الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حلم تنظيم عربي فاعل


كانت تجارب الوحدة العربية علي الرغم من تعددها إلا أنها كانت متباينة النتائج، وصادف معظمها النجاح المؤقت، وكان ذلك وفقا لمعطيات سياسية واستراتيجية معينة، فعلي سبيل المثال كانت تجربة الوحدة العربية وإن كان هناك من يشكك فيها في حرب أكتوبر 1973 نموذجا حيا علي النجاح المرحلي لتجارب الوحدة.

 لذلك كان لابد من التعرض للتنظيم العربي الذي كانت ولادته التاريخية مع دعوة النحاس باشا ورغبة غربية بالأساس جعلته يتشاور مع بعض القادة العرب للوصول إلي كيان عربي يجمع الدول العربية التي ستنال استقلالها وكان ذلك عام 1942 ، وأصبح بعد ذلك بسنوات قليلة هناك تنظيم قائم علي فكرة الكونفدرالية العربية التي يكون القرار فيها ملزما لمن يقبله فقط.

وعلي الرغم من التشابه بين التنظيم الوليد وهو جامعة الدول العربية وغيره من التنظيمات الإقليمية فقد كانت أهدافه تقوم علي توثيق الوحدة العربية وحماية استقلال الدول والحفاظ علي أمنها وسلامتها وتقوم علي مبادئ المساواة بين الدول الأعضاء وعدم التدخل في الشئون الداخلية لذات الدول والحفاظ علي مساعدتها.

 وتمتلك جامعة الدول هيكلا تنظيميا مشابها لمعظم التنظيمات الإقليمية وعلي الرغم من أن جامعة الدول العربية تمتلك شخصية قانونية مستقلة إلا أنها عانت ومازالت من صعوبات كثيرة وقرارات ليس لها الفاعلية عبر سنوات طويلة.

كانت هذه مقدمة واجبة لتعريف مختصر لهذا التنظيم ويصبح السؤال هل نشعر بأي انجازات علي الأرض لهذا التنظيم؟؟ واقع الحال يشير إلي أن الجامعة لم تستطع مواجهة المشكلات الممتدة للدول العربية وفلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا خير شاهد علي ذلك علي الرغم من اختلاف التناول لكل قضية من قضايا هذه الدول لدرجة أن هناك بعض الأصوات تنادي بنسف هذا التنظيم من الأساس.

 وأصوات أخري تنادي بالتغيير والتطوير وهي عملية يكتنفها صعوبات وتحديات عظيمة أولها امتلاك رغبة التغيير من الأساس والقصد هنا التغيير الفعلي وليس الهيكلي أو المؤسسي ولذلك نري ضرورة البعد عن المسميات ادراكا للفاعلية التي غابت عبر سنوات ويصبح السؤال هل يمكن تحقيق التغيير المأمول لهذا التنظيم؟.

والإجابة أن الأمل قائم إذا ما تم ذلك وفق مبادئ الفاعلية والإنجاز علي أرض الواقع والبعد عن التكريس الذي تم عبر سنوات طويلة لتصبح الجامعة منبرا للنخب السياسية والأنظمة فقط بعيدا عن أحلام الشعوب وتطلعاتها.

 لذلك لابد من تحقيق المشاركة الشعبية من خلال البرلمان العربي وفق آلية ديموقراطية تضمن التمثيل للشعوب العربية بمختلف فئاتها ليكون هذا المنبر صورة من الواقع للشعوب العربية وتطلعاتها التي غابت بفعل التركيز علي الشكل لا المضمون وبالتالي ضاع حلم الوحدة العربية الذي طال انتظاره علي الرغم من الجهد الذي بذل في تحقيق ذلك.

وكذلك لابد من أسبقية للوحدة الاقتصادية التي ستحقق نموا محتملا في النشاط الاقتصادي لكل دول التنظيم مع إخلاص النوايا والاستعانة بأهل العلم والقيادات التي تمتلك العقول الإبتكارية وليكن ذلك هدفا مرحليا واقعيا تأتي بعده أهداف أخري تتحقق بدلا من الأهداف التي تلامس السحاب ويصعب تحقيقها.

 وكذلك لابد من إدراك حقيقة مفادها أن القرارات لابد أن تكون ملزمة في حالة الأغلبية حتي لا تكون القرارات علي شكل توصيات كما هو الحال الآن.

 وأخيرا الدعوة إلي الوحدة العربية ومن قبلها الوحدة الأفريقية هي البداية الحقيقية نحو امتلاك ناصية القرار وعدم التبعية للغرب في معظم الدول النامية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط