الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القانون يحكم الشواطئ.. "التعري" ممنوع في مصر و"البوركيني" يحرمه قانون فرنسا.. المايوه الشرعي اختراع أسترالي يحمي من التسمم الضوئي وممنوع من التصدير لإسرائيل

القانون و الشواطئ
القانون و الشواطئ

خبراء سياحة:
الأجانب ملتزمون بالعادات والتقاليد المصرية على "الشواطئ"
مصر تلزم السياح الأجانب باحترام التقاليد المصرية على شواطئها
"التعري" ممنوع على شواطئ مصر والعرب وقانون فرنسا يحظر"البوركيني"

محلل سياسي:
"البوركيني" فجر صراعا بين قوانين العلمانية و"الشعب الفرنسي"
هاني الناظر:
«البوركيني» يحمي من التسمم الضوئي وبديل لـ" الصن بلوك"
مصممة البوركيني:
"بنت أختي" السبب ورفضت تصدير اختراعي لـ"إسرائيل"

أثار"البوركيني" ولا يزال جدلًا كبيرا ما بين تأييده وحظر ارتدائه، خاصة في فرنسا حيث لاقى انتقادات شديدة الحدة من الساسة الفرنسيين وصولا بالأمر إلى إصدار قرار بحظره على الشواطئ الفرنسية بسبب مخاوف أعقاب عمليات إرهابية هزت البلاد في الفترات الماضية..

وقرر مجلس الدولة بفرنسا، أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد، الجمعة 26 أغسطس 2016، تعليق وإلغاء قرار حظر لباس البحر للسباحة "البوركيني" جنوبي البلاد.

القرار جاء في نهاية جلسة عامة لاقت متابعة كبيرة في فرنسا وخارجها، وذلك على خلفية شكوى تقدّمت بها رابطة حقوق الإنسان في البلاد و"الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا"، ضدّ بلدية "فيلنوف لوبيه" (جنوب)، احتجاجاً على مصادقة المحكمة الإدارية في "نيس" جنوبي البلاد، مؤخراً، على قرار يحظر ارتداء "البوركيني" على شواطئ هذه المدينة.

 التحقيق التالي يوضح حقيقته وتعامل الدول الأوربية طبقا للقانون....

"إلتزام بالتقاليد"

أكد باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن السياح الأوروبيين أرقى من أن يتم توجيه لوم أو اتهام لهم لأنهم يحرصون أن تكون لديهم قراءة في ثقافة وعادات وتقاليد الشعوب التي يتوجهون للسياحة في بلادهم.

وقال "حلقة" في تصريح خاص لـ"صدى البلد": مصر تلزم السياح الواردين لها بعاداتها وتقاليدها على الشواطئ، وتمنع كل ما يخالف التقاليد والعادات المصرية، كما انه هناك زيا معينا يجب ارتداؤه على الشواطئ وتمنع السلوكيات المخالفة مثل التعري الكامل.

"القانون المحلي يحظره"

أكد الدكتور إبراهيم أحمد، رئيس قسم القانون الدولى بجامعة عين شمس سابقًا، أن القانون الدولي يلزم كافة الدول باحترام العقيدة وعدم التمييز في المعاملة بناء على الاختلاف العقائدي، فكافة المواثيق الدولية تلزم باحترام حرية العقيدة واحترام كامل حقوق الأشخاص بغض النظر عن العقيدة الدينية.

وقال "أحمد" في تصريح لـ"صدى البلد": هناك بعض الدول تحظر الانتفاع من العقيدة الدينية، بمعنى أن أحدا يرتدي زيا معينا ليعامل بناء عليه، مثل فرنسا التي تمنع النقاب أو الحجاب أو المايوه الشرعي (البوركيني) لأنه وفق قوانينهم يظهر العقيدة للتمييز على أساسها، فالقانون الديني يمنع التأثيرات الدينية.

وأوضح أن حرية العقيدة تعني احترام كل إنسان بغض النظر عن معتقده الديني، ومنع ارتداء أزياء بعينها في بعض الدول هو تطبيق للقوانين المحلية، فمصر و الدول العربية تمنع تعري رعايا الدول الأحنبية على الشواطئ المصرية وتتم محاسبة المخالفين وفق القانون المصري، لذا فواقعة إجبار سيدة على خلع لباس السباحة "البوركيني" على شاطئ نيس الفرنسي لا يخالف القانون الدولي وإنما هو تطبيق للقانون المحلي الذي يحظر هذا اللباس.انب لا يجب تخطيها وإلا وقع تحت طائلة القانون والذي يقضي بترحيله إذا كانت المخالفة جناية.

"صراع الحريات"

قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن التظاهرات المؤيدة لظهور البوركيني على شواطئ فرنسا في ظل منع الحكومة لذلك تنذر بصراع بين مفهوم الحريات لدى الشعب الفرنسي والفكر العلماني الضيق الذي تنتهجه الحكومة.

وأوضح "عودة" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن فرنسا دولة علمانية وتتعامل بهذا الشكل مع من يخالف ذلك ورفضها للبوركيني يأتي من تطبيقها للعلمانية، من خلال المساواة في الحقوق وبالتالي عدم اختلاف اشكال الملابس بالأماكن العامة، بينما الشعب يرى أن الحريات عكس ذلك.

"البوركيني حماية"

كما، قال الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية والرئيس السابق للمركز القومي للبحوث، إنه لا يلمس سببًا محددا وراء ارتداء البوركيني "المايوه الشرعي" في الدول الأوروبية، إلا أنه قد يكون بهدف الحماية من أشعة الشمس، وربما الموضة أو أسباب أخرى يلجأون لها.

وأوضح "الناظر"، في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن البوركيني فاعل جدا في حماية الجلد من أشعة الشمس المباشرة بعيدًا عن استخدام الـ"صن بلوك" أو "كريمات الحماية"، مشيرًا إلى خطورة التعرض لأشعة الشمس المباشرة وقت الظهيرة، والتي قد تسبب "التسمم الضوئي"، وهو حالة من الالتهابات الجلدية المزمنة ينتج عنها حروق وبقع جلدية سود.

"مخترعة البوركيني"

عايدة مسعود زناتي، مصممة "البوركيني" تنحدر من أصول أسترالية لبنانية الأصل، تبلغ من العمر 48 سنة، وأم لثلاثة أولاد، وأعلن زوجها ديمتري زناتي إسلامه حين اقترن بها.

وقالت "زناتي": إن "الفكرة برمتها بدأت في 2004 حين واجهت ابنة أختي بعض المشاكل في الانخراط ضمن فريق كرة الشبكة في مدرستها، وكان على أختي الكفاح لاحقًا من أجل انتزاع هذا الحق لابنتها المحجبة".

وأضافت: "عندما قبلت الفتاة ضمن الفريق الرياضي ذهبت العائلة لتشجيعها، ولكن لم تشعر بالارتياح حين رأت ابنة أختها بلباس غير مناسب للرياضة وتتصبب عرقًا، فخطرت الفكرة ببالها"، وتساءلت حين عادت إلى منزلها لم لا تصنع لباسًا يناسب النساء المحجبات أكثر لاسيما في الأنشطة الرياضية؟ وقالت "أردت ألا يحرم أي شخص من أنشطة رياضية بسبب قيود تفرض بداعي التعفف".

أصل الكلمة

أما عن الكلمة وكيف اخترعتها، فأكدت الزناتي أنها مجرد كلمة اخترعتها لتسمية منتج صنعته، وأنه لم يخطر في بالها أنه "برقع للشاطئ"، فهي تربت في أستراليا، وبالتالي لم تكن الكلمة ضمن مفهومها أو ما هو مألوف في مجتمعها، كما أن البرقع بحسب قولها غير مذكور في القرآن، لكنها أرادت الدمج بين ثقافتين، فاختارت كلمة برقع، وبحثت عنها لتجد أنه نوع من الغطاء الكامل، فدمجت الكلمة مع "البيكيني".

تسويق غير متوقع

ونقلا عن "العربية نت"، تشرح "عايدة" أن الإنتاج بالمفرق فاجأها كثيرا، لأنه تحول بسرعة إلى إنتاج بالجملة، لذلك أسست شركة سمتها باسمها كما هو معروف في أستراليا، وهي "شركة أهيدا" التي يعمل فيها الآن 21 ألف موظف، معظمهم من ألمانيا وأستراليا ولبنان وفيتنام وباكستان، أما زوجها ديمتري، الناشط باستيراد وإعادة تصدير أمهات الكومبيوتيرات، فيساعدها من حين لآخر، خصوصا في عمليات تصدير "البوركيني" التي بدأت منذ عامين، ومستمرة للآن، خصوصا إلى السعودية والبحرين وقطر والمغرب وألمانيا وكندا وهولندا وسويسرا والنروج وإسبانيا "وفرنسا بشكل خاص"، أما إسرائيل فقالت: "وصلتني منها طلبية لكني رفضتها، لا أريد التعامل مع أحد هناك، مع أني أعرف أن البوركينات كانت ستذهب إلى مسلمين".

