواهم ممن يتعرضون للدم ومشتقاته أثناء عملهم؛ والمسافرون الذين لم يستكملوا سلسلة التطعيم المضاد لالتهاب الكبد من النمط ب والذين يجب أن يوفر لهم اللقاح قبل مغادرة المناطق الموطونة.

ويتمتع اللقاح بسجل ممتاز من حيث المأمونية والفعالية، ومنذ عام 1982 تم استخدام أكثر من مليار جرعة منه في مختلف أرجاء العالم، وفي الكثير من البلدان التي كانت نسبة إصابة الأطفال بالعدوى المزمنة فيها تتراوح عادة بين 8 و15%، أدى التطعيم إلى خفض معدلات هذه العدوى إلى أقل من 1% عند الأطفال الممنعين.

وحتى عام 2014، قام 184 بلدا بتطعيم الأطفال ضد التهاب الكبد من النمط ب كجزء من جداول التطعيم، وتلقت نسبة 82% من الأطفال اللقاح المضاد لهذا الالتهاب.