الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"التعليم" تشعل الرأي العام بـ"إلغاء الميدتيرم".. التربويون : قرار عشوائي يعود بمدارسنا للخلف..وأولياء الأمور: الهلالي أثبت أنه ضدنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  • اتحاد المعلمين المصريين: الامتحانات الشهرية عبء على الأسرة و المعلم
  • خبير تربوي: إلغاء الميدتيرم دليل على عشوائية السياسة التعليمية
  • رضا مسعد: إلغاء "الميدترم" يؤكد أن "التعليم" تسير إلى الخلف

أعلنت وزارة التربية والتعليم اليوم، قرارا جديدا هز أرجاء مصر، حيث قررت إلغاء امتحان منتصف الفصل الدراسى (الميدترم)، واستبداله بثلاثة امتحانات لكل فصل دراسى بواقع امتحان لكل شهر: (شفهى، أنشطة مصاحبة، تحريرى، مواظبة وسلوك)، وتخصيص 40% من الدرجة الكلية لأعمال السنة، و60% للامتحان التحريرى فى نهاية الفصل الدراسى.

كما قررت إضافة التربية الرياضية والمجالات العملية (صناعى ـ زراعى ـ اقتصاد) فى المرحلة الإعدادية ضمن الأنشطة الأساسية فى الجدول المدرسى لجعلها جاذبة للطلاب، هذا بالإضافة إلى إضافة الكمبيوتر، وتكنولوجيا المعلومات ضمن الأنشطة الأساسية فى الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى، مع الالتزام بتفعيل البرامج العلاجية في جميع المواد الدراسية وعدم قصرها على اللغة العربية والانجليزية فقط، وذلك بداية من الصف الثانى الابتدائى حتى الصف الثانى الإعدادى.

بالإضافة إلى عقد امتحانات دور ثان لتلاميذ الصف الثانى الابتدائى الذين يرسبون فى امتحانات الدور الأول (فصل دراسى أول وثان)؛ لضمان تمكين الطلاب من القراءة والكتابة، وإجراء برامج علاجية لهم.

ومن جانبهم قابل المهتمون بالشأن التعليمي في مصر بما فيهم الخبراء التربويون وأولياء الأمور هذا القرار بحالة من الغضب والاستنكار، حيث أكد الدكتور احمد عبود، الوكيل السابق لكلية التربية بجامعة عين شمس، أن قرار إلغاء امتحانات الميدتيرم، واستبدالها بالامتحانات الشهرية، هو دليل واضح على أن مصر لا يوجد بها سياسة تعليمية ثابتة، حيث إنه مع تغيير المسئولين عن وزارة التربية والتعليم تتغير القرارات المطبقة في المنظومة التعليمية في مصر.

وقال "عبود" في تصريح خاص لموقع "صدى البلد": إن العملية التعليمية في مصر كلها تحتاج الى إعادة صياغة بدلا من هذه القرارات العشوائية التي يتم اتخاذها من جانب كل وزير يتولى وزارة التعليم، فهذه القرارات العشوائية ما هي إلا إجراءات سطحية لن تؤدي أبدا الى إصلاح المنظومة التعليمية في مصر.

وأضاف عبود: أن لدينا طلابا في مصر لا يذهبون الى المدارس إلا لأداء الواجب الروتيني أيام الامتحانات، حيث يذهبون للدروس لحفظ المقرر ليذهبوا يوم الامتحان لكتابة ما حفظوه طوال العام ثم ينسون كل ذلك بمجرد خروجهم من الامتحان، لافتا إلى أن عودة الامتحانات الشهرية قد يتم استخدامها في زيادة سلطة معلمي الدروس على الطلاب والأهالي، وهذا أمر غير مقبول بالمرة، قائلا: الوزارة عاملة زي الدكتور اللي عنده مريض جسمه كله جروح وقرر يعالج يديه فقط!".

كما أكد عبد الناصر إسماعيل المتحدث باسم اتحاد المعلمين المصريين،أن قرار العودة للامتحانات الشهرية في المدارس،لايختلف في حقيقة الأمر عن نظام التقويم ربع سنوى أو ما يعرف بالميدتيرم.

وأوضح "عبد الناصر" في تصريح لموقع "صدى البلد" أن جوهر الموضوع هو تقويم الطالب عن طريق الورقة الامتحانية سواء كانت ربع سنوى أو بصفة شهرية، مشيرا إلى أن الامتحانات الشهرية ستزيد العبء على الأسرة المصرية وعلى المعلم الذي سيتحول إلي أرشيف شهري لتخزين أوراق الامتحانات.

ونوه إلى أن فلسفة التقويم في المدارس المصرية نفسها تحتاج إلي النسف من الأساس،لأنها تتجاهل حقيقة أن لكل طالب ملكات ومستويات ذكاء خاصة به،وكل طالب يحتاج إلي بيئة تعليمية لاكتشافها وتنميتها، ولكن التعليم عندنا لا يهتم إلا بملكة وحيدة هي ملكة الحفظ عند الطلاب.

وأضاف أن كل ما تفعله الوزارة في أساليب الامتحانات هو تغيير الشكل فقط من أجل إيهام المواطنين أن ثمة تغييرا يحدث ، وهو غير صحيح.

وأكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، تحفظه على قرار إلغاء امتحان منتصف الفصل الدراسى "الميدتيرم"، والعودة لنظام الاختبارات الشهرية التحريرية (ثلاثة مرات فى كل فصل دراسى)، لأنه قرار غير واضح.

حيث أوضح مغيث في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" أن القرار لم يوضح ما إذا كانت تلك الامتحانات الشهرية ستضاف للمجموع أم لا، كما لم يوضح القرار الضمانات التي تضمن عدم تلاعب معلمي الدروس الخصوصية بدرجات تلك الامتحانات الشهرية للضغط على التلاميذ لأخذ دروس عندهم.

وقال "مغيث": أتمنى من الوزارة أن توضح هذه النقاط، مشيرًا إلى أنه يتفق جدا مع فكرة الجهد الموزع وليس الجهد الفجائي، بحيث تكون درجات الطالب موزعة على عمل لقاءات شهرية ومناظرات وأبحاث وامتحانات شهرية للطلاب، بدلا من الاعتماد على امتحان الترم فقط.

وأكد أحمد عطوة المتحدث باسم اتحاد شباب المعلمين ، انه يرفض قرار إلغاء امتحانات الميدتييرم و استبدالها بالامتحانات الشهرية ، قائلا: إن نظام امتحان الميدتيرم أفضل بكثير للطلاب والمعلمين.

حيث أوضح "عطوة " في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" أنه بالنسبة للمعلمين في المدارس ذات الكثافة المرتفعة في الفصول، سيكون تطبيق نظام الامتحانات الشهرية غاية في الصعوبة، حيث يتجاوز عدد الطلاب في الفصل في المرحلة الابتدائية الـ٧٠ طالبا، وكذلك الأمر في فصول الاعدادية، وهو ما يعني أنه أصبح مطلوبا من المعلم كل شهر سؤال الطلاب شفويا، مع عمل امتحان في نهاية الشهر، وتصحيحه ورصده، وهو ما يعد حملا كبيرا علي المعلمين، وسيتحول المعلم الى كاتب وراصد للدرجات ويفقد دوره التربوي والتعليمي، لأن أي متابع يقوم بالتفتيش على أعمال السنة والغياب أول شئ.

وأضاف "عطوة" أنه بالنسبة للطلاب فسيقع ظلما شديدا عليهم في أعمال السنة مع عودة نظام الامتحانات الشهرية، خاصة مع المعلمين معدومي الضمير وستزيد من الدروس الخصوصية، بل قد يلجأ الطلاب لأخذ درسين في كل مادة لضمان الدرجة النهائية في اعمال السنة.

اما عن رأي أولياء الأمور،  فقد أكدت هبة علام أدمن صفحة ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية، أنها ترفض بشدة قرار إلغاء امتحانات الميدترم واستبدالها بنظام الامتحانات الشهرية بالمدارس.

وقالت علام في تصريح لـ"صدى البلد" :" وزير التعليم بهذا القرار ضرب بكل مطالبنا عرض الحائط"، مشيرةً إلى أن أولياء الأمور كانوا يطالبون العام الماضي باستمرار تطبيق امتحانات الميدتيرم مع عدم امتحان الطلاب في نفس الاسئلة مرة اخرى في امتحانات نهاية التيرم، إلا أن الوزير قرر فجآة إلغاء امتاحات الميدترم بالمخالفة لمطالب أولياء الأمور.

وأضافت علام :" الوزارة ذكرت في بيانها اليوم بعد اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامع ، أنه سيتم إلغاء امتحان منتصف الفصل الدراسى، والالتزام باختبارات شهرية تحريرية (ثلاثة مرات فى كل فصل دراسى) ، دون ان يعي الوزير أن الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد لن تسمح بعمل 3 امتحانات في التيرم بسبب قصر مدة الفصل الدراسي ، وهو ما يؤكد ان القرار أصلا غير مدروس وقرارات الوزير ستضع مصائر الطلاب في يد معلمي الدروس".