الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب عرفات يطالب العرب بحل مشكلات الأمة.. ويحذر من رفع شعارات سياسية أو طائفية بالحرم.. ويدعو العلماء للم الشمل.. فيديو

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

  • خطيب عرفات :
  • لابد لقادة العرب استشعار المسئولية وحل مشكلات الأمة
  • الإسلام انفرد بنظام اقتصادي مميز يراعي حوائج الناس
  • الإسلام دين المعاملة والإنصاف والرحمة
  • يطالب الإعلام بالدفاع عن الإسلام وعدم إثارة البلبلة
  • رفع شعارات سياسية أو طائفية في الحرم «خط أحمر»

قال الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام والمشرف على شئون الحرمين الشريفين، إن الإسلام هو دين الحق، مؤكدًا أن الله لا يقبل دينًا غيره، وجاء ليحث الناس على الخير والصلاح، وانفرد بنظام اقتصادي مميز يراعي حوائج الناس. 

وأضاف "السديس" خلال إلقائه خطبة عرفات، اليوم الأحد، وسط ملايين من حجاج بيت الله الحرام: "لقد وقف نبيكم هذا الموقف،  وخطب عليه الصلاة والسلام خطبة، أرسى فيها قواعد الاسلام وهدم مبادئ الجاهلية، خطب الناس وودعهم بعد أن استقر التشريع وكمل الدين". 

وتابع: "لقد ألقى النبي الكريم في هذا اليوم المبارك كلمات جامعة موجزة ترسخ مبادئ الدين، وتثبت أصول الديانة والشريعة، ونبّه بالقضايا الكبرى على الجزيئات الصغري". 

واستطرد قائلًا إن الاسلام أوصى بالمرأة المسلمة خيرًا وأبان حقوقها وواجباتها وما لها وما عليها، وأنه بني على أن الناس متساوون في التكاليف ولا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى، وأن الإسلام انفرد بنظامه الاقتصادي المتميز الذي راعى حوائج الناس بطبقاتهم وطوائفهم.

وأوضح "إمام المسجد الحرام"، أن لقاعدة التكافل الإسلامي مكانة بارزة في المجتمع المسلم، لا تقف عند النفع المادي فقط ولكن تمتد إلى النفع المعنوي، مشيرًا إلى أن الرسول الكريم حث على حق الجوار، وحق النفس، وصان الدماء، داعيًا القادة العرب إلى استشعار مسؤولياتهم ومعالجة المشكلات التي تعاني منها الأمة الإسلامية. 

وأضاف "السديس": "لقد جاء الإسلام بالمنهج الوسط القائم على حفظ المصالح، ودعا إلى البناء والتنمية، ونهى عن مسالك الفساد والإفساد، وجعل مصالح الأمة فوق كل المصالح ونهى عن التعدي عليها". 

وتابع قائلًا: إن "أمتنا الإسلامية اليوم تمر بظروف صعبة تلتزم منا شعوبًا وقادة تضامنًا في قلوبنا ومشاعرنا وتنسيقًا في مواقفنا وتصوراتنا لمواجهة مشكلاتنا، وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصي وأهالي سوريا والعراق واليمن وليبيا"، مُضيفا: "أننا أحوج ما نكون إلى الحوار طريقا لمناقشة قضايانا والتناصح بالخير سبيل لتعزيز أخوتنا، وعلينا جميعًا أن نُدرك أن إصلاح مجتمعاتنا وحفظ أمن أمتنا وصيانة مقدراتنا، منوط بتعاون الشعوب مع قادتهم، والرعايا مع رعاتهم". 

وشدد "على القادة العرب المسلمين أن يستشعروا عظة الامانة والمسئولية وعليهم معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف لرفع الظلم عن المظلومين".

وأكد "إمام المسجد الحرام"، على أن الإسلام أرسي قيمة العدل، ففي العدل قوام البشرية وصلاحها وسعادتها، وبالعدل يكثر الخير ويعم النماء وتطمئن نفوس الناس".

