الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحذير.. الأضحية المستوردة تخفي «معالم الذكورة».. والملح يزيد وزن الذبائح المصرية.. ومياه الشرب الملوثة تهدد «أضحية العيد» بالسرطان

الأضحية - أرشيفية
الأضحية - أرشيفية

  • الأضحية المستوردة:
  • أحيانا.. تخفي «معالم الذكورة» عند الرجال
  • نقيب الجزارين: "الأضحية الأسترالي" خطر
  • الأرجنتيني والبرازيلي أقرب لـ"اللحمة البلدي"
  • الأضحية المصري:
  • 15 كيلو"زيادة وهمية" في وزن الأضاحي بسبب "الملح"
  • كارثة.. 80% من مياه شرب الماشية "المصرية" تصيبها بالسرطان
  • "الكود المصري 2015" يحمي المواشي من مياه الشرب الملوثة
"التسمين".. على ماذا تغذت الأضحية حتى تسجل كل هذا الوزن الذي يتبارى بائعو الأضاحي للوصول إليه حتى يحققوا أعلى مبيعات؟!

فما هي إلا أيام قليلة وتحتفل الأمة الإسلامية والعربية بعيد الأضحى، ومن يمتلك الماشية "الأسمن" هو من سيبيع أكبر عدد ممكن لديه من الأضاحي، وهو ما يجعل هناك ضرورة كبيرة للبحث في هذا الملف والوقوف على الطرق التي يتم اللجوء لها في تسمين المواشي قبل موسم عيد الأضحى، وما إذا كانت طرقا صحية أم لا، وكيف تترك أثرها على صحة الإنسان، مع مراعاة الطرق التي تستخدم مع الأضحية المستوردة واختلافها عما يسمى "البلدي المصري".

التحقيق التالي يرصد يبحث الأمر

المستورد خطر على الرجال
في البداية، أكد الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أن لحوم المواشي المصرية آمنة تماما ولا يستطيع أحد التشكيك في صحتها، حيث تتغذى على الأعلاف الطبيعية، التي تتمثل في ذرة صفراء وصويا وبرسيم، وكلها أعلاف لا تؤثر إطلاقا على صحة الإنسان، مشيرًا إلى أن لحوم الماشية المصرية من أغلى اللحوم لأنها تتغذى على أعلاف طبيعية.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن المواشي والعجول التي تُستورد من الخارج تعتمد في تسمينها على الهرمونات التي يتم حقنها في جسم الماشية أو وضع كبسولات خلف الأذن، وأكد أنه تتم "هرمنة" المواشي لتسريع عملية النمو، ومن ثم الإسراع في البيع والربح.

وكشف سمير عن خطورة تسمين العجول المستوردة بهذه الطريقة التي تؤثر سلبا على صحة الإنسان، حيث تصيبه بأمراض السرطان، وكذلك إخفاء معالم الذكورة لدى الرجل، وهو ما يطلق عليه "أمراض العقم".

أغذية هرمونية
كما قال يوسف البسومي، نقيب الجزارين، إن هناك مدرستين في تغذية المواشي، الأولى تعتمد على الأغذية الهرمونية، وهي المدرسة الأكثر انتشارا في أمريكا وأستراليا وبعض دول أمريكا الجنوبية، مشيرا إلى أن تلك النوعية من التغذية تؤثر بالسلب على الصحة العامة للإنسان، وهو الأمر الذي دفع الحكومة المصرية لمنع استيراد العجول الأسترالية، التي تعتمد في تربيتها على الغذاء الهرموني.

وأضاف نقيب الجزارين: "أما المدرسة الثانية في تربية الماشية، فتعتمد على الأعلاف، التي تتكون من برسيم وذرة صفراء وبعض محفزات النمو، ومن هذه الدول مصر وبعض دول شرق الأدني والدول الأفريقية ومعظم الدول الأوروبية"، موضحا أن التربية الهرمونية تتميز بالإنتاجية العالية والتسمين السريع، ولكنها لحوم غير جيدة بل وتسبب للإنسان أمراضا كثيرة وتؤثر على الصحة العامة.

أفضل أنواع اللحوم
ولفت "البسومي" إلى أن اللحوم البرازيلية والأرجنتينية من أفضل اللحوم على مستوى العالم بل وتعادل "اللحمة البلدي" في جودتها، مشيرا إلى أن مصر ليس لديها إمكانيات في استخدام تقنية العلف الهرموني، لذا فإن اللحم البلدي الذي تتم تربيته داخل مصر يعد من أفضل اللحوم على مستوى العالم.