تجربة شخصية ومربحة

وتوجز عايدة، التي كانت تعمل مصففة شعر في السابق، حكاية "البوركيني" فتقول إنها صممته لها شخصيا في البداية، لأنها كانت تشعر بحرج حين النزول إلى الشاطئ "فأنا مسلمة ولا أريد الظهور نصف عارية أمام السابحين"، وحين قامت بتصميمه نال إعجاب بعض صديقاتها وأقاربها، وراحت الواحدة بعد الأخرى تطلبه منها، فكان انتشاره سريعا وسط المسلمات في سيدني، ثم انتشر في المدن الأسترالية ببقية الولايات بعد أن بدأت الصحافة تتحدث عنه كظاهرة غريبة على الأستراليين ممن يراه معظمهم الآن لباسا عاديا كبقية أزياء البحر المعروفة.

ومن أستراليا عبر "البوركيني" الحدود ووصل إلى أوروبا والشرق الأوسط، حتى بلغ إنتاج الشركة التي أسستها عايدة مسعود بين 3 و4 آلاف قطعة شهريا بألوان ومقاسات مختلفة، أرخصها قيمته 130 دولارا.

حرية للمسلمات

وقالت: "إن هذا الزي المثير للجدل في فرنسا وأستراليا، يشكل أداة اندماج للمسلمات المتدينات، يتيح لهن التمتع بشكل تام بالسباحة"، وأكدت أنها صممته قبل أكثر من عشر سنوات في سيدني، هذا الزي الذي يغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين، بهدف تمكين المسلمات من التمتع بالشاطئ مع احترام مفهومهن لديانتهن، وقد جربته بنفسها وارتدته لأول مرة، وذهبت فيه إلى البحر، ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع، حسب توصيفها، بالسباحة وبالحرية.

وشددت على أن "الشاطئ وركوب الأمواج والشمس تمثل جزءا من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي"، وتابعت: "البوركيني لباس صممته لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها".

وأضافت "عايدة" أنها لم تزر بلدها لبنان إلا مرة واحدة خلال إقامتها لأربعة عقود في أستراليا، كان ذلك قبل حوالي 30 سنة، وأقامت أكثر من عام في طرابلس (شمال لبنان)، فتعلمت العامية هناك، ومن بعدها عادت إلى سيدني.

النظرة السلبية

كما أبدت أسفها إزاء النظرة السلبية لهذا اللباس في فرنسا، وقالت إن السياسيين الفرنسيين "يستخدمون كلمة بوركيني كمصطلح سلبي إسلامي، في حين أنها مجرد كلمة، إنه لباس يهدف إلى تشجيع النساء على التسلية والمرح والرياضة، هذا هدفه".

الغرض منه

وأوضحت أن "الغرض من اللباس هو الاستجابة لحاجة محددة، البوركيني نوع من اللباس لنشاط محدد، وإذا كان هذا يساعد، نحن نرتدي بيكيني تحته"، كما أكدت أن "هذا اللباس أعطى الحرية للمرأة، فهل يريدون الآن حرمانها تلك الحرية".

إلى ذلك، ختمت قائلة: "لا أعتقد أن على الرجال القلق كثيرًا إزاء ما نرتديه كنساء، فلا أحد يجبرنا على فعل ما لا نريده، هذا خيارنا".

توضيح الرؤية

وعن الجدل الحاصل تحديدًا في فرنسا، قالت: "أتمنى لو كنت هناك لأقول لهم لقد فهمتم الأمر بشكل خاطئ، لقد أخذتم منتجًا يرمز إلى اللياقة والفرح وحولتموه إلى منتج للكراهية والتعصب، لدينا ما يكفي من المشاكل في العالم فلماذا تخلقون المزيد منها".

وفي كلمة لمؤيدي حظر البوركيني، قالت: "أنتم تعزلون الناس وتبعدونهم وتقولون للنساء عدن إلى منازلكن، وهذا سيولد غضبًا وعنفًا".