وأضاف: "ديننا هو دين المعاملة والانصاف والرحمة، وانتشر الإسلام من خلال المُعاملة الحسنة التي أسَّسها الإسلام واتصف بها أبناؤه، وإن القدوة الصالحة الحسنة أمر بالغ الأهمية في انتشار الاسلام".

وتابع: "أيها الشباب المسلم إن من عظيم ما ابتلي به العالم في عصرنا هذا صور من الاإساد في الأرض، متمثلة في آفة الإرهاب الذي عم شرّه في أمم شتى وأعراق مختلفة ومذاهب متعددة"، والذي لا يمكن أن ينسب إلى أمة أو دين أو ثقافة أو وطن أو تلصق بالاسلام ما ابتليت به أمة الاسلام من بعض أبنائها وشبابها الذين أغوتهم الشياطين وصرفتهم عن منهج الاسلام المعتدل".

واستطرد: "لقد كفروا المسلمين واستباحوا دماءهم المعصومة وسعوا في الأرض فسادا وروعوا الآمنين من المسلمين وغير المسلمين.

ووجه "الخطيب"، رسالة للشباب، قائلا: "ياشباب الإسلام أنتم عماد الأمة ومستقبلها، فاحذورا كل طريق يوصل إلى اختراق الصف وتفريق الأمة، فاحيطوا أنفسكم يرعاكم الله بسلاح العلم والمعرفة وارجعوا إلى علماء الأمة وخذوا النصيحة، وأظهروا للعالم محاسن دينكم وكونوا خير قدوة ووجهوا طاقتكم لما فيه خير أمتكم".

واستكمل، إن الأخلاق الكريمة هي جوهر الرسالات السماوية، وتربية النفس على الأخلاق القويمة، وإن بعض مجتمعات المسلمين، اليوم تعاني من انفكاك كبير بين قيمها وسلوك أفرادها، لهذا كان عليكم أيها الآباء مسئولية عظيمة في تربية النشء على فضائل الأخلاق".

ووجّه "السديس"، لعلماء المسلمين قائلا: "علماء الإسلام أنتم ورثة الأنبياء وحملة الرسالة فلا تكونوا سببًا في تفريق الأمة تكلموا بالحق ولا تكلموا بالباطل، بصروا الناس، وأفتوهم بشرع الله، فدين الله وسط، خذوا الناس بالتيسير ورفع الحرج، كونوا قدوة حسنة، وليكن الحوار بالحسنى وسيلتكم، تبصير الناس بالحق ونفعهم هدفكم وغايتكم وتبصير الناس".

وتابع: "يارجال الاعلام وأرباب مواقع الاتصال، عليكم تسخير الإعلام ووسائله في نصرة الدين والدفاع عن الإسلام وبيان محاسنه ومصداقية الحرف، وأمانة الكلمة والتزام الحقيقة والموضوعية والبعد عن الإثارة والبلبلة اجعلوها تبني ولا تهدم تقوى ولا تفرق".

قال "المسجد الحرام والمشرف على شئون الحرمين الشريفين"، إن الله اختص هذا البلد الحرام بخصائص ليست في غيره، فهو "آمن إلى يوم القيامة، ومن دخله كان آمنا وهو دعوة إبراهيم عليه السلام"، مُضيفا: "ها أنتم حجاج بيت الله الحرام قدمتم إلى بيت الله الحرام هذا البيت آمن بأمان الله، وحرام بتحريم الله، فاحذروا الإخلال بأمنه وعظموا شعائره". 

وأضاف: "احذروا تكدير صفو شعائره ومشاعره، ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"، مُشددًا على أن أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو طائفية".

واختتمت خطبته بالدعاء للملك سلمان بن العزيز، وجميع القيادات القائمة على تأمين حجاج بيت الله الحرام، وتوفير سبل الراحة والأمان للوافدين.