الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الخجولة


إن خير الطرق للوصول لأي هدف مُحدّد، هي الصراط المستقيم، وقبل تحديد اتجاه السير يجب صدق النية في الغاية أولاً.

لم أرَ بلدًا كهذا البلد خرج من ثورة على مرحلتين في 25 يناير و30 يونيو، وحدّد هدفه الأساسي في القضاء على الفساد ولا يفعل ذلك صراحة.

لم تكن الثورة على نظام مبارك في حقيقتها ضد شخصه، وإنما كانت في جوهرها رفضًا شعبيًا بعد نفاد الصبر، لكل مظاهر الفساد التي استشرت نتيجة أسلوب حكمه.

ثم كانت الثورة على حكم جماعة الإخوان رفضاً لا ستبدال فساد بفساد وظلم بظلم.

رسالة الشعب الحقيقية في الثورة، هي "لا للفساد" والقضاء على الفساد هو السبيل الوحيد للعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

ولم يخطئ الشعب، ولم تخطئ الثورة تحديد الهدف بكل وضوح، وذلك ما عبّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في إحدى رسائله للشعب وللفساد علانية بأن البلد لم يعد به شيء يسرق، فما بال التنفيذ ليس بنفس القدر من الوضوح والصراحة.

الحرب على الفساد تحتاج لإعلان تنفيذي واضح وقوي، ومن حسن الحظ أنك إن رفعت حجر -أي حجر- فسوف تجد الفساد وما عليك إلا القضاء عليه.

والحرب على الفساد لا تحتاج لاعتقال كل الفاسدين، وإلا فلن يبقى عليها أحد، هي تحتاج فقط للجدية والقوة في ضرب نماذج الفساد.

الزاعقة بكل قوة، أو بالأحرى التوقف عن سياسة التسديد والمقاربة والتفويت، وبالبلدي (ال يقع مالوش دية) الفساد يجب أن يخاف وأن يرى كل فاسد سيف التطهير قريبًا من عنقه فلا أمل في ضمير فاسد سوى الخوف من تنفيذ القانون.

الحرب الخجولة على الفساد ستهزم ولن تحقق شيئًا سوى مزيد من الفساد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط