الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبيك اللهم لبيك


وقفت وسط ملايين الحجاج من كل الجنسيات فى ساحات الحرم المكي الشريف تركوا زينة الدنيا ومباهج الحياة..وجاءوا مبتغين وجه الله..شعث..غُبر..طائفين راكعين..ساجدين..ملبين مهللين ومكبرين..يسألون الله رحمته وغفرانه.

أربع أدوار من البشر..يطوفون في حالة من التوحد والحب الإلهي حول الكعبة التي تشتاق وتهفو إليها قلوبنا جميعا.. يدورون في كتلة بشرية واحدة مركزها الكعبة.. التي بدت في أجمل صورة وتزينت لاستقبال ضيوف الرحمن..بمجرد أن نظرت إليها للمرة الأولي ..شعرت برعشه ورهبة روحية لم اشعرها من قبل ..فهي المرة الأولي التي أحج فيها بيت الله الكريم..وجدتني في عالم أخر..أعيش بين يدي الله بكل مافي الكلمة من معني..أحدثه..أتضرع وأتوسل إليه وأبوح له بكل مافي نفسي وأدعوه بكل سكنات قلبي وروحي راجية أن يغفر لي كل ماتقدم من ذنبي.

هنا من وسط الحرم وأمام الكعبة، من أطهر بقعة علي وجه الأرض.. من مركز الكون وقبلة المسلمين..اسمع التلبية والدعاء بكل لغات العالم..مسلمين من كل الألوان والجنسيات..من أفريقيا..الصين..أفغانستان..باكستان..أمريكا..أوروبا.. وآسيا من كل بقاع الأرض جاءوا يسعون.

ومن هنا وسط الملايين الطائفين الخاشعين.. الراجين المتوسلين..عرفت لماذا يتآمرون علي المملكة العربية السعودية ولماذا يريد دعاة الفوضى والطائفية تحويل موسم الحج الأعظم الى فوضي وأن تسوده الفتن والمؤامرات.. فالمملكة تقف بالمرصاد لكل من تطاول علي الإسلام وكل من حاول مسه بسوء، وهي الحصن الحصين لصد دعاة الطائفية والتطرف والإرهاب.. ورغم نجاتها من فوضي الربيع العربي إلا أن المؤامرة عليها تزداد عنفا سواء من إيران التي تحلم بأن "تدول" تنظيم الحج وهي ترهات لايقبلها أي عاقل.

وجزء من مؤامرة دولية كبري تقودها أمريكا التي أقرمجلس نوابها يوم الجمعة أول أمس ،تشريعا يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية طلبا للتعويضات.. بعد أن أقر مجلس الشيوخ تشريع "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" بالإجماع في مايو الماضي..رغم كل ما فعلته السعودية من شجب وإدانة، وتبرأها من منفذي هذه الهجمات الوحشية الذين لايمتون إلي الاسلام بأي صلة .. لكن أمريكا أبدا لاتنسي مواقف السعودية التي تنحاز دائما لامتها العربية والاسلامية خاصة مصر..التي تربطها بها علاقات تاريخية وثيقة ..بداية من العدوان الثلاثي عام1956م.. حيث قدمت المملكة لمصر مائة مليون دولار.. بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي ..كما أعلنت التعبئة العامة لجنودها لمواجهة هذا العدوان مع اشقاءهم المصريين.

وبعد العدوان الإسرائيلي علي مصر وسوريا والأردن عام1967 توجه الملك فيصل بن عبد العزيز بنداء إلي الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلي جانب الدول الشقيقة المعتدي عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود واستمرت المساندة السعودية لمصر في حرب أكتوبر1973 ..فكان للمك فيصل موقف شجاع لن تنساه مصر ولا العرب حينما قاد معركة البترول وقطعه عن الغرب لخدمة حرب أكتوبر.

واستمرت السعودية في دعم ومساندة مصر دائما في المواقف الحاسمة ففي أعقاب 25 يناير2011 ..وثورة 30 يونيو2013 .. قدمت السعودية دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي لمصر لمواجهة المواقف المضادة للثورة وحظرت أنشطة الجماعات الإرهابية..وساندت ومازالت تساند الاقتصاد المصري بكل قوة .

ونظرا لمواقفها ومساندتها ودعمها لمصر وللعالم الاسلامي فالمؤامرة العالمية عليها كبيرة وقاسية خاصة من الناحية الإقتصادية ..فقد شاهدت بعيني العديد من المشروعات العملاقة حول الحرم وقد توقف العمل بها تماما نظرا لسوء الحالة الاقتصادية ..وهو ما يؤكده تقرير وكالة "بلومبرج" المتخصصة في الشؤون الاقتصادية الدولية..بأن المملكة تدرس إلغاء مشاريع بقيمة 260 مليار ريال سعودي "حوالي 69 مليار دولار" أغلبها يتعلق بقطاعات النقل والصحة والإسكان وتقليص نفقات وميزانيات عدد من الوزرات بعد تراجع أسعار النفط.

ويتوقع صندوق النقد الدولي إنخفاض الناتج المحلي بالمملكة إلى 10 بالمائة خلال عام 2017، وقد وصل عجز الموازنة إلى 16 بالمائة وهي أعلى نسبة بين أكبر 20 اقتصاد في العالم..وتتجه السعودية الي خفض الدعم على الوقود، وطرح حصة من أكبر شركات النفط بالمملكة "أرامكو" للبيع .

ومع كل تلك المؤامرات التي تديرها أكبر دول العالم ..أنظر حولي في الحرم الشريف وأشاهد ملايين البشر يدعون ويتوسلون.. فتطمئن نفسي إلي أن دولة ترعي حجيج الله وبها بيت الله لن يمسها بشر بسوء.

واستمر بالدعاء من علي عرفات اللهم اني أعوذ بك من غلبة الدين وشماتة الأعداء ..اللهم أحفظ امتنا من الطائفية والفتن والارهاب..ولاتجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم الهمنا الرشد والصواب وقنا عذاب النار ،اللهم إنى أعوذ بك من الظلم والظالمين، اللهم آمنا فى أوطاننا وقنا شر الكسل وكراهية العمل..الهم احفظ بلدي مصر وجيشها وقائدها.. وأمنها وسلمها من كل حاقد وكاره وكل من يريد بها شرا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط