الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محكمة الأسرة..الزوج المصرى «بيتجوز عشان مرتب مراته»..54% من الزوجات العاملات تعرضن للعنف الجسدى..المهندسة طلبت الطلاق فقال لها:«عايز ثمن الأيام اللى عشتها معاكى»..وموظفة الأوقاف:الهجر فى الفراش عقابي

صدى البلد

  • دراسة لمحكمة الأسرة:
  • %53 من الزوجات العاملات اكتشفن طمع أزواجهن فى رواتبهن بعد الزواج وطلبن الخلع أو الطلاق
  • %80 المطلقات العاملات رفضن العودة لأزواجهن خوفا من الاستيلاء على رواتبهن مرة أخرى
  • المعلمات والموظفات الحكومات في الصدارة بين العاملات المطلقات بنسبة 55%
لكل منا شروط ومعايير يضعها نصب عينيه عند اختياره لشريك حياته، فهناك من يختار بناءً على المظهر أو المستوى الاجتماعى أو الطباع، وهناك من يختار شريكه بناءً على ما تحويه حافظة جيبه أو حسابه فى البنك أو راتبه الشهرى، ويتركه عندما يفشل فى الحصول على أمواله، أو يبدأ فى التنكيل به وابتزازه، أو ينتهى الأمر بلجوء الطرف الآخر إلى القانون لإنهاء حالة الابتزار والاستنزاف التى يعيشها.

وهذا ما أظهرته دراسة حديثة صادرة عن محاكم الأسرة، حيث أكدت ارتفاع حالات طلاق السيدات العاملات بسبب الخلاف على الراتب الشهرى بنسبة تجاوزت 49%، وأوضحت أن 53% من الزوجات المتقدمات بطلبات للخلع والطلاق، قد أكدن أنهن قد اكتشفن بعد زواجهن طمع أزواجهن فى راتبهن، وأن راتبهن كان الدفاع الأساسى فى ارتباط أزواجهن بهم.

كما بينت الدراسة التى أجريت على عينة عشوائية من النساء المترددات على محكمة الأسرة أن 54% من المطلقات العاملات تعرضن للعنف الجسدى والابتزاز المادى والمعنوى على يد أزواجهن، وذلك من أجل الحصول على ما يكسبن من عملهن، وأن أكثر من 80% من تلك السيدات المترددات على محاكم الأسرة ندمن على الارتباط بمثل هذه النوعية من الرجال ولا يفضلن العودة إلى الحياة الزوجية مرة أخرى، و أن 30% من تلك العاملات كنَّ يعملن فى مهنة التدريس، وأن 25% كنَّ موظفات بالمصالح والوزرات الحكومية، أما موظفات القطاع الخاص، فبلغت نسبتهن 15%، والطبيبات 10٪، والمحاميات 5٪، والمهندسات 7٪، أما العاملات بوظائف غير مستقرة فوصلت نسبتهن إلى 10٪.

واحتلت نسبة حالات المطلقات التى لم تتجاوز عدد سنوات زواجهن العامين - بحسب ما أظهرته الدراسة- 20%، فيما بلغت نسبة الحالات التى لم تتجاوز سنوات زواجها العام 16%، أما من تخطى عدد سنوات زواجهن الـ5 سنوات فوصلت نسبتهن إلى 30٪ ، بينما قدرت نسبة حالات العاملات المطلقات ممن ترواحت مدة زواجهن بين 7-10 سنوات بـ44٪، وعددت الدراسة أهم أسباب الطلاق لمن شملتهن الدراسة، وجاء فى مقدمتها الخلاف المادي على المرتب الشهري، إضافة إلى ضغوط العمل وتأثيرهما على الحياة الزوجية، وانعدام الدفء العاطفي بين الزوجين.

إنذار طاعة
داخل غرفة مظلمة جوها معبأ براحة العطب وجدرانها متساقطة الدهان بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، وقفت "ا. م"، الزوجة الثلاثينية، تقبض بإحدى راحتيها على يد طفلها الذى يخطو نحو عامه الثالث، وبالأخرى تمسك صورا فوتوغرافية لمسكن فقير وأثاث بالٍ، فى انتظار أن يفرغ الموظف الخمسينى من أعماله الكتابية كى تقدمها له ليرفقها ضمن أوراق دعوى إنذار الطاعة التى أقامها ضدها زوجها الموظف بأحد البنوك الأجنبية، بعدما رفضت أن تخضع لابتزازه وتدفع له ثمن تحريرها من قيود حياة بائسة ذاقت فيها مرارة الخيانة كدليل إثبات على عدم صلاحية المسكن المذكور فى إنذار الطاعة، الذى - حسب روايتها - ماهو إلا محل إقامة لوالدة صديق زوجها.

