الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تصريحات وزير الثقافة.. أزهريون يدشنون هاشتاج «لا للإساءة».. ويؤكدون: مناهجنا صمام الأمان لمصر والعالم

وزير الثقافة
وزير الثقافة

أزهريون يدشنون هاشتاج #لا_للإساءة_للأزهر#
أمين البحوث الإسلامية:
مناهج الأزهر صمام الأمان لمصر والعالم أجمع
أين دور وزارة الثقافة في مواجهة العنف الديني في مصر
أستاذ إعلام:
تصريحات النمنم معصوبة العينين وغير دقيقة

أثارت التصريحات التي نسبت مؤخرًا للكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة، غضبًا شديدًا من أبناء الأزهر، حيث نُسب إليه: إن المجتمع المصرى يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، حيث يعانى المجتمع المصرى من قصور فى النواحى الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهرى فى مصر، وذلك فى الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان دور المجتمع المدنى فى مواجهة العنف.

حول ذلك، تعجب الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، من كلام وزير الثقافة قائلاً: «كم كنت أتمنى وأنا أقرأ تصريحات وزير الثقافة حلمي النمنم في الجلسة الختامية لمؤتمر الهيئة الإنجيلية والذي عقد تحت عنوان "السلام الاجتماعي" أمس الجمعة وهو يتحدث عن أسباب العنف الديني في المجتمع أن ينطلق في حديثه وهو أحد المثقفين في مصر من منطلق المسؤولية والموضوعية التي تقضي بتحمل كل مسؤول وكل مؤسسة للتبعات الملقاة على عاتقها؛ فمن الأمور التي ينبغي التذكير بها اضطلاع الأزهر الشريف، ووزارة الثقافة والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام والكتاب والمبدعين مهام مواجهة العنف في المجتمع.

وأشار «عفيفي» إلى أن روح الإنصاف تقضي أن يذكر وزير الثقافة أن من أسباب انتشار العنف الديني في مصر هو تراجع بل غياب دور الثقافة في مناطق مهمة في مصر، لعل من أبرزها: المحافظات الحدودية كمطروح والمدن التابعة لتلك المحافظة، وفي حلايب وشلاتين وأبورماد وعدد كبير من مدن وقرى الصعيد، كما أنه من حق كل مواطن أن يسأل أين دور وزارة الثقافة في تلك المناطق، وما مظاهر نشاط الوزارة في ملف "العنف الديني".

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: أننا نود أن ننوه إلى قوافل التوعية التي يرسلها الأزهر الشريف إلى تلك المناطق وغيرها من مدن الجمهورية لأجل مواجهة العنف الذي يحاول التمترس بالدين، فنحن في الأزهر الشريف نعمل وفق خطة مدروسة لتوفير لجان الفتوى في جميع مدن الجمهورية قبل نهاية عام 2016 لمواجهة الفتاوى المضللة والمتشددة التي تحاول أن تضفي الشرعية على أعمال القتل والتفجير وغير ذلك، كما أنه سيتم عمل لجان فتوى بعد تنفيذ تلك الاستراتيجية في جميع قرى مصر من خلال توفير المقار في المعاهد الأزهرية.

وألمح إلى أن الخلفية العلمية التي تنطلق منها هذه الجهود تنبع من روح التعليم الأزهري الذي يرفض العنف ويواجه الفكر المتطرف من خلال المناهج العلمية التي ترسخ للتعددية الدينية والمذهبية الفكرية التي نهل من معينها أساطين الفكر ممن درسوا في الأزهر الشريف ونشروا علومه في الداخل والخارج؛ مما أكسب هذه المؤسسة ثقة العالم أجمع، مشيرًا إلى إننا لسنا بحاجة إلى سرد جهود الأزهر الشريف في هذا المجال، ولكن أين المؤسسة التي تصدت لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية ؟!!؛ فالأزهر كان بمثابة رأس الحربة في هذا المضمار.

ونبه على أن مناهج الأزهر هي صمام الأمان لمصر والعالم أجمع والتاريخ خير شاهد على ذلك وإلا فما تفسير إقبال دول العالم على الأزهر الشريف والوفود التي تأتي من مختلف الأقطار إلى مشيخة الأزهر وتطلب من الإمام الأكبر شيخ الأزهر دعمًا أزهريا لمواجهة العنف والتطرف.

واستطرد: إن انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري انزعاج في غير محله؛ فكان الأحرى به أن يذكر أن الأزهر هو الذي حمى مصر من العنف وهو الذي يواجه تياراته والدليل على ذلك موقف الأزهريين الرافض للعنف والإرهاب على مر التاريخ، لافتًا إلى أن التعليم الأزهري وقف ويقف في مواجهة الفكرالأحادي الذي لا يعترف بالتعددية وتجلياتها العقدية والمذهبية والفكرية، لأن الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي يواجه الفكر المتشدد والمدعوم بالتدفقات المالية التي تحاول الهيمنة على وسطية الأزهر؛ فلولا التعليم الأزهري لتلاشت روح الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي واحترام الآخر.

وشدد عفيفي على أن ما يبذله الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف لا يدركه إلا كل منصف وموضوعي، ولكن يبدو أن الهجوم على الأزهر أصبح بمثابة شهادة براءة وإعلان بعدم تحمل المسؤولية في مواجهة الإرهاب والعنف الذي بات يهدد سلامة الوطن، فلماذا لم يتحدث وزير الثقافة عن نصيب وزارته ومهامها في مواجهة العنف وأين الثقافة في المناطق النائية وما حظ المواطن في تلك المناطق من الثقافة.

من جانبه، وعلق الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، على تصريحات وزير الثقافة قائلاً: «إنه فى الوقت الذى يفخر فيه كل مصرى بالحفاوة العالمية بالأزهر وشيخه نرى وزير ثقافتنا فى مصر يتهم الأزهر بالعنف ويود تحجيمه وكأنه يقول للعالم لا تصدقوا أن مصر بها أزهر يحترم ولا ترسلوا أبناءكم لمصر الأزهر ولا أدرى كيف يبقى مثل هذا وزيرا مصريا يخدم مصر ويقدمها للعالم بهذه الصورة دون خجل».

بدوره، أكد الدكتور إسلام عبدالرءوف، المدرس بإعلام الأزهر، أن التصريحات الأخيرة للكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والتي ربط فيها بين التعليم الأزهري، والتطرف الديني، معصوبة العينين وغير دقيقة.

ولفت «عبد الرءوف» إلى أن الوزير ينظر من ثقب ضيق علي عكس ما ينبغي من شخصية بحجمه، فالأزهر لا يحتاج كل دقيقة للدفاع عن نفسه وكأنه متهم ولن أفعل هنا أيضًا، لكن عليه أن يتذكر تصريحاته السابقة والتي أشار فيها لجهود الأزهر في التجديد والتنسيق بين الأزهر ووزارة الثقافة في هذا الإطار.

وطالب من الوزير بأن ينظر إلى المرآة ويسأل نفسه كمسؤول عن حقيبة الثقافة في مصر، ما الذي قدمه في وزارته لمحاربة العنف المجتمعي والبلطجة والتطرف إذا كان الدين هو العقبة في سبيل تطوير وتنوير العقول فماذا فعلت في عهد "النمنم" السينما والفنون والكتاب وكل أذرع الثقافة في هذا المضمار علمًا بأن تلك الوسائل أساسية في تشكيل وجدان وعقول الشباب جنبًا إلي جنب مع المؤسسات الدينية.

واستكمل: لو سلمنا بأن الوزير يصل الليل بالنهار في سبيل النهوض بالمستوي الثقافي للمصريين وبالتالي تهذيب سلوكهم وممارساتهم، فأين النتائج الملموسة علي الأرض ضد أفلام البلطجة، وأغاني المهرجانات، والسلوك المنحرف في الشارع، وغياب الهوية الثقافية لدي الشباب المصري.

واختتم عبدالرءوف كلامه قائلًا: إن التطرف والعنف ليس نتاج التعليم الديني الأزهري ولكنه نتاج ثقافة المجتمع وانعكاس للفن وغياب الوعي والشعور بالهوية، وعلي الوزير أن يعلم أننا جميعًا في مركب واحد وأن عليه أن يطلع بدوره ودور وزارته بدلًا من الانتقاد السهل غير الدقيق لمؤسسة عملاقة بحجم وتاريخ الأزهر.

فيما دشن عدد من منتسبي الأزهر، حملة ضد وزير الثقافة وقاموا بعمل "كوميكسات" للوزير وهو يكرم طلبة الأزهر الأسبوع الماضى فى حفل أقامته وزارة الرى على هامش الإعلان عن نتائج مسابقة "النيل مستقبلنا " وفاز فيها 37 طالبا أزهريا.

ودشن عدد من أساتذة الأزهر الشريف والإداريين والموظفين، هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" بعنوان #لا_للإساءة_للأزهر_الشريف.

وجاء الهاشتاج بعد تصريحات صدرت عن الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، هاجم فيه التعليم الأزهرى ووصفه بأنه يصدر الإرهاب، وهو ما نفاه على الفور بعد موجة من الهجوم على صفحات التواصل الاجتماعى، مؤكدًا أنه لا يجرؤ أن يهاجم الأزهر.

وأكد أبناء الأزهر على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، رفضهم لأى هجوم على الأزهر ومناهجه، مؤكدين أنه مستمر منذ أكثر من ألف عام ينشر صحيح الدين ولا يعرف عنه طوال هذا الزمان أنه خرج إرهابيين أو متطرفين.

النمنم ينفي التصريحات:

نفى وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، ما نسب إليه مؤخرًا من تصريحات مناهضة للأزهر الشريف بأن التوغل في التعليم الأزهري تسبب في العنف ويجب إعادة النظر فيه.

وأكد «النمنم» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «منهج حياة» أن توغل العنف في مصر سببه جماعة الإخوان وليس الأزهر، منبهًا أن الكلام المنسوب إليه كذبٌ وافتراءٌ لا أساسَ له من الصحةِ، ويهدف مرجوه إلى تبرئِة الإخوان من العنف.

وأشار إلى أنه ألف كتابًا عام 2011، أكد فيه عنف الإخوان الجماعة الإرهابية، وأثنى فيه على الأزهر، وأطلق عليه اسم «الأزهر الشيخ والمشيخة»، لافتًا إلى أن له مؤلفات عدة في مواجهة الفكر المتطرف وسيد قطب.

ولفت إلى أن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، تواصل معى صباحًا عبر مكالمة هاتفية، وأكد لى أنه لا يصدق التصريحات المنسوبة إليّ كذبًا مؤكدًا أنه تربطه علاقة جيدة بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وألمح وزير الثقافة، إلى أنه كان ضمن المشاركين في وثائق الأزهر في عامي 2011 و2012، متسائلًا كيف أشارك معهم وأنا أهاجمهم، ولا أقبل منهجهم؟.

وأعرب «النمنم» عن احترامه الشديد للأزهر الشريف، مؤكدًا أنه يعرف تاريخه جيدًا ودوره المشرف عبر التاريخ، كاشفًا عن أنه أثنى في تصريحاته على الأزهر فى الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، ومع ذلك حرفه أحد لتبرئة الإخوان من العنف، منوهًا بأنه دافع عن الأزهر خلال كلمته، وأثنى على الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي ودوره في إرسال البعثات الأزهرية إلى الخارج.