مصر والصين في 365 يوما .. 60 مذكرة تفاهم وعشرات الاتفاقيات

خلال أيام، يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دولة الصين الشعبية، لحضور اجتماع دول قمة العشرين في مدينة "هانجشتو" ، وهي الزيارة الثالثة التي يجريها الرئيس لدولة الصين منذ توليه الحكم، حيث كانت الزيارة السابقة مطلع سبتمبر 2015 لحضور احتفالات الصين الكبرى بذكرى انتصارات الحرب العالمية الثانية، تلتها أول زيارة للرئيس الصيني "شي جين بينج" للقاهرة في يناير 2016 ، و التي بدأ فيها التعاون بين مصر و الصين يُترجم إلى شراكة و اتفاقات.

وتستعرض السطور التالية التعاون المصري الصيني خلال هذا العام.

التعاون المصري الصيني في عام 2016، بدأ بزيارة رسمية للرئيس الصيني في العشرين من يناير من العام الجاري، شهدت خلالها توقيع أكثر من 20 اتفاقية.

*العام الثقافي المصري الصيني:
في 13 يناير 2016، أصدرت الصين وثيقة رسمية هي الأولى من نوعها حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، استعرضت خلالها الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية، والسياسات ومجالات وآفاق التعاون المشترك.

وفي 14 يناير 2016، أطلق وزير الثقافة حلمي النمنم، ونائب السفير الصيني تشي تشيان جين، شعار العام الثقافي المصري الصيني 2016، خلال مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل احتفالية العام الثقافي 2016، ومعه الطابع البريدي الذي يحمل صورتي القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون وقناع لأحد الآلهة القدماء في الصين.

*زيارة تاريخية:
وتعتبر تلك الزيارة الرسمية الأولى من نوعها لرئيس صيني لمصر والشرق الأوسط منذ ما يزيد على 12 عاما، والتي تتزامن مع مرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبكين تشهد انطلاقة جديدة للشراكة الاستراتيجية التي جرى اطلاقها بين البلدين عام 2014 وشملت ستة مجالات أساسية هي سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وثقافية وإنسانية وتكنولوجية وفضائية الشؤون الإقليمية والدولية، وذلك في إطار تنامي العلاقات بين البلدين والتي تشهد خصوصية كبيرة منذ ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو.

تلك الخصوصية بلغت مداها اقتصاديا وسياسيا وربما تشمل أيضا تعاونا عسكريا الى جانب التفاعل الثقافي والإعلامي، إذ شهدت مرحلة الإعداد للزيارة تسليم مساعد وزير الخارجية الصينية دعوة رسمية للرئيس السيسي قبل ما يزيد على أسبوعين لحضور مصر كضيف شرف في قمة العشرين التي ستشهدها بكين والتي يحق للدولة المضيفة دعوة دولتين فقط للحضور كضيف شرف، وهو ما يدلل على طبيعة العلاقات بين البلدين .

*إستراتيجية من الكرنك:
وفي زيارة تاريخية، قام الرئيس الصيني "شي جين بينج" بجولة تفقدية في البرين الغربي والشرقي لمحافظة الأقصر، وذلك للاستمتاع بالحضارة الفرعونية لدى تواجده داخل المحافظة، عقب حضور حفل افتتاح العام الثقافي المصري – الصيني 2016، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من قلب معبد الأقصر.

*توقيع 20 اتفاقية:
الزيارة شهدت التوقيع على نحو 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجانبين يشهد الرئيسان التوقيع على 12 اتفاقية منها، وهي اتفاقية التعاون للحزام والطريق بين الصين ومصر، والبيان الختامى المشترك(البرنامج التنفيذى)، واتفاقية التعاون الاقتصادى والتكنولوجى بين مصر والصين، ومذكرة التفاهم بشأن المنحة الإنمائية لفترة 2016-2018 بين مصر والصين، واتفاقية تمويل مليار دولار بين بنك الدولة الصيني للتنمية والبنك المصري المركزي، واتفاقية تمويل 700 مليون دولار بين بنك الدولة للتنمية الصينى والبنك المصري الأهلى، واتفاقية تعاون بشأن تمويل مشروعات الكهرباء، والاتفاقية الإطارية لتمويل مشروع تطوير شبكة الكهرباء المصرية، وعقد لمشروع تطوير شبكة الكهرباء، وعقد لمشروع محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، و4 اتفاقات عقود مشروطة بشأن تنفيذ المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية.

*زيادة بحجم التبادل بين البلدين:
في 15 يناير 2016، أعلن أيمن علي عثمان، الوزير المفوض ورئيس المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في بكين أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2015 بلغ نحو 6ر9 مليار دولار أمريكي بنسبة زيادة قدرها 13% مقارنة بنفس الفترة من العام 2014. وأضاف أن الواردات المصرية من الصين بلغت 9ر8 مليار دولار في 2015، مقارنة بنحو 6ر7 مليار دولار في عام 2014 وأن الصادرات المصرية غير البترولية إلى الصين بلغت نحو 5ر239 مليون دولار بانخفاض 15% عن 2014. وفي 19 يناير2016، أعلنت الهيئة العامة للاستثمار المصرية أن الصين تحتل المرتبة 24 من حيث الدول صاحبة الاستثمارات في مصر وأن عدد الشركات الصينية المساهمة في الاستثمار بمصر يبلغ 1152 شركة (مقارنة بــ 35 شركة في 2005)، بحجم استثمار بلغ 506 مليون دولار.

*مشروعات كبرى:
بين حصيلة إنجازات الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني، أُعلن عن تدشين 15 مشروعا بمشاركة 100 شركة صينية، وحشد استثمارات صينية بقيمة 15 مليار دولار، وتوقيع 21 مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الكهرباء والتجارة والطيران المدني، والعلوم والتكنولوجيا، والاتصال والفضاء. كما تعهدت الصين بمنح مصر التي تعاني نقصا حادا في احتياطي النقد الأجنبي، مساعدات بقيمة 180 مليون دولار، وقرضين بقيمة 7ر1 مليار دولار، لدعم الصناعات الخفيفة والمتوسطة فقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اتفاق الدولتين التعاون متعدد المجالات بينهما، لخمس سنوات. ويلقي الاتفاق بالضوء على "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي نسجت خيوطها بين الدولتين في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في ديسمبر 2014 وفي سبتمبر 2015. رمزيا، اعقبها إعلان مصر والصين عام 2016"عاما للثقافة المصرية – الصينية".

* أول مصنع تكنولوجي في مصر:
كما شهد المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اعلان تيكنو Tecno الصينية العالمية عن إنشاء أول مصنع لها في مصر لإنتاج أجهزة الكترونية ذكية منزلية وأجهزة المحمول، وإضاءات الليد، وذلك بعد انتهاء المفاوضات الرسمية بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركة في هذا الشأن، يأتي هذا المصنع الجديد لتلبية متطلبات السوق المحلي والتصدير لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

*تعاون إعلامي:
منتدى "التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016" في مركز المؤتمرات الوطني ببكين تحت عنوان: "مصير مشترك، آفاق جديدة من التعاون"