بعبارات متحفظة، بدأت المهندسة الثلاثينية سرد تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد" قائلة: "تزوجته بطريقة تقليدية منذ سنوات ليست ببعيدة، كان زميلا لى فى العمل، ورغم الفارق الاجتماعى والمادى الكبير بينى وبينه، وافق والدى عليه، بعدما انخدعنا بطيب سيرته وكلمات زملائى فى الشركة عنه والتى وصفته بالملاك المتجسد فى صور بشر، والشهم الذى يخصص وقته لخدمة الناس ولقضاء حوائجهم، والعالم بتعاليم الواجب والأصول، وظنا أنه الرجل المناسب الذى سيصون ابنتهما الوحيدة إذا حدث لهما مكروه، قد لا يصدق أحد أن الرجل الذى كانت تحسدنى قريناتى على الارتباط به هو نفسه الذى يطلبنى الآن فى بيت الطاعة لأننى رفضت دفع ثمن حريتى، المهم تمت الزيجة فى شقة إيجار جديد بالتجمع الخامس، ولضيق حال العريس تكفل والدى بثأثيث شقة الزوجية بأفخر قطع الأثاث وزين جوانبها بالتحف الثمينة، وتحملت والدتى تكاليف شهر العسل".

تتخلى الزوجة الثلاثيينة عن تحفظها وتفصح عما أثقل صدرها لسنوات بعد أن اطمأنت لمحدثها، فحكايتها مؤلمة واسترجاع أحداثها أشد ألما: "ولم يمر سوى سبعة أيام بالتمام والكمال على الزواج، حتى سقط القناع عن زوجى وظهر وجهه القبيح المشرب بالطمع ونواياه المحملة بالانتهازية، وأفصح عن حاجته لمبلغ مالى بحجة أنه لا يملك من حطام الدنيا سوى سبعة جنيهات فقط، تكررت الوقائع وزاد زوجى فى طلباته وسحبه مبالغ مالية منى، وبعدما استغنت الشركة عن خدماتى أنا وآخرين فى إطار تخفيضها للعمالة، أصيب بصدمة، فراتبى الكبير الذى كان ينصب شراكه حوله دائما ذهب مع الريح، وتحول لشخص عنيف وعصبى لكنى تحملته بسبب الجنين الذى ينبت فى رحمى، بعدها انتقل للعمل فى أحد البنوك الأجنبية وبدأت تنشأ بينه وبين إحدى زميلاته علاقة لم أكتشف تفاصيلها إلا مصادفة بعدما عبث ابنى بحاسب أبيه المحمول وظهر صندوق محادثتهما على "فيس بوك"، وما حواه من عبارات غرام وهيام، حينها تخليت عن صمتى وصبرى وتركت له البيت عائدة إلى منزل والدى".

تختتم حديثها قائلة: "لم يكلف خاطره من وقتها أن يتقصى خبرى أو يسأل عن ابنه، وكأننى كنت حملا ثقيلا على صدره أو مجرد مصلحة وانتهت، طلبت منه الطلاق أكثر من مرة لكنه كان دائما يرفض ويقول لى بنبرة متبجحة: "عايز تمن الأيام اللى قضيتها معاكى"، أقمت دعوى نفقة للصغير وحكم لى بـ200 جنيه فقط، فاستأنفت على الحكم لتصبح 300 جنيه، رغم أن راتب زوجى يصل إلى 5000 جنيه فى الشهر، ثم فوجئت به يطلبنى للدخول فى طاعته، وليتغلب على مشكلة المسكن اتفق مع صديقه على كتابة عقد إيجار صورى للشقة التى تعيش بها والدته كى يقدمه للمحكمة، فى المقابل أقمت أنا دعوى طلاق للضرر وقدمت صورا فوتوغرافية للمسكن المذكور فى إنذار الطاعة، والتى تثبت أنه مسكون وليس كما ادعى زوجى، لا أعرف كيف هداه تفكيره إلى تلك الحيلة الشيطانية؟! كل ما أتمناه أن أنجو من هذا الرجل لأكمل حياتى بهدوء مع ابنى وأنهى رسالة الدكتوراة".

حساب الملكين
فى طرقة طويلة قابعة فى الدور الأول من المبنى القديم لمجمع محاكم الأسرة بمصر الجديدة، ساكنة كسكون أهل القبور، تنتصب فى نهايتها أبواب خشبية متهالكة تقاوم السقوط، جلست "مروة" التى تخطو أولى خطواتها فى عامها الأول بعد الثلاثين فى حلة أنيقة، فى حالة تأهب صوت حاد يبشرها بقرب مثولها أمام المحكمين لتلقى على مسامعهم أسباب طلبها الطلاق لاستحالة العشرة بينها وبين زوجها الأربعينى، بعد أن طردها لرفضها إخفاء شقيقه الهارب من تنفيذ أحكام فى قضايا إرهاب فى بيتها، حسب روايتها، تلملم الموظفة بوزارة الأوقاف خيوط معاناتها، وتتأهب كى تنثرها جميعا على ميزان عدل المحكمين.

وبصوت أرهقه قهر 13 عاما، بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها قائلة: "تزوجته بعدما رشحنى له أحد معارفنا، حيث كان يبحث عن عروس من أسرة طيبة الأصل ومتدينة، لم أكن وقتها قد أكملت عامى الثامن عشر بعد، ورغم ذلك وافق أهلى عليه دون تردد، فبالنسبة لهم هو عريس مناسب، دمث الخلق والكل يشهد له بالتقوى والصلاح أو كما أوهم الجميع بذلك، لا يفصلنى عنه سوى سنوات معدودة، ويعمل محاسبا، ولم تمر فترة طويلة على خطبتنا حتى تمت مراسم الزفاف، ولأننى الفتاة الوحيدة لوالدى، وهبنى شقة يمتلكها كى أبدا فيها حياتى مع من اختاروه لى رفيقا لحياتى، وكى لا يجرح رجولة زوجى ويحافظ على صورته أمام العالمين سجل العقد باسمه، ويا ليته قدر له صنعه بل كافأ ابنته فى يوم زواجها الثالث بـ"علقة ساخنة" لرفضها إعطاءه ما أهداها به أقاربها وذووها من مال ومصوغات فى "صباحية" عرسها".

تدفن الزوجة الثلاثينية رأسها بين راحتيها وهى تتابع روايتها: "كانت هذه هى بداية انفراط عقد حقيقة زوجى القاسية، التى يفوح منها رائحة الطمع، لكن ما أخفته الحياة معه كان أشد قسوة، حيث أظهرت أن شريك حياتى ليس كباقى الرجال يسعى فى مناكبها بحثا عن الرزق، بل إنه يكره العمل كالعمى، ولا يمكث فى وظيفة أكثر من شهر، وكلما وفرت له واحدة يهجرها، معتمدا على راتبى الشهرى، ومتكلا على أنى متكفلة بمصروفات البيت وجميع احتياجاته، ومستغلا صمتى وصبرى على حاله أملا فى أن يغير الله أمرا كان مفعولا، وحينما يئست من انصلاحه ورجوعه عن توجيه اللكمات إلى وجهى والصفعات على صدغى بسبب وبدون سبب، وكفه عن هجره لى فى الفراش، ومحاسبتى حساب الملكين - بل أعتقد أنهما أكثر رحمة منه - عما أنفقت من راتبى وما تبقى منه حتى ولو جنيه، فكرت فى طلب الطلاق، لكن هذا الأمر قوبل من قبل عائلتى المحافظة بعاصفة من الرفض وسيل من كلمات التوبيخ والاتهام بجلب العار".

تدخل الزوجة الثلاثينية فى نوبة بكاء تجبرها على الصمت للحظات، ثم تعاود الحديث بنبرة غاضبة: "لا أعرف عن أى عار يتحدثون، أليس من العار أن أضرب وأهان وأطرد من بيتى فى منتصف الليل أكثر من 12 مرة بلا مال أو ملابس تستر لحمى ثم يعيدونى إلى أحضانه صاغرة ليكمل مسلسل تعذيبه لى وخيانته على مرأى ومسمع من أمه التى ترى أن ما يفعله ابنها حلال، أليس من العار أن يعرى جسدى وأُجر من شعرى كالذبيحة وأنا أؤدى فريضة الله لمجرد أن والدته بخت سمها المعتاد فى رأسه الفارغ، وأوهمته بأنى السبب فى فشله ومكوثه فى البيت كالنساء، ألم يستحِ من الله وهو ينقض على وأنا ساجدة بين يديه أشكو له حاله وحال الصغيرين اللذين ذاقا العذاب ألوانا على يد والدهما".

تنهى الزوجة روايتها قائلة: "وفى آخر مرة نشب بيننا خلاف بسبب أخيه، طردنى فعدت إلى أهلى وقصصت عليهم ما حدث، حاولوا التدخل لحل الموقف فتطاول عليهم وسبهم، فأصررت على طلب الطلاق، ولأول مرة يعجز أهلى عن رفض تصرفى، وكنت أتمنى أن ننفصل أنا وزوجى بشكل ودى ومحترم، لكنه للأسف أبى أن يعطنى حريتى إلا بمقابل مادى، فطرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة الطلاق لاستحالة العشرة واستحكام النفور، وكل ما أريده أن أتخلص منه فى أقرب وقت".