الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلة البحث عن متحف "نجيب محفوظ"..مقتنيات صاحب نوبل تنتظر "عفو الحكومة"..وبيروقراطية الثقافة والآثار تحبط دراويش كاتب "أولاد حارتنا"

صدى البلد

من الواضح أن وزارة الثقافة اعتادت على الوعود الوهمية منذ عدة سنوات، وهو ما يؤكده متحف أديب نوبل الذي تم الإعلان عن إقامته منذ عدة سنوات مضت إلا أنه لا وجود له على أرض الواقع حتى يومنا هذا، على الرغم من أن كل وزير يتولى حقيبة الثقافة يضع ضمن أولوياته إقامة المتحف، ويخرج على الإعلام ليعلن عن موعد افتتاح المتحف فى "أغسطس"، تزامنًا مع ذكرى رحيل الكاتب، ثم يُؤجل الافتتاح إلى "ديسمبر"، ذكرى ميلاده، وهكذا دون أن يرى المتحف النور حتى الآن، وما بين الشهرين لم يحدث جديد فيمضيان وكأنه لم يحدد موعد لإفتتاح المتحف.

البداية..
"لا يزال صاحب نوبل يبحث عن متحف"، عقب رحيل نجيب محفوظ، أعلنت وزارة الثقافة عن إقامة متحف له، ولكن حتى الآن لم يتمّ أي شيء، فقط وعود متكررة من وزراء ليسوا دائمين، ومؤخرًا حلمي النمنم الذي وعد بالانتهاء من المتحف وافتتاحه في "ديسمبر" المقبل، الذي يتزامن مع ذكرى مولد محفوظ، إلا أن كل المؤشرات تؤكد صعوبة الانتهاء من المتحف خلال الشهور الثلاثة المقبلة، لأنه لم يبدأ حتى الآن أي عمل حقيقي فيه، إذ لم يحدث شيءٌ مما أُعُلن عنه إثر رحيله.

حكاية المتحف..
خصصت وزارة الثقافة "وكالة محمد بك أبو الدهب" المجاورة لجامع الأزهر كمتحف لمحفوظ، وبدأت في إعداد المكان ورسوماته الهندسية، إلا أن وزارة الآثار اعترضت على تخصيص كل المبنى كمتحف، وطلبت تخصيص الدور الأول والثاني فقط على أن يصبح الدور العلوي للمكان مخصصا لموظفى التفتيش الأثرى، الأمر الذي أعاق العمل وجعل الثقافة تبحث عن بديل، فاختارت قصر "الأمير بشتاك"، وأرسلت إلى وزارة الآثار التي طلبت عرض الأمر على اللجنة الدائمة ولم ترد حتى الآن على طلب وزارة الثقافة، التي لا تعرف أيضا أن قصر "لأمير بشتاك" ـ "المخصص الآن كبيت للموسيقى والغناء" ـ لا يصلح متحفا لمحفوظ لأسباب هندسية.

مقتنيات محفوظ..
أسرة محفوظ سعدت بالمتحف التي أعلنت عنه وزارة الثقافة، وعلى الفور توجهت إلى "صندوق التنمية الثقافية" وسلمت كلّ مقتنيات وأوسمت ومكتبة وجوائز نجيب محفوظ التي حصل عليها للصندوق، وبدأ أصدقاء الراحل بالتبرع بكل ما يملكونه من مقتنيات وهدايا قد حصلوا عليها من نجيب محفوظ، وهم لا يعلمون أن "المتحف وعد يصعب تحقيقه".

صراع الوزارتين..
وقفت البيروقراطية والروتين حائطًا أمام تحقيق حلم طال انتظاره، فبعدما علمت "الثقافة" أن مبنى "الأمير بشتاك" لا يصلح لإقامة متحف نجيب محفوظ، خاصة بعدما رفضت وزارة الآثار منحه لهم، رفضت الثقافة أيضا إقامة المتحف "بوكالة أبوالدهب"، إلا بعد إخلائه من الموظفين، الأمر الذي أدى إلى دخول الوزارتين في صراع مازال مستمر حتى الآن، ولا يزال المتحف مجرد فكرة.

غضب المثقفين..
تأخر إقامة متحف نجيب محفوظ، أثار غضب العديد الذين اتهموا وزارة الآثار بإعاقة إنشاء المتحف، وهو ما اعتبره الدكتور محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب سابقًا إهانة، مؤكدًا أن لن يصمت عن ذلك، وسيصعدون الأمر إلى أعلى مستوى، لأن الشعب المصري هو الذي يحتاج لمتحف نجيب ومحفوظ.

بينما ناشد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، المسئولين بالتسريع في إقامة متحف لنجيب محفوظ، مضيفا إذا لزم الأمر سيتم إقامة المتحف بتمويل شعبي ويكون أول المتبرعين جابر عصفور ومحمد سلماوي.