الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. "حوار الثقافات".. النمنم: تطوير التعليم الأزهري سيؤدي إلى مواجهة الأرهاب.. وعلى المثقفين الانشغال بالفقه الإسلامي.. وعودة البعثات العلمية للخارج

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وزير الثقافة:
الموجات الإرهابية انتشرت منتصف السبعينيات
ثورة 25 يناير قضت على موجات الفتنة الطائفية

مصر واجهت العنف في الأربعينيات بنظام سياسي هش
خطاب السيسي يجب أن يقترن بالتطبيق العلمي


عمار علي حسن:
العنف ليس شرا خالصا.. وينتج من قرارات السلطة
مواجهة العنف ليس مسئولية الشرطة والقوات المسلحة وحدها

قال حلمي النمنم وزير الثقافة، إنه لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه، فالعنف غريزة من الغرائز المجتمعية، لافتًا إلى أن المجتمع المصري شهد في تاريخه موجات من العنف.

وأضاف وزير الثقافة، خلال منتدى حوار الثقافات " السلام المجتمعي حول دور المجتمع المدني في مواجهة العنف"، والذي أقيم في مدينة الإسكندرية، صباح اليوم، "نحن في لحظة يوجد بها عنف، بأشكاله المختلفة، فإحصائيات المركز القومي للبحوث تؤكد ارتفاع العنف الأسري والاجتماعي في العقود الأخيرة، فضلا عن العنف الديني، فمنذ منتصف السبعينات، انتشرت الموجات الإرهابية، والتي نتجت عن فهم خاطئ للدين".

وتابع، عنف مجموعات "المتأسلمين"، ظهر نتيجة تراكمات اجتماعية وسياسية، وتراكمات في الفهم للوصول للنصوص الدينية، وفى الشهور الأخيرة هناك بعض مظاهر الاحتدام الطائفي، في المنيا وبعض المحافظات، على الرغم من أن واحدة من ايجابيات ثورة 25 يناير، أنها قضت على موجات الفتنة الطائفية عندما رأينا في ميدان التحرير لحظات انصهار ما بين كل أبناء المصريين، ورأينا المسيحيين المصريين خرجوا من نطاق الكنيسة إلى حضن الدولة المصرية.

واستكمل: "مصر في الأربعينيات عاشت نفس المواجهة وآخر سنوات الملك فارق رغم انه كان النظام ضعيف، لكنه نجح في مواجهة الظاهرة، وهو الأمر نفسه في عام 1954، حيث كان النظام السياسي هش جدا ، إلا أن الدولة تمكنت من مواجهة التنظيمات الإرهابية، وحاليا كل يوم وزارة الداخلية والقوات المسلحة تواجه التنظيمات الشرسة".

وأضاف الوزير: "حتى نتغلب على العنف، لابد أن نتخذ خطوات هامة، لأن لدينا مشكلة ثقافية وتعليمية كبري، فهناك ضرورة إلى تطوير التعليم الأزهري، الذي ينافس بقوة التعليم المدني، ولابد من إعادة النظر في كل ما يتم تدريسه للأطفال، ولابد من عودة إرسال البعثات العلمية في العلوم الإنسانية، بالجامعات المصرية، لأنه منذ أن توقفت الجامعات المصرية عن إرسال بعثات للخارج أصبحنا في عزلة تاريخية عن العلوم الإنسانية العالمية، ونعيش على تراث الأجيال السابقة من الباحثين".

وقال الوزير: "تجربة الصراع الثقافي في الثمانينات احدث فجوة واسعة بين ما هو مدني وما هو ديني"، وعلينا أن نستعين بتجربة الأربعينات عندما شغل المثقفون والكتاب أنفسهم بالفقه الإسلامي، وقدموا فيها الكثير مثل الدكتور طه حسين "الفتنة الكبرى"، ومحمد حسين هيكل "حياة محمد"، "في منزل الوحي"، العقاد واحمد لأمين"، ولكن مع الأسف الشديد في العقود الأخيرة لم يحافظ المتعلمين على هذه المعادلة، وحدث تباعد شديد أدى إلى صراعات وسوء فهم نعيشه وتم استغلاله من جماعات التيارات الدينية المتشددة".

وأكد الوزير، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول تجديد الخطاب الديني، لابد أن يقترن بالتطبيق العملي، وليس التجديد النظري فقط، ففي الثمانينات، عندما تم اتخاذ قرار دخول الفتاة المصرية الجامعة، كان نوعا من التجديد، ودخول المرأة العمل، تجديد، وعندما فتح العمل السياسي للمرأة كنابه وزيرة، كان تجديدا ، لكن هذه الحال تراجعت.

واختتم كلامه قائلا: " حقيقي يوجد عنف وجرائم لكن ليس هذه هي المرة الأولى التي عاشتها مصر، ففي خلال ثورة1919، كان هناك من يطالب بالاستقلال والدستور، و كانت هناك ريا وسكينة، و عشرات العصابات الشبيهة بها، نحن نمر بفترة صعبة، لكن الشعب والدولة المصرية قادرة على أن يتغلب عليها".

فيما قال الكاتب عمار على حسن: "لم يشغل البشر بعد الله والحب، أكثر من العنف، فقد صاحب وجود الإنسان منذ بدأ الخليقة، ورأينا صراع القبائل وصراع الدول على المواد الخام وطرق التجار، فضلا عن صراع الطبقات، وهناك صراع الهوية الدينية والذي يعد أشد الصراعات فتكا، على الرغم من أن الله عندما انزل الأديان، انزلها لإسعاد البشر ونشر المحبة والسكينة".

وأضاف :"الإضرابات والمظاهرات والحروب تعد نوعا من أنواع العنف، لهذا فإن العنف ليس شرا خالصا فإذا كان هناك عنف مدمر يجب تجنبه، فان قليل من العنف يأتي بالعدالة".

وتابع:" لا يمكن أن نتحدث عن مواجهة العنف الاجتماعي قبل الحديث عن تعسف السلطة، لان هذا العنف، ينتج عن قرارات السلطة، وفى الوقت نفسه لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع بلا عنف، فالمدينة الفاضلة خيال ، لهذا فان الحديث لابد أن يدور حول "مجتمع قليل العنف".

واستكمل :"القضاء على العنف لن يكون مرة واحدة، وإنما بالتدرج والزحف حتى نحقق مجتمع السكينة، ولا يجوز أن نقول "هذا المجتمع عنيف"، فهذه مسألة نسبية، ولابد من الاستفادة من الخبرات الإنسانية في مواجهة العنف، مع التأكيد أن مخاصمة العلم غاية في الخطورة".

واختتم كلامه قائلا: "مواجهة العنف ليس مسئولية الشرطة والقوات المسلحة وحدها، وإنما لابد من مشاركة خبراء التعليم والفلاسفة والمجتمع المدني والأحزاب، فلكل منهم دور، حتى نستطيع حشد كل الإمكانات مع التأكيد أن قوة الدفع الراغبة في التغيير للأفضل لن تتوقف وان العودة إلى الماضي مستحيلة".

شارك في الندوة كل من الكاتب صلاح سالم والدكتور اندريا زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والدكتور عمار على حسن، وأدارها الكاتب حامد أبو احمد.