الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

براءة الإسلام من التطرف والإرهاب


عانت ومازالت إلى يومنا أمتنا تعاني من الإرهاب، والذي أخاله نتيجة لمحاولة زج الأمة بفخ فقد الهوية الإسلامية والعربية؛ فإذا ما دققنا النظر عبر التاريخ وجدنا أن التطرف والإرهاب سطر أحداثا ووقائع دامية منذ القرون الأولى من الإسلام بيد أن الفكر الإسلامي الحق هو الكافي والراد له منذ أن انطلقت شرارة فتنته.

في ظني أن الإرهاب وليد الثقافة التائه بين الأصيل والجديد وما هو وارد ومعلب من الثقافة الغربية أو ما يمكن أن نسميه الثقافة الزائفة المضللة.

إن فقد الفهم الواعي للإسلام وتعاليمه لهو المشكلة العظمى لأبنائه الذين تاهوا عن مراداته وضلوا مقاصده، ولا سبيل إلى النجاة من الفتنة الطائفية، التي نعانيها جراء العدو الغربي إلا بالرجوع إلى الفهم الصحيح لمراد الدين، وفي الحقيقة أن العبارة التي نُدي بها في الآونة الأخيرة والممثلة في ( إعادة صياغة الخطاب الديني ) لمن أكبر الفوائد التي تعود على الأمة الإسلامية بالخير في آن، لأن تحديد الداء في ظني لهو العلاج ذاته، ولكن في الحقيقة لا يكفينا الوقوف على تحديد الداء ؛ لأنها مشكلة متراكمة ترتب عليها الكثير من المفاهيم المغلوطة و المعتقدات الزائفة.

وإن ظاهرة الفتنة الطائفية التي تندلع نيرانها بين الحين و الآخر، بغية تطبيق الدين الصحيح و إصلاح ما أصاب المجتمع من فساد و إفساد - و بدون النظر إلى أسباب وملابسات اندلاعها - فإن الحقيقة التي نحن بصددها والحامة بين طياتها سؤال: منذ متى والإسلام لا يحترم عبادة الآخر؟

وكل الشواهد التاريخية المجيدة تحكي لنا ذكريات المحافظة على حق العبادة للآخر، فهذا عمر بن الخطاب في فتح القدس يكون لنا على سماحة الإسلام و احترامه لحقوق الآخر، وهذا موقفه عندما كان في بيت المقدس وسمع الآذان فآثر الخروج والصلاة خارج الكنسية حتى لا تكون سنة متبعة يسير عليها المسلمون وتفقد المسيحي حقه في حرية العبادة ، و لا شك أن سيدنا عمر حينما خلف لنا هذه الحادثة، لاشك وأن المراد منها تخليد ذكرى حق الآخر في العبادة ، و قد سبقه في ذلك وصية رسولنا الكريم: ( استوصوا بأهل مصر خيرا ؛ فإن لكم فيها ذمة ورحما )
إن التطرف والإرهاب الملفق للإسلام والمسلمين من أكبر الأكاذيب المحاكة بيد أعدائه الذين وجدوا أن مواجهة الإسلام والمسلمين لا تتحقق إلا بيد الجهلاء وأصحاب التشوهات النفسية والعقلية الذين صكوا لأنفسهم مواثيق الفهم والدراية الحقيقة بالإسلام وتشريعه، وهذا هو الواقع المرير يا سادة، ولا مرد للخروج من هذه الطامة إلا بدراسة المشكلة وتحليلها، حتى لا يقع المزيد من شبابنا وأبنائنا في فخ الغواية والتضليل ؛ فيزج بهم لحافة الإرهاب والتطرف.

وفي ظني أن كثيرا من الجماعات ذات المرجعية الدينية التي اتخذت من العنف سبيلا لتطبيق سياسة مقصودة لاشك أنها تخضع لخطة ممنهجة، منها ما كان نيته الهداية والإصلاح ورد الفساد، إما نتاج بث فكري غريب قصد من ورائه الضلال والإفساد، ومنهم أنصاف المتعلمين الذين يحاولون التشكيك في الموروث الديني و العلمي فيتصادموا مع أصحاب الفكر الأصولي فيشتعل فتيل الفتنة.

وفي هذا وفي تلك في الأسف يخيم عليّ لما احتلت هذه النبتات مكانها في بيئة قوامها التهميش وتيه الهوية الفكرية العربية الإسلامية، في ظل ضياع الأمل من عيون الشباب نبتة الإغواء ومقصد العدو الغربي وأصحاب الفكر والرأي لا يحركون لها ساكنة إلا التهويش والتنظير.

إن المشكلة يا سادة لم تك بالبساطة التي يمكن أن تناقش أو تحل بصوت واحد، بل المشكلة متراكمة وجذورها متعمقة بارزت من أجلها – عبر الأزمان – أفكار علماء أجلاء وسالت مدادهم تصحيحا لمعتقدات زائفة وتعديلا لعقول غائبة غير فاهمة، ولا يمكن تناولها بالتحليل والدراسة في آن إلا بالتعمق والمنهجية العلمية السليمة والنوايا المخلصة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط