"دولار" السوق السوداء يهوي لأدنى مستوياته.. وخبراء: مجرد مضاربات

• الدماطي: تراجع الدولار سببه إجراءات الحكومة والتعاون مع البنك الدولي
• الدسوقي: انخفاض الدولار مؤقت.. وتوقعات بزيادته حال تراجع دور الحكومة

هبط الدولار إلى أدنى مستوياته في تعاملات مساء اليوم " الأربعاء" بالسوق السوداء ليسجل 11 جنيها، بعد ان وصل سعر صرفه صباح اليوم نفسه لنحو 12.6 جنيه، بمعدل انخفاض بلغ 140 قرشا منذ الأمس.

وفي السياق ذاته قال محمد الأبيض، رئيس شعبة الصرافة بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـ"صدي البلد" إن حركة البيع والشراء توقفت في الثانية ظهر اليوم، بعد ان سجل 12.6 جنيه.

وأضاف "الأبيض" أن الدولار هبط لقلة التداول عليه وليس لاجراءات الحكومة الخاصة بتخفيض سعره، مشيرا الي ان الشركات تربح في حال انخفاضه واستقرار سعره.

يذكر ان الدولار قد سجل في تعاملات اليوم الصباحية نحو 12.6 جنيه بتراجع قدره 40 قرشا عما كان عليه أمس " الثلاثاء" والذي بلغ سعر صرفه بالسوق الموازية نحو 13 جنيها.

وتدخل البنك المركزي في الثلاثاء الماضي من خلال طرح مايقرب من 120 مليون دولار في عطائه الدولاري برقم 504 لتدبير احتياجات المستوردين من العملة الدولارية، بالتزامن مع تلويح الحكومة في اجتماعها الاسبوعي باصدار سندات دولية خلال الفترة المقبلة والحصول علي قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة تبلغ 12 مليار دولار توجه لتدعيم الفجوة التمويلية بالموازنة العامة وحل ازمة الدولار.

من جانبها قالت سهر الدماطي، نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمخاطر ببنك الإمارات دبي الوطني- مصر، إن تراجع الدولار اليوم "الأربعاء" إلي 12.6 جنيه بواقع40 قرشا؛ نظرا لعدة أسباب من بينها بيان الحكومة العاجل والصادر أمس الثلاثاء علي هامش اجتماع المجموعة الاقتصادية والمتعلق بوجود مزيد من الاجراءات الحمائية للعملة الأجنبية ومواجهة ارتفاع سعره.

وذكرت " الدماطي" لـ"صدي البلد"، أن الحكومة اتفقت مع صندوق النقد والبنك الدوليين لدعم الدولار خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار الأسواق الموازية في رفع أسعارها مما ينذر بحدوث أزمة بالسوق المصرية.

وأوضحت " الدماطي" أن البنك المركزي أيضا تدخل بالأمس وقام بضخ ما يقرب من 120 مليون دولار في عطائه الدولاري الأسبوعي، مما وفر جميع الطلبات الاستيرادية للمستوردين وبالتالي لم يكن السعر الصادر للدولار من السوق السوداء حقيقيا ولم يصبح مؤثرا.

وأضافت أن الممارسات التي تحدث حاليا بالسوق السوداء هي مجرد مضاربات علي الدولار وليست سعرا حقيقيا، خصوصا وان دافعها ليس اقتصاديا ولكنها تستهدف ضرب الاقتصاد القومي للبلاد واضراره.

وأشارت " الدماطي" إلي أن البنك المركزي يتدخل لانقاذ الموقف، موضحة أنه من الصعوبة بمكان معرفة امكانية السيطرة علي الاسعار أم لا خصوصا وان كافة الممارسات التي تتم ما هي الا مضاربات.

من جانبه قال الدكتور ايهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن خفض سعر الدولار اليوم بالسوق الموازية، يعد حلا مؤقتا في ظل وجود أكثر من سعر للعملة الأجنبية بالسوق المصرية.

وأضاف " الدسوقي" لـ"صدي البلد" أن السوق المصرفية غير منظمة علي الإطلاق ولا توجد رقابة علي عمليات التلاعب التي تتم لضرب الاقتصاد القومي في ظل وجود نقص للعملة الأجنبية.

وأوضح انه من المتوقع ارتفاع سعر الدولار خلال الفترة المقبلة ما لم يتحرك البنك المركزي بالتنسيق مع الحكومة لانقاذ الموقف سواء بعودة السياحة أو بدعم الصادرات والدخول في الاستثمارات الأجنبية لتوفير النقد الأجنبي للبلاد.

وأشار "الدسوقي" إلي أن أبرز مشكلات العملة في مصر هو تراجع حجم تحويلات المصريين العاملين في الخارج والتي لا تتجاوز الـ5.3 مليار دولار في الربع المالي الثالث من العام المالي الماضي، مطالبا بضرورة العمل الحكومي المشترك لوضع حلول واقعية للازمة الراهنة.