الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. زلزال إيطاليا.. قصص إنسانية هزت رجال الإنقاذ ودغدغت مشاعر العالم.. «صراخ» انطلق من تحت الأنقاض أبهج فرق البحث.. العثور على طفلة حية ترقد إلى جوار جثة شقيقتها 17 ساعة تحت الركام

صدى البلد

رئيس بلدية أماتريس:
هنا كانت توجد بلدة
أنقاض المنازل المهدمة أعاقت رجال الإنقاذ عن أداء مهامهم على الوجه الأكمل بسبب الشوارع الضيقة
أحد الناجين من دمار الزلزال:
لماذا لا يكون هناك تحذيرات بصورة أفضل قبل وقوع الزلزال

أصيبت إيطاليا بسلسلة من الهزات الارتدادية، في أعقاب الزلزال الذي ضرب وسط البلاد فجر الأربعاء الماضي، الذي صنع قصصا هزت مشاعر رجال الانقاذ والسكان، الذين تسابقوا للعثور على ناجين تحت أنقاض 3 بلدات في وسط إيطاليا دمرت بين عشية وضحاها ليصل أعداد القتلى نحو 267 فيما بلغ أعداد المصابين نحو 360 جريحا.

في «أماتريس» رصدت عدسات كاميرات الصحفيين ورجال الانقاذ المباني التي تهدمت بعد أن انشقت الأرض مرة أخرى في البلدة التي تضررت بشدة.

حالة من الهلع أصابت الناس الفارين من الموت وشردوا في الشوارع وعلى الطرق بعيدا عن المباني المهدمة، امر أصاب الصحفيين ورجال الإنقاذ بالهلع.

وأفاد موقع «سي إن إن» الأمريكي ان الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر وقد حول القرى إلى ركام، وسجلت هيئة المسح الجيولوجي الامريكية سلسلة من الهزات الارتدادية التي تتراوح قوتها ما بين 4.1 و 4.7 على مقياس ريختر.

وفي أثناء عملهم لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، أبهج رجال الإنقاذ صوت صراخ ينطلق بشدة من تحت الركام في بيسكارا ديل ترونتو، وكأنه صراخ لأحد الناجين.

التزم فريق الانقاذ بالهدوء لبضع لحظات لتحديد مصدر الصوت ومن تحت أي ركام ينطلق، وبالفعل حددوا أقرب مصدر للصوت.

تمكن رجال الإنقاذ بعد تعقب مصدر الصوت من إنقاذ "فتاة" من تحت الركام على الرغم من صعوبة الوصول إليها.

الفتاة الناجية تحملت ما يقرب من 17 ساعة تحت الانقاض، وبعد إنقاذها خضعت لعملية جراحية، على الرغم من صغر سنها فهي تبلغ 8 سنوات.

ظلت الفتاة حبيسه تحت ركام منزلها المتهدم لوقت طويل تصرخ في هلع شديد فيما كانت جثة شقيقتها الأكبر منها والبالغة 10 سنوات ممدة إلى جوارها.

الصدمة والرعب هما الشعوران المسيطران على متابعي عملية إنقاذ الناجين من الزلزال وسط إيطاليا.

ورصدت أيضا كاميرات الصحفيين كيف هرع رجل إيطالي لإنقاذ أحبائه في منطقة الزلزال بعد أن رأى رجال الإنقاذ قد نجحوا في استخراج فتاة قرية "بيسكارا ديل تورونتو" من تحت الانقاض حية بعد 17 ساعة.

وعلى جانب آخر يروي شهود عيان لموقع سي إن إن الأمريكي أهوال الزلزال المميت الذي ضرب وسط إيطاليا واصفين لحظات من الصدمة والرعب، حيث قال أحدهم: سقف الحمام انهار فوقي، لماذا لا يكون هناك تحذيرات بصورة أفضل قبل وقوع الزلزال.

ومن جانبه، أعلن مجلس الوزراء الإيطالي حالة الطوارئ للمناطق المتضررة من الزلزال أمس، وقد خصص 50 مليون يورو من التمويل الطارئ لمتضرري القطاع المنكوب وسط إيطاليا.

ومنعت أنقاض المنازل المهدمة رجال الإنقاذ من أداء مهامهم على الوجه الأكمل بسبب الشوارع الضيقة في البلدات القديمة، ما جعل عملية الانقاذ صعبة للغاية، مع وجود معدات رفع ثقيلة بدأت للتو للوصول الى القرى والبلدات المعزولة التي قطعت بسبب الانهيارات الارضية والانقاض، فيما عمد الناس من ذوي الضحايا تحت الأنقاض إلى الجرارات والمعدات الزراعية والأدوات اليدوية البسيطة لاختراق ما تبقى من كتل ركامية حجرية متهدمة لاستخراج جثث الضحايا أو الناجين المحتجزين.

ويتابع موقع «سي إن إن» في تقرير نشره بأنه لا توجد قصص سعيدة هنا للبقاء على قيد الحياة، فالحالة شاذة حتى الآن في استكمال عمليات الإنقاذ والتي يعمل فيها نحو أكثر من 5400 من رجال الإنقاذ من وكالة الحماية المدنية في إيطاليا، وغيرها الكثير من مجموعات خارجية.

وآخر زلزال وقع في إيطاليا، كان في مايو 2012، حيث ضرب الدولة هزتين أرضيتين قتل فيهما عشرات الاشخاص في شمال البلاد.

بينما في إبريل 2009، ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 منطقة «اكويلا» وسط إيطاليا، ما أسفر عن مقتل 295 شخصا وزلزال الأربعاء الماضي ضرب منطقة قريبة من التي منيت بالكارثة عام 2009.

والمدن التي تقع في مركز الزلزال هي أماتريس، وأكومللي، وأركواتا ديل ترونتو – وتحظى المدن الواقعة وسط التضاريس الجبلية، بشعبية كبيرة خاصة في الصيف مع السياح الذين يسعون للحصول على عطلات وسط المناظر الخلابة وتحت حرارة شمس المدينة.

ومن جانبه، حذر رئيس بلدية بلدة أماتريتشى بوسط إيطاليا من أن البلدة تضررت بشدة من الزلزال، وأن هناك أناسًا محاصرون تحت الأنقاض.

وقال سيرجيو بيروزي لتلفزيون (آر.إيه.آي) الحكومي: "نصف البلدة لم يعد موجودًا، قطعت الطرق داخل وخارج البلدة، هناك أناس تحت الأنقاض، حدث انهيار أرضي وربما ينهار أحد الجسور".

وأكدت وكالة الحماية المدنية الإيطالية إن الزلزال كان "شديدا" وإن هناك تقارير عن حدوث أضرار.

كما كشفت شهادات نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية عن انهيار مبانٍ في المنطقة التي ضربها الزلزال، من دون سقوط ضحايا.

ونقلت عن أحد سكان بلدة أركاتا، أن عددًا من المباني قد دمر في هذه المدينة الصغيرة التي تبعد أقل من 25 كلم عن نورتشا، ولم يكن قادرًا على تحديد ما إذا أدى الزلزال إلى سقوط ضحايا في منطقته. وأضاف أن "السكان عالقون في الساحة المركزية، وقد دُمر عدد كبير من المباني».

وتتلقى قوات الحماية المدنية حاليًّا عشرات الاتصالات للاستغاثة، فيما تجرى عمليات حصر الخسائر وسط تعبئة حكومية لعناصر الإطفاء والإسعاف، وسط توقعات بوقوع خسائر وانهيارات في المباني في مناطق عدة.