الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاكل الأقباط لا تُحل من البيت الأبيض !


سمعت مؤخرا من دعوات لبعض الأقباط في الخارج للتظاهر أمام البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من اغسطس المقبل، للتنديد بجرائم العنف الطائفي التي تحدث ضد الاقباط وخاصة في محافظة المنيا المأزومة، والتي تعتبر بؤرة خطرة لاندلاع حرب طائفية في مصر، من الممكن ان تحرق مصر كلها إذا ظلت الحكومة على هذا النهج الرهيب والمخزي في التعامل مع الملف الطائفي.

والسؤال الأهم هنا: هل توقيت هذه التظاهرات مناسبا؟ وأيضًا: ما الجدوى من هذه التظاهرات أمام البيت الأبيض؟ والحق أقول إن أي دعوة في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به مصر وتستهدف فيه وحدتها وجيشها وشرطتها من جماعات إرهابية منظمة وقوى مخابراتية لها أذرع في الداخل لإعادة استنساخ مخطط تقسيم مصر مرفوضة رفضا قاطعا سواء في الداخل او الخارج.
 
وعلى الجانب الآخر على الحكومة نفسها أن تكون اكثر وعيا وحكمة ووطنية ولا تعطي ذريعة او مبررا لمثل هذه التظاهرات في الداخل او الخارج بالتعامل بشكل جدي مع الملف الطائفي بإنفاذ القانون بحسم وبلا هوادة وإلا تتهم هي أيضا بالطائفية، كما أنني أرى ان التظاهر أمام البيت الابيض وهو المركز الرئيسي لإدارة مخطط تفتيت وتقسيم مصر والعالم العربي ودعم الإرهاب قرارا ليس صائبا، ولا حكيما، وإن كانوا يقولون "المتغطي بأمريكا عريان فأنا ايضا اقولها وبملء الفم " المتغطي بأمريكا متباع" فأمريكا والبيت الابيض لن يهمها الاقباط في شيء ولن يهمها ملف الحريات الدينية في مصر؛ لان امريكا أبوها مصلحتها وممكن تبيع حلفاءها في اي وقت بعد انقضاء المصلحة.

ونفسي اعرف عملت أي التظاهرات امام البيت الابيض في عهد مبارك ومرسي بعد عدة جرائم طائفية استهدفت الاقباط؟ لم تفعل شيئا بل ضبطت متلبسة في التعاون مع جماعات الإخوان الإرهابية لبيع سيناء والتآمر على مصر وجيشها، ولم تحمِ امريكا الكنائس والمسيحيين في العراق او سوريا او لبنان، ولم تنعم كثير من الدول التي بها قواعد امريكية بالامن الحقيقي إلا بعد رحيل هذه القواعد من على اراضيها بضغط شعبي.

كما أن تظاهر عدد من الاقباط امام البيت الابيض سيفقد الاقباط دعم الاصوات المعتدلة من اخوانهم المسلمين وهم غالبية ساحقة بل وربما تكون له نتائج عكسية في الداخل المصري على عكس ما يروجه بعض الاقباط وهم قلة ممن ايدوا هذه التظاهرات، واحيي هنا موقف الكنيسة الوطني الرافض لاي تظاهرات في هذا الظرف المفصلي الذي تمر به مصر، وأقولها صراحة لبعض المؤيدين لهذه التظاهرات: لا تسلموا مصر لأيدي أعدائكم وامريكا لم ولن تحمي اقباط مصر بل اقباط مصر في حمى إله قدير وشعب عظيم متماسك بمسلميه واقباطه وهو حائط الصد وصمام الامن والامن للدولة المصرية وسيادتها وحدتها.

وأطالب الحكومة والرئيس السيسي بسرعة التعامل بشكل جدي مع ملف العنف الطائفي بتطبيق القانون على الجميع، كما اطالب البرلمان ان يسارع في إعداد مشروع قانون ومحكمة متخصصة للفتنة الطائفية في مصر وادراج جرائم العنف الطائفي والفتنة الطائفية او المذهبية ضمن الجرائم الارهابية، وعلى الدولة الآن أن تسارع في عدم اعطاء اي ذرائع لاي قوى معادية للتربص بمصر وسيادتها والعبث بوحدتها، وايضا ان لا تعطي مببرات لاي حد او ذريعة لاي مغرض للتدخل في الشان المصري، وليعلم الجميع أن أقباط مصر والكنيسة كانت ولا تزال وستظل صمام امن وامن لمصر ، فلم يطالب الاقباط يوما بالتدخل الدولي لحمايتهم، ولم يستقووا بجيوش بلاد اجنبية على جيوش وطنهم ، ولم يستعدوا الاجنبي على السيادة الوطنية، شانهم في ذلك شأن الغالبية العظمى من المسلمين المعتدلين الذين يرفضون ايضا مثل هذه الجرائم التي تستهدف الاقباط.

 كما انني هنا اؤكد على الدور الوطني الذي يلعبه غالبية اقباط مصر في الخارج لخدمة مصر وجيشها وشرطتها واقتصادها ولعل مساندة اقباط مصر لثورة 30 يونيو 2013 في الخارج وايضا دعم الرئيس السيسي في زياراته الخارجية لأبلغ دليل على ذلك.
[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط