الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العسكرة .. والصراحة نصر في السياسة


تمر البلاد حاليا بالمرحلة الأخطر، التي تهدد بانتكاسة ثورية سواء ضد ثورتي ٢٥ يناير ، و٣٠ يونيو ، أو باعتبارهما ثورة واحدة من فصلين أو موجتين ، فأيا كان التوصيف ، المسار الثوري في خطر.

وكما هناك خطر الغزو الخارجي ، يوجد خطر الغزو الداخلي، وهو الأسلوب الذي اتبعه الأمريكان ضد جمال عبدالناصر من خلال خطط يصعب ذكرها في هذا الموضع، وكانت باختصار تعتمد وتستهدف اسقاط النظام المصري من الداخل عن طريق التردي الاقتصادي وخلق الأزمات ومعاناة الشعب وعن طريق أيضا الجواسيس والجماعات المتعاونة في الداخل.

اعتمد جمال عبدالناصر على عناصر من الجيش وكان منهم أعضاء في مجلس قيادة الثورة ، وعناصر من تنظيم الضباط الأحرار وأساتذة جامعيون، في محاولة لمواجهة الجهاز البيروقراطي المصري العتيق الفاسد والمعطل لكل محاولات إصلاح.

أنشأ عبدالناصر جهازي المشروعات القومية ، والخدمات، ووضع الضباط في الوزارات والهيئات ورغم وجود بعض النماذج السيئة ، نجحت التجربة وأنتجت من الإبرة للصاروخ وحققت الاكتفاء والحياة الكريمة للشعب الذي واجه كل المؤامرات بمزيد من الالتفاف حول القيادة الثورية والتماسك الوطني والاجتماعي.

الآن يتعرض الشعب لأسوأ أزمة غلاء أسعار، وتراجع في قيمة الجنيه، جديرة بأنها تأكل كل منجز سياسي واقتصادي وتنموي ، وتقول هل من مزيد.

الحرب الخجولة على الفساد والاحتكارات لن تأتي إلا بالخراب، وعمليات مطاردة الفساد البسيطة تثير مخاوف الفاسدين ، وستوحد بين منظومتي الفساد والاحتكار الموحدتين أصلا وكل ما يحدث ما هو إلا جرس إنذار للفساد والاحتكار وهو ما سيدفعهم لتفجير الموقف ودفع الشعب نحو الثورة بأقصى سرعة.
 
مطلوب ألف أو ألفي رجل جيش في الخدمة بزيهم العسكري ، وبانتظامهم والتزامهم وانضباطهم ويواجهون الفساد والاحتكار وغلاء الأسعار.

عسكرها.. فالعسكرة هي الحل، الجهاز الحكومي البيروقراطي الفاسد واللصوص المتغولين المحتكرين لن يتوانوا ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام إنذارات التطهير.

عسكرها صراحة، فالصراحة راحة، ونصر في السياسة ، والناس تستجيب للكلام الواضح المحدد ، وتميل للأفعال الحاسمة والمؤكدة، أما البين بين والإمهال والتروي على طول الخط ودائما وأبدا هذه أشياء لا تصلح في كل الأحوال ، فهناك لحظات دقيقة تحتاج للحسم ، ومواقف تطلب الإنجاز.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط