الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دبابات تركية في سوريا!!!


ما الذي تفعله تركيا في الأراضي السورية؟ ولماذا؟ هذا ما تكشفه لنا صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، الروسية، التي شرحت الأسباب وراء التواجد التركي العسكري في سوريا!

وما يحدث من عمليات عسكرية تعرف ب"درع الفرات" التركية في سوريا، تجري من دون تنسيق مع مجلس الأمن أو الحكومة السورية.

وتساءلت الصحيفة أنه كيف لدولة عضو في حلف "الناتو" أن تدخل بالدبابات إلى أراضي دولة ذات سيادة من دون موافقة مجلس الأمن الدولي أو حكومة دمشق الرسمية، بحجة محاربة "داعش"، وتبدأ عمليات عسكرية هناك وفقا لما تراه مناسبا؟!

ومع ذلك، يُعرب اللاعبون الرئيسيون في مسرح الشرق الأوسط عن قلقهم بتحفظ.. فمما لا شك فيه أن أنقرة اتفقت مع هؤلاء اللاعبين بشأن هذه العملية.. لكن هذا لا يعني أبدا أنهم جميعا راضون بحرب أردوغان الخاطفة في شمال سوريا، فمن الواضح جدا أنه يسعى لبلوغ أهدافه الخاصة، وأن محاربة "داعش" ليست الهدف الرئيس لهذه العملية.

وقد وجهت تركيا ضربتها الأولى إلى مدينة جرابلس التي كان يسيطر عليها "داعش"، حيث تمكن مقاتلو "المعارضة المعتدلة" من السيطرة على المدينة بدعم من القوات التركية وطيران التحالف الدولي خلال أقل من يوم.

وبرواية شهود عيان على ما يحدث داخل سوريا، يقولون أنهم يرون كيف يتم احتلال المدن في سوريا.. إذ تحاصَر المدينة أسابيع وأشهر وتتعرض لقصف مدفعي مكثف وبعد ذلك يتم احتلالها أو تستمر في المقاومة.. ولكن احتلال جرابلس عمليا تم دون مقاومة تذكر، حيث "رأينا مقاتلي المعارضة يلتقطون الصور التذكارية بملابسهم المموهة النظيفة".

وهنا يطرح السؤال نفسه، خاصة إذا تذكرنا قافلات صهاريج النفط التي كانت تنتقل بين سوريا وتركيا بانتظام ومن دون عوائق.. إذن، ماذا تريد أنقرة من هذه العملية؟

من بين الأهداف التي أعلنتها تركيا، مسألة وحدة الأراضي السورية.. ولكن هذا الأمر من النظرة الأولى فقط يبدو غير طبيعي، وذلك لأن من مصلحة تركيا عدم قيام دولة كردية موحدة بمحاذاة حدودها الجنوبية.. أي أن نقلة أردوغان المفاجئة دقت إسفينا بين كانتوني كوباني وعفرين اللذين كانا على وشك الالتحام بعضهما ببعض.

ومما لا يدع مجالا للشك، فإن الأتراك سيستمرون في توسيع منطقة نفوذهم.. ولكن هذا يتطلب التخلي عن علاقات الشراكة مع بعض الأطراف غير المأمونة الجانب من بين الزملاء في التحالف والتنظيمات.

ووفقا لرؤى سياسية، فلن يكون هذا الأمر مؤلما على غرار جرابلس.. لكن مقابل هذا، سيزيد الأتراك من دعمهم لـ "المتمردين" الذين يقاتلون ضد الأكراد، خاصة أن هذا يصب في مصلحة الأسد أيضا.. لأن دمشق تزعجها أيضا فكرة منح الحكم الذاتي للأكراد، حيث إن صدامات مسلحة وقعت بين القوات السورية والأكراد في مدينة الحسكة، ويمكن القول أن النزاع شيئا فشيئا يتخذ تدريجيا ملامح حرب لبنان "الجميع ضد الجميع".

لا يمكن أن ننسى حُلم تركيا القديم بإنشاء منطقة عازلة على امتداد حدودها مع سوريا، والذي بدأت عمليا بتحقيقه.. فأنقرة تضرب عصفورين بحجر واحد.. فمن جانب تؤجل إلى أمد غير محدد قيام كردستان بمحاذاة حدودها، ومن جانب آخر، تحقق حلمها بشأن منطقة عازلة يمكن أن تصبح مكانا لمعسكرات اللاجئين.

من كل قلبي: هذه طريقة جهنمية، من وجهة نظر الأتراك، للتخلص من اللاجئين الذين حوّلوا المحافظات في جنوب تركيا إلى معاقل للمجموعات الإجرامية والإرهابية.. كما يمكن أن تستخدم هذه المنطقة العازلة في إعداد وتدريب مقاتلي "المعارضة المعتدلة"، لأن أردوغان لم يتخل حتى الآن عن فكرة رحيل الأسد، على الرغم من المصالحة مع موسكو.. من النهاية، تركيا تحاول حل مشكلاتها الخاصة من وراء ستارة محاربة "داعش"!!!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط