الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العشرة الأُول من ذي الحجة.. أقسم الله بها في القرآن.. والعمل الصالح يضاعف ثوابه.. وصيام عرفة يكفر ذنوب سنتين

صدى البلد

  • البحوث الإسلامية:
  • الأيام العشرة الأول من ذي الحجة أفضل أيام الدهر
  • صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين
  • دار الإفتاء:
  • الأيام العشر من ذى الحجة ولياليها يضاعف فيها أجر العمل الصالح
  • يستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه


أعلنت المحكمة العليا السعودية بقرار رقم (87/هجري) الصادر اليوم أن يومَ الجمعة الموافق الثلاثين من شهر ذي القَعْدة لعام ألفٍ وأَربَعِمِائةٍ وسبعة وثلاثين من الهجرة الموافقَ الثاني من شهر سبتمبر لعام ألفينِ وستة عشر من الميلاد هو آخر أيام ذي القعدة، وأن يومَ السبت الثالث من شهر سبتمبر لعام ألفينِ وستة عشر من الميلاد هو أول أيام ذي الحجة.

ويستعرض «صدى البلد» آراء العلماء بشأن ما يستحب على المسلم فعله في الأيام العشرة الأول من ذي الحجة، وبرنامج الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأيام المباركة.

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأيام العشرة الأول من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، مشيرًا إلى أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله فيما سواه، والصيام فيها مستحب.

واستشهد «الجندي» لـ«صدى البلد» بحديث النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». وورد فى فضلها قول الله تعالى: «وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ».

وأشار إلى أنه ينبغي على المسلم أن يجهتد العمل في أيام العشر، بتجديد التوبة والعزم على ترك جميع الذنوب، والقيام بالواجبات وهو أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله، مستشهدًا بقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».

وتابع: أنه ينبغى على المسلم الإكثار من النوافل: «كالصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، الصيام، مضيفا أنه ورد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الحِجَّةِ، وَعَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَة أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ اثْنَيْنِ وَخَمِيسَيْنِ».أ خرجه أبو داود والنسائي وأحمد (وسنده صحيح).

وشدد على أنه ينبغي صيام يوم عرفة على الأخص، مستشهدًا بما روي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ».

واستطرد: أن ينبغي على المسلم أن يصلى العيد ويكثر من التكبير الذي يبدأ من يوم عرفة ويستمر إلى آخر أيام التشريق، وكذلك صلاة العيد والأضحية وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والتوسعة على الأبناء والتصدق على الفقراء والمساكين.

أفضل أيام الحياة:

وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن العلماء اختلفوا في مكانة العشر الأول من ذي الحجة عند الله سبحانه وتعالى، من العشر الأواخر من رمضان.

وأوضح «عويضة» أن العلماء اختلفوا فيما إذا كان العشر الأول من ذي الحجة مكانتها عند الله عز وجل كالعشر الأواخر من رمضان، وذكر هذا الخلاف الإمام ابن رجب، مشيرًا إلى أن بعض العلماء رجح أن العشر الأول من ذي الحجة أفضل من العشر الأخيرة من رمضان، لأن الله سبحانه وتعالى أقسم بها وهو جل وعلا لا يُقسم إلا بعظيم.

ونوه بأنهم استدلوا في ذلك، بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

وتابع: وجاءت كلمة «أيام» في نص حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- نكرة كما أنه وردت في سياق النفي، إذن هي أفضل من كل الأيام.

لياليها أيام شريفة ومفضلة:

قالت دار الإفتاء عن فضل الليالى العشر الأولى من ذى الحجة، إن الكثير من المفسرين والعلماء، أجمعوا على أن الليالى العشر التى ذكرت فى سورة الفجر، هى العشر من ذى الحجة.

وأضافت دار الإفتاء، أن الأيام العشر من ذى الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه.

وأكدت أن العمل الصالح فى أيام العشر من ذى الحجة، أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقى أيام السنة، وروى ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويعنى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء" رواه البخارى.

وحول صيام يوم عرفة، قالت دار الإفتاء: وروى أبو قتادة رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده"، رواه مسلم، فيصح صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذى الحجة، وصومه يكفر عامين، عام ماضى وعام مقبل، كما ورد فى الحديث.

ونبهت على أنه يحرم بالاتفاق صيام يوم العاشر من ذى الحجة، لأنه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، وهى 3 أيام بعد يوم النحر، لأن هذه الأيام منع صومها لحديث النبى صلى الله عليه وسلم عن أبى سعيد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر، البخارى ومسلم، وعن نبيشة الهذلى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل، رواه مسلم.

قص المضحي شعره:

ونوهت دار الإفتاء بأن جمهور العلماء على أن الأمر بالإمساك عن الشعر والأظافر في هذا الحديث محمول على الندب والاستحباب، لا على الحتم والإيجاب، بمعنى أن من أراد أن يضحي فإنه يُكره له الأخذ من شعره وأظفاره وكذا من سائر جسده، فإن فعل لا يكون آثمًا، إنما هو تارك للفضيلة فحسب.

واستكملت أما من لم يَعزم على الأضحية من أول شهر ذي الحجة بل ترك الأمر في ذلك معلقًا حتى يتيسر له أن يضحي فإنه لا يصدق عليه أنه مريد للتضحية، فلا يُكره في حقه أن يأخذ من شعره أو أظفاره أو سائر بدنه شيئًا حتى يعزم على الأضحية؛ فإن عزم استُحِبَّ في حقه أن يمسك عن الشعر وغيره من حين العزيمة.

وتابعت: أما من أراد الحج متمتعًا ولم يرد التضحية فإنه لا يُكره له الأخذ من شعره وأظفاره وسائر بدنه ما لم يُحرِم؛ لأن الأضحية تختلف عن هدي التمتع، فإذا دخل في الإحرام حَرُم عليه ذلك من حيث إنه من محظورات الإحرام، فإذا قضى عمرته وتحلل من إحرامه جاز له كل ما كان حرامًا عليه حال إحرامه بما في ذلك ما ورد في السؤال من أخذ شيء من شعره أو أظافره حتى يُحرِم مرة أخرى بالحج، فيعود ذلك كله محظورًا عليه.

واستطردت: فإذا أراد أن يجمع بين دم التمتع ودم الأضحية فيُسن له كما سبق الإمساك عن الأخذ من أشعاره وأظافره من أول ذي الحجة إلى أن يضحي، وحتى يُحَصِّلَ هذه السُّنَّةَ فعليه ألا يأخذ منها بعد تحلله من عمرة التمتع، باستثناء قص ما يحتاج إليه لإكمال نسك العمرة. وإنما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمُضَحِّي ذلك؛ ليكون متشبهًا بالحجيج في إمساكهم عن المذكور، فتتوحد الأمة قدر الإمكان في عبادتها ومناسكها ويتسلَّى قلب من حُرِم من الذهاب ببدنه للمشاعر المقدسة، ولتهفو روحه لها فيحج بروحه ما لم يحجه ببدنه.