الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر حائط صد المخططات الاستعمارية


لم تكن الأحداث التى شهدتها بلادى مصر، وبعض من البلدان العربية ، فى يناير من العام 2011، إلا جزءا من المخطط الاستعمارى الجديد ، الذى خططت وسعت له قوى الشر العالمية الجديدة ، من أجل فرض الهيمنة على المنطقة العربية ، والدول المحورية فيها ، لتعظيم مصالحها فى تلك الدول من ناحية ، وتأمين وجود الكيان الصهيونى من ناحية أخرى.

ومارست قوى الشر سياسة الضلال ، وروجت لممارسات فى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، فروجت لما أسمته "الربيع العربى" على أنه تظاهرات مطالبة بالديمقراطية ، ودعمتها بتمويل القوى الخفية المساندة لها، والتى ضللت بأنها قوى معارضة تطالب بالتحول الديمقراطى ، وزعمت أنها أنها تساند الديمقراطية ، فقدمت المال لقوى مالية وإعلامية أرادت أن تخدم الشيطان الأكبر فى تحقيق مراده بتقسيم المنطقة ، وخلق الحروب الأهلية والصراعات الداخلية لتفتيتها تحت مزاعم الديمقراطية ، وإزالة الأنظمة الفاسدة.

وما شهدته بعض الدول المحورية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، فى العام 2011 ، لم يكن إلا تنفيذا لمخطط تم وضعه عام 2005 ، والذى يمثل امتدادا لمخطط تقسيم العراق ، الذى بدأ منتصف تسعينيات القرن الماضى ، وتم تنفيذه فى عام 2003 بالاحتلال الأنجلوأمريكى لدولة الخلافة العباسية.

وقد نجح المستعمر الجديد فى الترويج لأسباب الغزو الأمريكى للعراق بحجج ثبت أنها كانت باطلة وذلك باعتراف من شاركوا فى الغزو ، ومن يخدمون الشيطان العالمى الأكبر ، وروجوا زورا وبهتانا أن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، حتى اتضح كذبهم وإفكهم ولكن بعد فوات الأوان وضياع العراق.

سعى المستعمر أيضا لترويج الأكاذيب عن الدول العربية ، كى يبرر ممارسات العنف والخراب والدمار التى شهدتها فى عام 2011 فقال زورا وبهتانا أيضا ان انظمة الحكم العربية فاسدة وتمتلك أرصدة مالية فى الخارج وأنه آن الأوان لتغيير خريطة الشرق الأوسط كى ينعم بالديمقراطية ، وساندتها فى ذلك قوى الشيطان والإرهاب.

وكما نجح المخطط الاستعمارى فى العراق فقد نجح فى بعض الدول العربية التى شهدت ما روج له بأنه ربيع عربى وانتهى الحال بها الى تقسيم واضح ودخول فى نفق مظلم مثل ليبيا واليمن ، غير أن الوضع مازال مستعصيا على المستعمر الجديد كما هو الحال فى سوريا الأبية.

ثم كانت بلادى مصر ، التى تمثل حائط صد ضد كل المخططات الاستعمارية ، القديم منها والجديد ، ليفشل المستعمر والشيطان العالمى الأكبر فى تنفيذ مخططه فيها ، وذلك لتوافر عوامل هامة تتمثل فى وحدة أغلب الشعب المصرى وقوته وصلابته فى مواجهة المؤامرات وإيمانه العميق بوطنه وثقته اللا محدودة فى قواته المسلحة والأمنية.

فنجح أبناء بلادى مصر فى كشف المخططات الاستعمارية ودحرها ، ونجح أبناء بلادى مصر،فى مواجهة قوى الارهاب التى أرادت أن تشن حربا ضد بلادى مصر بالوكالة، ولصالح قوى الاستعمار الجديد ، الذى لايريد لمصر ولا لدول المنطقة خيرا ، طالما تم تهديد مصالحه وأمن الكيان الصهيونى.

وعندما نجحت مصر فى إفشال المؤامرات الخارجية سلطت قوى الشر الارهاب الذى استخدم النار والاقتصاد كى ينخر فى جسد الدولة ، حتى تسقط وتخضع للشيطان الأكبر ، غير أن الشعب المصرى أكبر من أى مؤامرات وتاريخه حافل بالبطولات عبر قرون من الزمان.

وقد سبق وأن أوضحنا فى مقالات سابقة الأهداف الحقيقية لما يطلق عليه البعض "الربيع العربى" وهى الايضاحات التى لاقت رفضا من مؤيدى قوى الشر الاقليمية والعالمية ، غير أن ما قلناه صدقه كثير من النخب ودوائر صنع القرار فى أمريكا صاحبة النشاط والهدف الأكبر فى كل ما يحاك ضد المنطقة العربية ، والذين كان آخرهم "مارك لينس" استاذ العلوم السياسية بجامعة "ويليامز" الأمريكية ، الذى اعترف بأن بلاده دعمت البلدان التى شهدت ما اسماه "الربيع العربى" باسم الديمقراطية ، غير أن الإدارة الأمريكية اصطدمت بدول قال عنها أنها اجهضت التجربة الديمقراطية على حد قوله.

وقال "لينس" من بين ما قاله فى محاضرة له مؤخرا فى "مركز الاسلام والديمقراطية" فى تونس : "ان ادارة أوباما انحازت لقوى التغيير فى المنطقة ، واعتذرت عن مساندتها للديكتاتوريات طوال سنوات عديدة" ، وأكد أن بلاده ماضية فى سياستها بضرورة التغيير فى المنطقة وأنها لن تتراجع عنها والسبب كما قال وقد صدق فى ذلك هو "ان مصالح امريكا فى المنطقة مرتبطة بالوصول الى منابع النفط أولا وحماية اسرائيل ثانيا اضافة الى الأمن القومى الأمريكى" .. عند هذا الحد انتهى من الاقتباسات لتكون بمثابة شهادة شاهد من أهل قوى الاستعمار.

بلادى مصر إذن تمثل حائط صد ضد قوى وأهداف الاستعمار الجديد، وهو ما يفسر أسباب تعرضها لحروب مستمرة وتحت أشكال مختلفة، منها استهداف أبناء الجيش والشرطة، ومنها ضرب الدولة اقتصاديا، والتحريض الدولى ضدها ، وآلة الاعلام التى تخدم مصالح قوى الشر، غير أن بلادى مصر أقوى من كل ذلك بفضل شعبها وإرادته التى لا تلين.
-----------
*[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط