الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد المطالبة بتدويل إدارة الحج.. الأزهر: فتنة نرفضها تمامًا.. وهاشم: دعوات مغرضة خارجة من أفواه مشبوهة

صدى البلد

هيئة كبار العلماء:
السعودية المختصة بتنظيم أمور الحج دون أيِّ تدخلٍ خارجيٍّ
يجب إبعاد أمور العبادات الشرعية عن الخلافات الطائفية والسياسية

أحمد عمر هاشم:
تدويل إدارة «الحرمين» خارجة من أفواه مشبوهة


تزايدت الضغوط الإيرانية مؤخرًا للمطالبة بتدويل إدارة الحرمين الشريفين، وجعل رعايتهما حقًا مشاعًا لكل الدول المنتسبة للإسلام، كما تزايدت المطالبة بإتاحة الفرصة لتلك الدول للمشاركة في حراسة الحرمين أمنيَّا وإفساح المجال لأهل المذاهب والفرق بممارسة طقوسهم فيهما حسب ما يعتقدونه.

وأعلنت إيران عن أن حجاجها «سيحرمون من الحج بسبب عراقيل السعودية»، بعد رفض بعثتها التوقيع على مذكرة تفاهم اقترحتها وزارة الحج السعودية بشأن مسئوليات وإجراءات الحج، يسرت فيها إصدار تأشيرات إلكترونية من داخل إيران، ورعاية مصالح حجاجها عبر تمثيل دبلوماسى بالسفارة السويسرية، إلا أنها رفضت إعطاء الحجاج حق التظاهر، أو أية مزايا خارج التنظيم العادى، تجنبًا للفوضى.

لماذا رفض الإيرانيون؟

قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، إن الإيرانيين طالبوا «بحق إجراء شبه مظاهرات، وأن يكون لهم مزايا خارج التنظيم العادي ستخلق فوضى خلال فترة الحج وهذا أمر غير مقبول».

من أبواب الفتنة:

وأكدت هيئة كبار العلماء رفضَها القاطعَ دعوات بعض القوى الإقليمية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة، واستهجانها استخدامَ أمور الدِّين والنعرة الطائفية؛ لتحقيق أهداف سياسية، كما أن هذا الطرح الغريب هو بابٌ جديدٌ من أبواب الفتنة يجب إغلاقه؛ فالمملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أيِّ تدخلٍ خارجيٍّ.

واستنكرت الهيئة أيَّ محاولة للزَّجِّ باسم "الأزهر الشريف" في هذه الدعوات المقيتة التي تحاول إعادة هذا الطرح إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن رفضته الأمة حين أُثير في سبعينيات القرن الماضي، محذرةً من الفتن وجميع الأفكار المُغرضة التي تعمل على تفكيك الأمة وهدم بنيانها وتمزيق أوصالها، والتي آخرها ظهور مَنْ يعلن عن تشكيل جيش طائفيٍّ داخل بعض أقطارنا العربية.

وتحيِّي هيئة كبار العلماء بالأزهر رُوح البذل والعطاء التي يتَّسم بها خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الشقيق، والتي تتجلَّى في رعاية المشاعر المقدسة، وخدمة حُجَّاج بيت الله الحرام، وتنظيم أداء المناسك، وتيسير أمورها، بما أفاء الله عليهم، وتسخير جميع إمكاناتها لتحقيق ذلك.

ونبهت على أنَّه مِن الواجب على الجميع، إبعاد أمور العبادات الشرعية، وأركان الدين الحنيف عن الخلافات الطائفية والسياسية أيًّا كانت؛ فإن تسييس الشَّعائر الدِّينيَّة لن يجلبَ خيرًا لأمتنا، وهي تجتاز هذا المنعطف الدقيق من تاريخها الموصول بإذن الله.

تدويل الحج لا علاقة له بالإسلام:

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، أن المملكة العربية السعودية تخدم الحجيج كل عام وتعتني بوفود الرحمن، وتقدم خدمات لا نظير لها، معلنًا رفضه القاطع لتدويل إدارة الحرمين الشريفين.

وأضاف أن هذا الطرح يمثل بابا جديدا من أبواب الفتنة يجب إغلاقه، مشيرًا إلى أنه لا يمت للدين أو الإسلام بأي صلة، مشيرًا إلى أن هذا الطرح هو أمر سياسي وراءه أفواه مشبوهة، وهي دعوات مغرضة لا أساس لها من الصحة، موضحًا أن السعودية تستخدم المناسك ما دامت على أرضها ولها السيادة عليها، فلا يصح أن يزاحمها أحد في ذلك.

جرائم الشيعة في الحرم

دأبت إيران على تسييس شعائر الحج ففي القرن الرابع الهجري:أدخلت الحملات الوحشية التي كان يقوم بها القرامطة على المدن القريبة والبعيدة الرّعب والهلع في نفوس المسلمين، وخصوصًا عمليات الإبادة والقتل الجماعي التي كان القرامطة يمارسونها، وبالأخصّ على قوافل الحجّ التي كانت تتعرّض دومًا لغارات وحملات من هذا النوع.

وكان الحجّاج الذين يمرّون بمناطق يُسيطر عليها القرامطة وخصوصًا القادمين من العراق، يتعرّضون لحملاتهم الوحشية، حتّى وصل الأمر إلى أنّه في سنة 263 و316 لم يتمكن أي من الحجّاج القادمين من العراق من أداء مراسم الحجّ في هاتين السنتين.

وصل الأمر إلى ذورة الخشونة والوحشية في سنة 317 فنتجت عنه فاجعة كبرى، وامتنع القرامطة على غير عادتهم من مهاجمة قوافل الحجّاج القادمين من العراق باتّجاه الديار المقدّسة، فوصلت القوافل ومنها قافلة العراق بقيادة منصور الديلمي سالمة إلى مكّة دون مضايقة تذكر، إلاّ أنَّ القرامطة بقيادة أبوطاهر الجنابي هاجموا الحجّاج يوم التروية في مكّة على حين غرة فقتلوا منهم جمعًا غفيرًا، وليس ذلك وحسب بل هجموا على أهل مكّة وعملوا منهم مذبحة مريعة وانتهكوا حرمة وقدسية المسجد الحرام.

ويذكر أنّ أبوطاهر هاجم الحجّاج وأهل مكّة على رأس (900) فارس بينما كان هو ثملا ممتشقًا حسامه على ظهر حصانه الذي تبوّل قريبًا من بيت الله الحرام37.

وينقل المؤرّخون أنَّ القرامطة قتلوا ما استطاعوا من الحجّاج وأهل مكّة، وهتكوا الحرمات ودنّسوا المقدّسات، فقتلوا ما يقارب (1700) نفس كان معظمهم متمسّكًا بأستار الكعبة، وكانت سيوف القرامطة تحصد رؤوس النّاس من الطائفين والمصلّين وحتّى الذين هربوا من بطشهم إلى الوديان والجبال، فكان النّاس يصيحون عليهم: أوَ تقتلون ضيوف الله؟ فكان القرامطة يجيبونهم: إنَّ من يخالف أوامر الله ليس بضيف له، ووصل عدد الذين قُتلوا في هذه الحملة الوحشية قرابة (30) ألف إنسان، ورمى القرامطة بجثث أكثر هؤلاء في بطن بئر زمزم ودُفن الكثير كذلك منهم دون أن يُغسلوا أو يكفّنوا.

وسرق القرامطة معظم الحلي والنفائس الموجودة في الكعبة ومن جملة ما سرقوا ستار الكعبة المشرّفة، وقلعوا بابها ثمّ عمدوا إلى ميزابها لقلعه وأرسلوا واحدًا منهم إلى سطح الكعبة لأجل ذلك إلاّ أنَّ المرسل لفعل ذلك سقط من على السطح وخرَّ ميّتًا في الحال، كما سرق القرامطة الحجر الأسود بعد أن قلعوه بواسطة مقلاع أو فأس وحملوه معهم إلى البحرين.

