الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"عندك سرطان .. روح السوق السوداء".. نقص "إندوكسان" يهدد بوقف علاج 60% من الأورام.. "لا بديل" في سوق الدواء وتوقف الجرعات يقتل المريض

الاندوكسان
الاندوكسان

مصدر بـ«القومي للأورام»:
«اندوكسان» يعالج مرضى الثدي والأزمة مؤقتة
معهد تطوير الأدوية:
نقص"اندوكسان" يهدد بتوقف علاج 60% من الأورام
لا بديل و لا "مثيل" له في سوق الدواء
سعره في السوق السوداء عشرات أضعاف سعره الرسمي
طرق غير شرعية لتوفير"الاندوكسان"
علاج مريض"الأورام" يزيد تكلفته عن 150 ألف بدون اللجوء للسوق السوداء
غنام:
مرضى السرطان يموتون بسبب نقص «الإندوكسان»
وزير الصحة وشركات الادوية يتحملان المسئولية كاملة

مصدر بالقومي للأورام:
الحق في الدواء:
تأخر الجرعة ينقل المريض من مرحلة لأخرى

مشهد غريب ساده الصمت والإمتناع الشديد من أطباء "الأورام" عن الرد علي نقص دواء" الاندوكسان"لمرضي الاورام الذين لا حول لهم ولا قوة من نقص أدوية حيوية لا بديل لها بسوق الدواء المصري تهدد من بقائهم علي قيد الحياة، وتدفعهم لأصحاب الحيل غير المشروعة,, وتساؤلات كثيرة حول أزمة نقص "اندوكسان" واستخداماته العلاجية والشريحة المتضررة.

السطور التالية تجيب عن كثير من التساؤلات التي تمس حياة مرضي الأورام السرطانية....

"نقص مؤقت"

في البداية صرح مصدر مسئول بالمعهد القومي للأورام، أن نقص دواء "الاندوكسان" المستخدم في علاج الأورام، لن يدوم طويلا، وأكد أن النقص "مؤقتا" لأسباب رفض الكشف عنها.

وفي تحفظ شديد أوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذا الدواء يعالج الفئة التي تعاني سرطانات الثدي والغدد الليمفاوية.

ومن جانبه قال الدكتور محمد أبو القاسم، مدير أبحاث وتطوير الأدوية بشركة سبأ للأدوية، إن عقار"الاندوكسان" المستخدم في علاج معظم الاورام، يعاني السوق المصري نقصا شديدا فيه نتيجة ارتفاع أسعار الدولار، ولم يتم توفيره حتي الآن.

"60% حالات أورام"

وأكد أن العقار المذكور يدخل في علاج حوالي 60% من السرطانات كـأورام الثدي والمثانة والغدد الليمفاوية وكثير من الحالات الأخرى، وتحدد الجرعة تبعا لنظام العلاج والأدوية الأخري وفقا لبروتوكول علاجي يحدده الطبيب.

وأوضح "أبوالقاسم" في تصريح خــاص لــ"صدي البلد"، أن "الاندوكسان" ليس له مثائل ولا بدائل في سوق الدواء وهو ما يُعظّم حجم الكارثة الصحية والمادية على مريض الأورام، الذي يضطر للجوء إلى السوق السوداء التي توفر الأدوية بطرق غير شرعية، وتفوق تكلفته 10 أضعاف سعره الرسمي، وقد تم تحريك سعره طبقا لقرار تحريك أسعار الدواء في مايو الماضي من 30 إلي 48 جنيها.

وتابع أن مريض الأورام يحتاج إلي تكلفة علاجية تفوق 150 ألف جنيه في الحالات الطبيعية دون اللجوء للسوق السوداء في توفير الأدوية، فالأمر لا يحتمل نقص أدوية بهذه الأهمية واضطرار المريض للحصول عليها من السوق السوداء، مشيرا إلى أن وأن حوالي 90% من حالات الأورام تعالج تخضع للتأمين العلاجي نتيجة ارتفاع اسعار التكلفة العلاجية لها، إلا أنه مع ذلك تتحمل قدرا لا بأس به من التكلفة.

