الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذر «فقع المرارة».. ألم بالكتف اليمنى وتقيؤ يؤدي إلى الوفاة.. الضغط النفسي يعطل عمل المرارة واستئصالها ضرورة.. وتعني بالفرعوني «مررت عيشي»

أعراض المرارة
أعراض المرارة

  • علماء مصريات:
  • الفراعنة ربطوا "فقع المرارة" بالألم النفسي
  • "مررت عيشي" بالفرعوني والطعم المر يؤذي الجهاز الهضمي
  • ذاكرة الشعب المصري تختزن "الموروثات القديمة" وتطبقها
  • طبيب:
  • «فقع المرارة» يؤدي إلى الوفاة
  • أعراضه ألم شديد أعلى الكتف اليمنى ورغبة دائمة في التقيؤ
  • آلام المرارة من أعنف الآلام التي تصيب الإنسان
  • أحمد فخري:
  • "فقع المرارة" موروث شعبي أصوله سليمة طبيًا
  • الصراع النفسي يضر بصحة الأعضاء
  • الأزمات النفسية تعطل عمل المرارة وتدعو لاستئصالها
"فقعتلي مرارتي".. هكذا يقولها المصريون بخفة دم حتى في أكثر المواقف صعوبة، لكنهم لا يعلمون أن الأمر ليس مجرد جملة طريفة تقال للتعبير عن شعور نفسي تجاه فعل ما من شخص بعينه!

التحقيق التالي يقف على أصل هذه الجملة وعلاقاته بقناة المرارة التي تعد جزءا مهما في جسم الإنسان، وهل حقا هذا الجزء قابل للانفجار نتيجة تصرفات البعض معنا، وما الأصل الطبي للأمر.

"أصوله فرعونية"
في السياق ذاته، قال الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، إن جملة "فقعتلي مرارتي" يعود أصلها للعصر الفرعوني من كلمة "مِر" "Mer"، وكانت تعني الدواء المر عند القدماء المصريين.

وأضاف السيسي، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن الشعب المصري يمتلك ثقافة التأويل في الأمثال بجدارة، مثل "اسأل مجرب ومتسألش طبيب" وأصلها "متنساش الطبيب"، و"ابعد عن الشر وغنيله"، وأصلها "قنيله"، أي اصرفه.

وأوضح أن الجملة تعني "مررت عيشي"، وبالتالي مرارة العيشة تصيب الفرد بالألم النفسي السيئ ويكون تأثيرها مباشرا على الجهاز الهضمي للإصابة بالأمراض، منها حصوات المرارة والقولون العصبي وقرحة المعدة.

في السياق نفسه، أكد الدكتور بسام الشماع، عالم مصريات، أن الشعب المصري تختزن بذاكرته بعض الأمثال والأقوال الشعبية التي ترتبط بحياته اليومية وتتردد على ألسنة الناس دون معرفة أصولها وفي أي المواقف قيلت.

وأوضح الشماع بعض الأمثال التي تعود للحكيم "عنخ شيشونكي الفرعوني"، مثل "اعمل الخير وارميه في مياه الفيضان "اعتقادا منهم أنه عند رميه في مياه الفيضان ينحسر ويعود لصاحبه"، وأيضا "لا تقولي كاني ولا ماني ولا دكان الزلاباني"، حيث إن "كان ومان لدى" قدماء المصريين كانت تعني "سمن علي عسل"، و"اللي يخاف من لدغ الثعبان يخاف من الحبل الملفوف"، وكثير من هذه الأمثلة التي تعود للعهد الفرعوني.

"أعنف الآلام"
من جانبه، قال الدكتور طارق السقطي، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس، إن المرارة عبارة عن حويصلة تقع في الجانب الأيمن أسفل الكبد، وظيفتها امتصاص الماء والأملاح المُتواجدة في العصارة الصّفراء، التي يفرزها الكبد، وتمرّ هذه العصارة الصفراء من الكبد وصولًا إلى القناتين اللّتين تشكّلان القناة الكبديّة، وتعرف باسم القنوات الخاصّة بالمرارة.

وأضاف السقطي، في تصريح خــاص لــ"صدى البلد"، أن المرارة قد تصاب كغيرها من أعضاء الجسم المختلفة بالأمراض المختلفة يتم تشخيصها عبر الموجات فوق الصوتية، وأشهر هذه الأمراض حصى المرارة وتختلف في حجمها ونوعيتها، والتهاب المرارة يعطلها عن وظيفتها، ويصبح الاستئصال ضرورة في هذه المرحلة سواء بالتدخل الجراحي أو المنظار.

وتابع: "فقع المرارة" أو اقترابها من هذه المرحلة تظهر أعراضه على الإنسان في صورة ألم شديد أعلى الكتف من الجهة اليمنى، والشعور الدائم بالرغبة في التقيؤ، وتزيد حدته بعد الطعام، وتعد آلام المرارة من أعنف الآلام التي تصيب الإنسان".

وأوضح "السقطي" أن العوامل النفسية ليس لها تأثير إطلاقًا في "فقع المرارة"، فالأمر لا يتجاوز كونه من الموروثات الشعبية القديمة، مشيرًا إلى أن انفجارها يعود إلى الالتهابات شديدة الحدة، وتتسبب الحصوات الصغيرة في غلق القناة المرارية مسببة تراكم الإفرازات الكثيرة بداخلها، ولا يجب أن يستهان بالأمر، حيث إن "فقع المرارة" أو انفجارها يؤدي إلى الوفاة.

"موروث سليم طبيا"
ومن الناحية النفسية البحتة، قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إنه بالكشف عن كثير من الأمثال الموروثة في علم النفس، تبين أنها صحيحة، ولا سيما ما يثار حول "فقع المرارة".

وأضاف فخري، في تصريـح خــاص لـ"صدى البلد"، أن علاقة النفس بالجسد أقوى في التأثير من علاقة الجسد بالنفس نتيجة الاضطرابات النفسجسمانية، التي يطلق عليها علماء النفس "السيكوسوماتيك".

وأوضح أن الصراع النفسي ينتج عنه قلق وتوتر واكتئاب يتسبب عنه صراخ الجسد مما يضر بصحة الأعضاء.

وأشار إلى أن تعرض الإنسان للأزمات والآلام النفسية يؤثر بشكل مباشر على وظيفة المرارة الفسيولوجية، ما يعرضها للإصابة بحصوات تعطل وظيفتها ويدعو لاستئصالها.

وأكد أن هناك موروثات شعبية بالكشف عنها في علم النفس تبين أنها صحيحة مثل "مخه سايح" و"عقله باذنجان" وغيرها.