الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الثقافة السابق يصدر كتاب "يوميات تأميم القناة"

صدى البلد

صدر حديثا عن دار الوثائق القومية كتاب " الدبلوماسية المصرية في المواجهة.. يوميات تأميم شركة قناة السويس 1956 م" للدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة السابق، بمناسبة مرور 60 عامًا على تأميم القناة.

وقال وزير الثقافة السابق، إن التاريخ لم يشهد أن دخلت مصر معركة سياسية واقتصادية وعسكرية ضد عدد من الدول الكبرى، في وقت واحد وخرجت منها منتصرة، إلا معركة واحدة، هي معركة تأميم "الشركة العالمية لقناة السويس البحرية" في 26 يوليو 1956، وبمقاييس إدارة الأزمات كان التفكير في الإقدام على خوض هذه المعركة شيئًا من الجنون، يسقط أقوى الأمبراطوريات، وليست دولة حديثة الاستقلال مثل مصر التي خرج من أراضيها آخر جندي بريطاني في 18 يونيو 1956، ثم تقوم حكومتها بعد أسابيع قليلة بتأميم أهم مرفق بحري عالمي وتجعل إدارته وطنية خالصة، فقد كان التحدي والمخاطرة في أقصي درجاتهما، ويزج بصاحب الفكرة في أظلم مكان على وجه الأرض وفي أسوأ صفحات التاريخ أيضًا إذا فشل في المعركة".

وأضاف عبد الواحد النبوي أثبتت يوميات الأزمة – أزمة تأميم القناة - أن مصر دائمًا ما تبهر التاريخ وتأتي بحلول للأزمات تجعله يسطر بحروف من نور مظاهر عبقرتها وعبقرية أولادها، الذين لم يخلصوا يومًا لأحد سوى الله ثم وطنهم مصر، فقد كانت كل الحسابات والتقديرات وجميع المعايير تقول إن مصر لن تفشل فقط وإنما سيعاد احتلالها مرة أخرى وأن أمامها عشرات السنين إن لم تكن المئات ليعاد بناؤها مرة أخرى جراء إقدامها على تلك المخاطرة وهذا الجنون، وجاءت عبقرية الإنسان المصري لتغير كل المقاييس وكل المعادلات وتوجه ضرية قاصمة لإمبراطوريات كبيرة مثل بريطانيا وفرنسا بإدارته الذكية الواعية التي مازالت تدرس في مجال إدارة الصراعات في مراكز البحوث الاستراتيجية الكبرى.

وأشار إلى أنه استخدمت مصر في تحديها للدول الكبرى لتمرير عملية تأميم شركة قناة السويس قوتها الدبلوماسية التي أظهرت براعة كبيرة في حشد الدول وتغيير سياستها لتأييد قرار مصر بتأميم القناة، لقد كانت الدبلوماسية المصرية بكل رجالها وهيئاتها داخل مصر وخارجها تعمل على قدم وساق لتجنيب مصر مخاطر فشل عملية التأميم، وكان رجال الخارجية المصرية يسعون بكل الطرق لتوفير كل المعلومات والبيانات والإحصائيات والتقارير؛ لتكون أمام صانع القرار السياسي في القاهرة ليدير أكبر أزمة واجهتها مصر في تاريخها الحديث، وهو ما خلف لنا ثروة وثائقية كبيرة تؤرخ لحدث جلل أعاد رسم خريطة القوي الكبري في المنطقة والعالم.

وأوضح أن الكتاب يعالج يوميات أزمة تأميم شركة قناة السويس منذ مساء يوم 26 يوليو 1956 عندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قرار التأميم من ميدان المنشية بالإسكندرية، وحتى الساعات القليلة قبيل العدوان الثلاثي على مصر عندما بدأت إسرائيل العدوان على مصر في 29 أكتوبر 1956، وقسمت الوثائق فيه إلى ثلاثة فصول، الأول منذ إعلان قرار التأميم مساء 26 يوليو 1956 بالإسكندرية وحتى عقد مؤتمر لندن الأول في 16 أغسطس 1956، الذي دعت إليه الدول الكبرى الثلاث، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، لإنذار مصر للتراجع عن قرارها، والفصل الثاني منذ بدء المؤتمر وحتى مؤتمر لندن الثاني في 19 سبتمبر 1956 الذي حاولت فيه بريطانيا إنشاء هيئة المنتفعين بالقناة، أما الفصل الثالث فهو يتناول يوميات التأميم من أحداث مؤتمر لندن الثاني ويتوقف حتى قبيل نشوب العدوان الثلاثي علي مصر في 29 أكتوبر 1956.