وقال ابن كثير أنَّ أبا طاهر هدَّم القبّة التي كانت موضوعة على رأس بئر زمزم، وهو الذي أمر رجاله بقلع باب الكعبة ونزع ستارها الذي قطعه إربًا إربًا ووزّعه على أصحابه، ثمّ أمر أحد رجاله بالصعود إلى سطح الكعبة لقلع ميزابها فلمّا سقط الرجل من أعلى السطح ومات انصرف أبوطاهر عن قلع الميزاب، وتوجّه إلى الحجر الأسود وأصدر أوامره إلى رجاله بإخراج الحجر، فعمد أحدهم إلى فأس وبدأ يضرب الحجر به وهو يقول: "أين الطيور الأبابيل، أين الحجارة من سجّيل" ولمّا قلعوا الحجر أخذوه ورحلوا إلى بلادهم.

وجاء في التكملة لتأريخ الطبري أنّ القرامطة سرقوا الحلي التي كان الخلفاء قد زيّنوا بها الكعبة وأخذوها معهم، ومن تلك الحلي «درّة اليتيم» التي كان وزنها أربعة عشر مثقالا من الذهب، وأفراط مارية وقرون كبش إبراهيم (عليه السلام) وعصا موسى والموزونة ذهبًا، وطبق ووشيعة من الذهب وسبعة عشر قنديلا من الفضّة وثلاثة محاريب فضيّة أقصر من الإنسان بقليل كانت موضوعة في صدر البيت.

وظلَّ القرامطة يرزحون في مكّة مدّة أحد عشر يومًا وقيل ستّة أيام وبرواية أخرى سبعة أيّام، ورجعوا بعدها إلى هجر مصطحبين معهم الحجر الأسود. ويقال: إن أربعين بعيرًا هلكوا حينما أرادوا حمل الحجر الأسود، وبقي مكانه في الكعبة خاليًا فكان النّاس يمسحون أيديهم بمكانه ويتبركون به.

وحمل القرامطة الحجر الأسود إلى الإحساء، ويدلّ ذلك على أن ما ذكرته المصادر التأريخيّة من أنَّ القرامطة حملوا الحجر الأسود إلى البحرين أو هجر هو صحيح إذ إنَّ منطقة واسعة من شمال الجزيرة العربية اليوم كانت تدعى بالبحرين أو الهجر حيث تقع الإحساء في داخل هذه المنطقة كذلك.

وخرج القرامطة من مكّة حاملين معهم الحجر الأسود والأموال التي غنموها من النّاس متوجّهين إلى هجر، تعقَّب "ابن محلب" أمير مكّة من قبل العبّاسيين القرامطة مع جمع من رجاله وطلب منهم ردّ الحجر الأسود إلى مكانه على أن يملّكهم جميع أموال رجاله، إلاّ أنَّ القرامطة رفضوا طلبه مما اضطرّه إلى محاربتهم حتّى قتل على أيديهم.

ويعتبر القرامطة أنفسهم جزءًا من الإسماعيلية، ولذا فقد خطب القرامطة في مكّة باسم عبيدالله المهدي وهو نفسه أبوعبيد الله المهدي الفاطمي العلوي الذي خرج في أفريقيا، ثم كتبوا إليه كلّ ما حدث في مكّة، فكتب عبيدالله المهدي جوابًا شديد اللهجة إلى أبوطاهر القرمطي يقول فيه: لقد اعترتني الدهشة والعجب من رسالتك التي بعثت بها إليَّ إذ تمنُّ فيها عليَّ بأنّك ارتكبت جرائم وحشية باسمنا في حرم الله وأهله، وفي مكان لم ترق فيه قطرة دم واحدة منذ الجاهلية، ولم يُهن أهله أو تُنتهك حرمهم فيه. بل وتجاوزت حدّك بأخذك الحجر الأسود الذي هو يدالله اليمنى في الأرض فاقتلعته وحملته إلى بلدك. فهل كنت تنتظر منّا الشكر والتقدير على عملك هذا لعنة الله عليك.

وظلّ الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة (22) سنة في البحرين، ولم تجد كل المحاولات والمساعي التي بذلها قطبا السياسة الإسلامية (أي القطب العبّاسي في بغداد والفاطمي في أفريقيا) من أجل الضغط على القرامطة وإجبارهم على إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخلفاء على القرامطة مبلغًا قدره (50) ألف دينار مقابل إرجاعهم للحجر الأسود، لكنّ القرامطة ظلّوا يخوضون في عنادهم.

ويقول ابن سنان الذي كان معاصرًا لتلك الأحداث: لقد عُرِضَت الكثير من الأموال على القرامطة كثمن لردّهم الحجر الأسود لكنّهم رفضوا كلّ تلك العروض، وكان السبب الحقيقي وراء امتثال القرامطة للأمر هو التهديد الذي وجّههُ المهدي العلوي الفاطمي إليهم ممّا أجبرهم على ردّ الحجر الأسود إلى مكّة ثانية.

وأرجع القرامطة الحجر الأسود إلى مكّة سنة (339) وقد حمله رجل من القرامطة يُدعى سنبر والذي يحتمل أن يكون حمو أبوسعيد القرمطي ويُقال إن الحجر الأسود حمل قبل إرجاعه إلى مكّة إلى الكوفة ونصب في العمود السابع لمسجد الكوفة حتّى يتسنّى للنّاس رؤيته، وقد كتب شقيق أبوطاهر رسالة جاء فيها: أخذناه بقدرة الله ورددناهُ بمشيئة الله.

تفجير الحرم المكي

حاول الشيعة عام 1986 من تفجير الكعبة والحرم المكي، حيث حطت طائرة حجاج إيرانية، وعندما تم تفتيشها من قبل رجال الجمارك تبين أن جميع ركابها الـ110 يُخبئون في قاعدة حقائبهم مادة شديدة الانفجار، وبعد التحقيق معهم اعترفوا أنهم كانوا يريدون تفجير الكعبة والحرم بكامله.

قتل الحجاج

تعتبر الجريمة الأشهر والأبشع عام 1987، تظاهر أفراد من الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع الحجاج الإيرانيين في موسم الحج وقصدوا منها قتل الحجاج وتدمير الممتلكات، ونتيجة الأعمال الغوغائية من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المحال والسيارات في الأماكن المقدسة وسد الطرقات أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم وأدى إلى الازدحام والفوضى.

وأدت هذه الفوضى إلى سقوط العشرات من النساء والأطفال والعجزة تحت أقدام المتظاهرين، مما جعل رجال الأمن يتصدون لهم ونتيجة للاشتباكات والمدافعات نتج التالي: مقتل 402 شخص 275 من الحجاج الإيرانيين، و85 من السعوديين ورجال الأمن، و45 حاجًا من بلدان أخرى، وعن إصابة 649 شخصًا 303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاج من بلدان أخرى، ومع ذلك لم يعترفوا كعاداتهم بالجريمة البشعة بل أظهروا أنفسهم بدور المظلومين كان عذرهم بأنهم يقومون بمظاهرة للبراءة من المشركين والكفار وإن السلطات السعودية واجهتهم بالقمع.

تفجيرات مكة

فشلت الخطة التخريبية للشيعة في عام ه1407 ومنع الإيرانيون من الحج فكان على إيران الاستعانة بأذنابها والطابور الخامس في الخليج المغرر، حيث فجرت مجموعة من الشيعة وجميعهم منتسبون إلى منظمة تسمى "السائرون على خط الإمام الخميني والمتفرعة من "حزب الله"، مكة المكرمة بجوار بيت الله الحرام، بعد أن تم تسليم المواد المتفجرة لهؤلاء الجناة، من قبل مسئول السفارة الإيرانية في دولة الكويت، ونتج عن هذه التفجيرات، قتل وجرح العديد من حجاج بيت الله الحرام وتم إلقاء القبض عليهم جميعا وتنفيذ حكم الله فيهم. وعلى الرغم من هذه الجريمة التي يقشعر لها الأبدان نجد تمجيد وتسميتهم بالشهداء من المغرر بهم.

غاز سام

في جريمة مرعبة عام 1410هـ أطلق أفراد من حزب الله الكويتي الشيعي الغاز السام في نفق المعيصم وكان فيه الآلاف من الحجاج مما أدى إلى مقتل خمسة آلاف حاج وجرح وإصابة العديد من الحجاج.