الأضحية المصرية.. "إديها ملح"
فيما أكد الدكتور عبد العزيز نور، أستاذ تغذية الحيوان والأسماك بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن تجار المواشي يستغلون موسم عيد الأضحى ويسعون لجني المزيد من الأرباح، لذا يلجأون لحيل لزيادة وزن الحيوان عند بيعه.

وقال "نور" إن التحايل والتلاعب في أوزان المواشي يندرج تحت قائمة "الغش" الذي يصعب مواجهته أو اكتشافه؛ إذ إنهم يقومون بتقديم المياه المالحة للحيوان ليظل يشرب فيزيد وزنه، وهذا لا يسبب أمراضا للحيوان وغير مضر على الإنسان، مع احتمالية وجود مواد بروتينية أخرى يتم إعطاؤها للحيوان لزيادة وزنه ولكن لا نستطيع الجزم بأنها تحمل أمراضا للحيوان أو الإنسان.

15 كيلو وهمية بسبب الملح
ولفت إلى أن إضافة الملح بكمية كبيرة لمياه شرب الحيوان تزيد وزن الخروف من كيلو إلى 2 كيلو والعجل حوالي 15 كيلو على وزنه الحقيقي.


"بيشرب صرف صحي!"
أكد الدكتور زغلول خضر، الباحث بمعهد بحوث الحيوان بالمنصورة، أن 80% من المياه التي يتم استخدامها في إنتاج الأعلاف أو كمياه شرب للحيوان مليئة بالعناصر الثقيلة مثل الحديد والرصاص والكاديوم، مشيرا إلى أن أصحاب مزارع الماشية يعتمدون على مياه المصارف والترع، وهو الأمر الذي يؤثر على صحة الحيوان ومناعته، حيث تترسب هذه العناصر الثقيلة في اللحوم واللبن.

وأوضح "خضر" أن أحدث الأبحاث في مجال صحة الحيوان أكدت أن المناطق الشمالية من جمهورية مصر العربية وبالتحديد أهالي منطقة المنزلة يعتمدون على مياه الصرف والترع في تلبية احتياجات الحيوانات والماشية من مياه شرب وأعلاف، لافتًا إلى أن العناصر الثقيلة التي تظهر مع لحوم وألبان الحيوان تسبب أمراضا سرطانية للحيوان ومن ثم تنتقل إلى الإنسان.

مسحوق اللحم
وقال الباحث بمعهد الحيوان بالمنصورة إن الفترة الماضية شهدت استخدام بعض المزارع لـ"مسحوق اللحم" - يتم تصنيعه من لحوم المواشي بعد إعدامها- في تغذية الماشية كبروتين حيواني، وهو ما تسبب في إصابة الماشية بمرض جنون البقر، الأمر الذي دفع الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة إلى إصدار قانون يجرم استخدام مسحوق اللحم حماية للماشية.

في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد نوفل، رئيس الإدارة المركزية للأراضي والمياه بوزارة الزراعة الأسبق، أنه من الخطر استخدام مياه الصرف الصحي أو الصرف الصناعي استخداما مباشرا سواء للحيوان أو الإنسان دون معالجتها، مشيرًا إلى أن تلك المياه بها مواد تؤثر بالسلب على صحة الإنسان والحيوان معا.

وأوضح رئيس الإدارة المركزية للأراضي والمياه الأسبق بوزارة الزراعة، أن الحكومة المصرية تمكنت من الوصول إلى تكنولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الصناعي في العام 2015 بالمركز المصري للبحوث بالدقي، ويطلق عليها اسم الكود المصري.

كود لتصنيف المياه
وقال "نوفل" إن الكود 2015 يصنف مياه الصرف المعالجة حسب مستوى معالجتها إلى أربع درجات : أ، ب، ح، ء، حيث تم تحديد هذه الدرجات بناءً على فعالية عمليات المعالجة التى تجرى على مياه الصرف الصحى الخام وصولًا إلى الحدود الدنيا المناظرة لعدد من المعايير الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية مثل تركيز المواد الصلبة العالقة بالمليجرام/لتر ودرجة العكارة وكمية الأكسجين الحيوى الممتص بالمليجرام/لتر والعدد الاحتمالى لبكتيريا ايشريشيا كولاى لكل 100 ملليمتر، وكذلك عدد بويضات النيماتودا المعوية/لتر.