وأشار إلي أن وزارة الصحة وعدت بتوفير 67 ألف عبوة من "الاندوكسان" منذ شهرين ولم يتحقق هذا ونتج عن التسعيرة الجبرية التي فرضتها علي سوق الأدوية دون دراسة في إختفاء أهم الأدوية الحيوية.

"لا مثائل ولا بدائل"

ومن جهته،قال الدكتور علي غنام، خبير سياسات صحية وعضو بلجنة التأمين الصحي، إن سوق الدواء المصرية تعاني من حالة "عطش"، لافتًا إلى غياب كثير من الأدوية الحيوية التي يحتاجها المريض حاجة ماسة، كــ"الإندوكسان" الذي يدخل في كثير من علاج أمراض الأورام.

وأوضح "غنام"، في تصــريح خــاص لــ"صدى البلد"، أن بعض أدوية "الأورام" كـ"الإندوكسان" ليس لها مثائل ولا بدائل في السوق المصرية.

وأضاف أن وزارة الصحة وعدت بتوفير النواقص من الأدوية، ولاسيما أدوية" الأورام"، خاصة بعد تحريك أسعار الدواء، ولم يحدث جديد حتى الآن، متهما الوزارة وشركات الأدوية بالتقصير والتراخي، وحملهما مسئولية تفاقم الأزمة حتى الآن.

"من مرحلة لأخرى"

ومن جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمهد القومي والمستشار القومي لمركز الحق والدواء، إن غياب دواء "اندوكسان" له آثار بالغة الضرر علي مرضي الأورام السرطانية،ل افتًا إلي أنه يدخل ضمن بروتوكولات أدوية الأورام المختلفة كــ سرطانات الثدي،المثانة،المبايض،الغدد الليمفاوية واللوكيميا،إضافة إلي دخوله في علاج الأمراض المناعية والذئبة وحالات زرع الأعضاء كمحفز للجسم لتقبل العضو الجديد كزراعة الكبد والكلي.

وأوضح "عزالعرب" في تصريح خـــاص لــ"صدي البلد"،أن تأخر جرعة من دواء الاندوكسان قد تتسبب في تأخر حالة المريض من مرحلة لمرحلة متأخرة عنها وانتشار السرطان بالأعضاء، و قد يؤدي الأمر في النهاية غلى الوفاة، مشددًا على ضرورة توفيره العقار من وزارة الصحة دون إخضاعه لسيطرة ارتفاع أسعار الدولار والقبول بالأمر الواقع كحق المريض في الدواء من السلعة الإستراتيجية التي تؤمن حياته.

وأشار إلى الخطوة الإيجابية التي أتخذتها مصر في توقيع بروتوكول بين وزارتا الصحة والإنتاج الحريب لإنشاء مصنع لعلاج الأورام والذي سيغطي حوالي 90% من أدوية الأورام، موضحًا أن دواء الأندوكسان لا بدائل ولا مثائل له في سوق الدواء ووجوده ضرورة حتمية.

وأكد علي ضرورة أن تطلب مصر حق التصريح الإختياري لشركات الدواء المصرية لإنتاج منتجات الدواء كباقي الشركات العالمية بنفس المواصفات لتغطية حالات علاج السرطانات وخاصة سرطان الكبد والذي يحتل المرتبة الأولي في مصر ثم تأتي دول جنوب شرق آسيا وموزمبيق وزيمبابوي.

جدير بالذكر أن سوق الدواء شهد أزمة اختفاء عدد من الأدوية الحيوية التى تتعلق بالأورام مثل"الإندوكسان" والأصناف الخاصة بمشتقات الدم وأدوية منع الحمل والهرمونات والحساسية والمحاليل بسبب النقص الحاد فى العملة الصعبة مما يهدد بتعطل البروتوكولات العلاجية للعديد من المرضى.