الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زواج المتعة بين إيران وطالبان


لطالما صدعتنا قيادة ملالي إيران بمحاربتها للإرهاب المتمثل ببعض التنظيمات الإرهابية الكثيرة، ومن بينها حركة طالبان، وصدعتنا من جانب آخر بالترويج لنفسها بأنها حامية المستضعفين في الأرض وحامية للطائفة الشيعية من العدوان المتطرف الآتي من الجهة الأخرى، فرمت الفتن بين الدول وبين اهالي الدولة الواحدة بشكل سمح لها بالتوغل ببعض دول المنطقة والسعي للتوغل في دول أخرى.

فها هي إيران اليوم وبعد معاداتها الصورية للإرهاب تمد يدها وتتحالف مع أكثر التنظيمات الإرهابية دموية وإرهابا ورجعية، أي حركة طالبان، بحجة قطع الطريق امام اي محاولة لتنظيم داعش أفغانستان او تنظيم خراسان حسب التسمية المتعارف عليها، لاختراق الحدود الإيرانية الافغانية للقيام بعمليات انتقامية بسبب قتال إيران للتنظيم في العراق وسوريا، والكلام لم يعد مجرد تكهنات او تسريبات صحافية غير موثقة او معترف بها، بل أصبح معلومات مؤكدة من قبل دوائر المخابرات حول العالم ونشرت المعلومات في كبريات الصحف والدوريات العربية والغربية على حد سواء، فكيف لنظام ينادي برفع الظلم عن المستضعفين والمظلومين ان يتحالف مع حركة لا تؤمن بالإنسانية.

قد يؤيد البعض تحالف المصلحة هذا الذي دفع بطهران الى التحالف مع حركة طالبان لمواجهة خطر تنظيم داعش، الا انه يجب التذكير بأن طهران ومنذ نشأتها دأبت على ربط سياساتها بالعديد من المنظمات الإرهابية حول العالم، ومنذ العام 2001 فتحت ابوابها لأمراء وعناصر تنظيم القاعدة الذين هربوا مع عائلاتهم من أفغانستان وقدمت لهم الدعم الكامل والحماية، واضافت لهم الهاربين من السجون السورية والعراقية، واعادت السماح لهم بالخروج من اراضيها باتجاه سوريا والعراق لتأسيس ما سمي بداعش والنصرة، لتتحكم بذلك بكافة حبال اللعبة في المنطقة، وبالتالي فلا يستبعد ان تكشف المرحلة المقبلة علاقة ود أو تحالف بين تنظيم داعش أفغانستان او تنظيم خراسان، لتستطيع طهران التحكم بالسياسة الافغانية وتكون أفغانستان اداة سياسية تحركها كما تحرك سوريا والعراق ولبنان.

زواج المتعة هذا كما سبق لم يكن الاول ولن يكون الأخير، والازدواجية يبدو انها السمة الابرز للسياسة الإيرانية في المنطقة، فقد سبق لإيران ان دعمت حركة حماس، كما قدمت الدعم السياسي والمالي لجماعة الإخوان المسلمين في لبنان، الا انها تواجههم في سوريا، وجميع هذه التحالفات تؤدي الى المصلحة الإيرانية فقط لا غير، فهذه التحالفات لا نتيجة لها الا إثارة الفتن والتوترات في المنطقة، وخلق حالة الفتنة والحرب بين السنة والشيعة، والاغرب من هذا كله أنه ورغم هذا الوضوح الا ان العديد من الفرق والجماعات والتنظيمات بل الشعوب العربية مستمرة بالسعي وراء إيران بعد غسل عقول باب ينتمون الى جيل كبير تشرب افكار ولاية الفقيه الإيرانية.

فزواج المتعة روجت له السياسة الإيرانية قبل اعلان الجمهورية الإيرانية الإسلامية المزعومة للوصول الى هذه المرحلة، ويبدو أن سياسة زواج المتعة هذه مستمرة الى ان تعي شعوب المنطقة الخطر الإيراني الحقيقي الذي يحدق بهم.



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط