الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ادخلوها قالعين !!


قديمًا قالوا "القوى عايب"، ويبدو أنهم كانوا على دراية بما سيصير إليه حالنا فى هذه المرحلة التاريخية الحرجة على كل من قال أنا أدين بدين محمد عليه الصلاة والسلام.

 فلا يكاد يمر يوم ولا يمضى أسبوع ولا يكتمل شهر إلا وتقرأ وتسمع عن انتهاك وابتذال لمسلم فى بلد راعي الحريات ومتحدثى الديمقراطية ورافعى شعار الإنسانية هى أسلوب حياتنا وحكمنا.

 فمن بلد الجن والملائكة كما نعتها رائد الفكر والعلم الأستاذ طه حسين رحمه الله، من باريس جاء الخبر الذى تنفر منه كل الجبلات وتشمئز من كل الكيانات الإنسانية حيث يقول الخبر مُطعمًا بصور تزيد من وقعه المخزى وقائع أخرى أكثر خزيًا يقول: "الشرطة الفرنسية تجبر فتاة مُحجبة على التخلص منه والظهور بالزى الشرعى الفرنسى"، والمحزن فى الخبر أن الفتاة عرضت عليهم أن تغادر الشاطئ ولا تنزل المياه، إلا أنهم أصروا أن تغادر الشاطىء أو تستمر فى البقاء وهى "خالعة هدومها".. ولن نتحدث عن معاناة الفتاة النفسية ولا عن حملات الشجب المسلمة المستضعفة، فقط سنقول ماذا لو كانت هذه السيدة على ديانة أخرى وكانت ترتدى زيًا مشابهًا لزى المأسوف عليها صاحبة الخبر، فهل كان يجرؤ أيًا من رجال الشرطة فى أى دولة أن تجبرها على التجرّد من ثوبها؟ وهل إذا حدث وأجبروها هل ستمر الواقعة مرور الكرام؟ وأيضًا هل سيصمت المسئولون فى بلدها كما صمت مَنْ فى بلد هذه المسلمة المنكسرة؟!!.

 واذا سألنا وتساءلنا: لماذا فرنسا؟ ولماذا تصعيدها المستمر ضد المسلمات؟ ستجد الإجابة كامنة فى الزحف الأفريقى على فرنسا والذى سيجعل من أوروبا فى عام 2050 قارة مسلمة السكان وفقاً للإحصائيات المستقبلية.. وأيضاً تجد سبباً آخر وهو أن الفرنسيين كشعب يُعد بأنه أكثر الشعوب التى تزوّج رجالها ونساءها من الأفارقة ونتج عن ذلك جيل عرقى يريد أن يثبت أفريقيته عن فرنسيته المُكتسبة.. وبين هذه التحليلات والتفسيرات تجد سببًا أقوى للامتهان الفرنسى لكل ما هو مُحجب عندهم ألا وهو سلوكياتنا كمسلمين، فقد شوهنا الإسلام بأفعالنا وفتوى المتشددين الإرهابيين الذين صوّروا المسلم على أنه جاحد جامد القلب، وأيضاً جعلوه قاتل ناقم على الحضارة الأوروبية واصفاً إياها بالمارقة الفاجرة التى لا يحب أن نتخذ رؤساءها أولياء لنا نحن المسلمين ورثة الجنة وهم الكفار أصحاب جهنم الخالدين.. ليس هذا فقط بل إن أصحاب الفتاوى ومتصدرى المشهد أظهروا المسلم بأنه رجل شهوات يتزوج بالأربعة ويأوى إليه أضعافاً مُضاعفة ممن ملكت يمينه ويسراه وشمائله؛ ليس هذا فقط بل إنهم صوّروه بأنه عندما يفجّر نفسه فهو شهيد تنتظره الحور العين السبعين أو أكثر..

ضع نفسك أنت مكان الأوربيين فهل كان منظورك ونظرتك للمسلم الذى يروّج له أتباعه بأنه مؤمن بهذه القيم وأنه مضطر للعيش فى بلد الفرنجة لظروف أجبر عليها، هل كنت ستتعامل معهم بطريقة «نورتوا بلدنا يابشوات» أعتقد أننا إذا أردنا أن نطالب بالاحترام فلابد أن نكون جديرين به أولاً.. وضع مثالاً لذلك ما تعمل به السلطات الكندية مع المُحجبات فى الشرطة فقد وفرت لهن زياً ولهن مطلق الحرية فى ارتدائه.

 كل ما ذكرناه يجعل المحللون يؤكدون أن فرنسا والغرب إذا ما استمروا بهذه السياسة التعسفية مع كل ما هو مسلم فهم سيعطون الفرصة كاملة للنازيين الإسلاميين الجُدد بأن يصبوا جام غضبهم على كل ما هو غربى، وعندما استنكرنا لفظة نازيين فكان الرد كل ما يحارب الإنسانية أياً كان دينه فهو نازى وهو أيضًا كمن قتل الناس جميعاً.. لمسلمينا السلام ولأوربا الأمان الذى لن يدوم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط