الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فشل عربى بأوليمبياد ريو دى جانيرو


اختتمت منذ أيام قليلة أول دورة ألعاب أوليمبية تقام فى قارة أمريكا الجنوبية، وبالتحديد فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، وسط نتائج مخيبة للآمال للدول العربية التى شاركت فى فعاليات الاوليمبياد، حيث جاءت حصيلة الميداليات متواضعه جدا مقارنة بعدد المشاركين العرب الذين بلغوا 268 رياضيًا، مثلوا أكثر من 20 دولة عربية فى مختلف الألعاب.

وعلى الرغم من هذا العدد للرياضيين العرب، الا ان نصيبهم من الميداليات رسميًا كان 14 ميدالية فقط، عبارة عن ذهبيتان وأربع فضيات وثماني برونزيات، حققتها ثماني دول فقط من بين جميع الدول العربية التى شاركت فى اوليمبياد ريو دى جانيرو.

تصدرت البحرين قائمة الدول العربية التي شاركت في الأوليمبياد، واحتلت المركز الأول بذهبية وفضية حققتهما لاعبتان من أصل كينى، فيما جاءت الأردن في المركز الثانى بذهبية وهى أول ميدالية في تاريخ مشاركات الأردن في الألعاب الأولمبية، وفى المركز الثالث جاءت الجزائر بفضتى العداء توفيق مخلوفى.

فيما احتلت قطر المركز الرابع بفضية واحدة حصدها لاعب سودانى الأصل، وتقاسمت مصر وتونس المركز الخامس بثلاث برونزيات لكل دولة، وحققت المغرب ميدالية برونزية، كما حصدت الإمارات برونزية بواسطة لاعب مولدافى الاصل، بجانب ميدالية ذهبية واخرى برونزية للكويتيين فهد الديحانى وعبدالله الرشيدى، لكنهما شاركا تحت مظلة العلم الأوليمبى بسبب إيقاف الكويت.

اللاعبون الأولمبيون من شتى بقاع العالم، حصدوا 918 ميدالية بمختلف الانواع، خلال الاولمبياد الأخير، وبذلك جاءت نسبة الميداليات التي حصدها اللاعبون الممثلون لدول العالم العربي 1.52% من مجموع الميداليات الكلّى، وهى نسبة ضئيلة بكل المقاييس، مما يعنى ان العرب فشلوا تمامًا خلال اوليمبياد ريو دى جانيرو.

فشل الدول العربية فى الاوليمبياد يرجع الى افتقار المؤسسات والهيئات الرياضية الى الخطط بعيدة المدى، على عكس الدول المتقدمة التى تقوم بوضع خطط طويلة المدى يتم تنفيذها بواسطة اى مسئول يتولى المسئولية داخل المؤسسات الرياضية، تلك الخطط التى من شأنها صناعة بطل اولمبى يستطيع المشاركة فى المحافل الدولية وحصد الميداليات بدلًا من الاعتماد على سياسة التجنيس مقابل الأموال التى لجأت اليها بعض الدول العربية مثل البحرين وقطر والامارات.

كذلك عدم اعتماد استراتيجية واضحة للكشف عن المواهب، من خلال استحداث منافسات ودوريات محلية فى الالعاب المختلفة خاصة فى المدارس والجامعات، الى جانب عدم الالتفات إلى أهمية إقامة أكاديميات رياضية متخصصة تكون مهمتها الاساسية صناعة ابطال حقيقيين.

من اسباب الفشل ايضًا المجاملات والمحسوبية والشللية داخل اللجان الاولمبية والاتحادات الرياضية التى من شأنها مشاركة لاعبين مقربين من المسئولين، دون وجه حق بدلًا من اختيار اللاعبين المميزين من أصحاب الكفاءة، كما ان تصفية الحسابات بين المسئولين باللجان الاولمبية والاتحادات الرياصية يؤدى حتما لفشل اللاعبين وهو ما يظهر بوضوح فى مصر وبعض الدول العربية الاخرى.

كذلك اعتماد ميزانيات ضخمة وصرف الملايين على الألعاب الجماعية التي يقدم لها عدد قليل من الميداليات مثل لعبة كرة القدم وكرة اليد، مع انها تفشل فشلًا ذريعًا، بدلًا من تخصيصها في الألعاب التي يقدم فيها عدد كبير من الميداليات، مثل ألعاب القوى والسباحة والجودو ورفع الأثقال والجمباز وهى الرياضات القادرة على زيادة رصيد العرب من الميداليات وتحسين سمعتهم في ميادين الرياضة العالمية والاوليمبية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط