الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"كفوف المصريين" بدماء الأضاحي على "الحيطان".. معتقدات قديمة بإبعادها للجن والحسد.. وخبراء: موروثات من الأمية و"بدعة"

كفوف المصريين بدماء
كفوف المصريين بدماء الأضحية - أرشيفية

خبراء:
أستاذ عقيدة:
تلطيخ الجدران بدم الأضحية «بدعة»
خبير:
ذبح الأضاحي في الشوارع يصيب الأطفال بأمراض نفسية
خبير:
«التخميس بدم الأضحية» معتقد شعبي مرتبط بالسحر

هناك بعض العادات والمظاهر لا تجدها في مكان آخر سوى على أرض المحروسة، ومن بين تلك المظاهر "غمس اليد في دم الاضحية" وتلطيخ الجدران به.

عادات يتوارثها المصريون على مدار القرون لإعتقادهم بأنها تبعد الحسد وتجلب الرزق وتبعد الشيطان.

هذا الأمر الذي طرح تساؤلًا حول أسباب تمسك المصريين بهذه العادة، وما حكمها في الدين الإسلامي، وهل هناك علاقة بينها وبين إبعاد الجن ...

السطور القادمة تجيب عن ذلك..

ليس في السنة

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد الأنصاري، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، إن تلطيخ الجدران بدم الذبيحة، يعد من البدع والمحدثات التي ليس لها مستند شرعي، ولم يعلم عن أحد من السلف فعله لذلك، مشيرا إلى أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

وأضاف "الأنصاري" في تصريح لـ"صدى البلد" أن هذا الفعل في بعض البلدان يقترن معه اعتقاد خاطئ، وهو أن إراقة الدماء على الجدران وتلطيخها به قربة إلى الجن لتدفع عن صاحب البيت الأذى، لافتا إلى أن هذا كله من الضلالات التي يجب على المسلم الابتعاد والتخلص منها، لها.

وأوضح أن الذبح بنية الوقاية من العين والحسد، وفعلها في تلك الحال بدعة منكرة، يجب على المسلم تركها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك لدفع العين والحسد، وإنما شرع لنا الرقية، وقراءة المعوذتين، والأدعية، والصدقة، والإحسان، وما شابه، وأيضًا؛ فإن الله تعالى هو الذي يدفع الشر عن خلقه؛ قال تعالى"وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو".

أمية ثقافية

ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالجامعة الأمريكية، إن عملية ذبح الأضاحي واستخدام دمائها من قبل البعض لـ"التخميس" على السيارات او المنازل أو غيرها من الاشياء مرتبط بالأمية التعليمية والثقافية.

وأضاف"صادق" في تصريح لـ"صدى البلد" أن البعض يعتقد أن "التخميس" بدماء الاضاحي على السيارات والمنازل والأطفال كما يحدث في بعض المحافظات وغيرها تحمي النفس من شر العين، وأن من لم يقم بتلك الخرافات قد يصيبه الحسد لعدم قيامه بذل، مشيرا إلى ان تواجد تلك العادات مرتبط بالأمية التعليمية والأمية الثقافية.

واوضح ان عملية الذبح التي تتم في الشوارع امام المارة قد تسبب أزمات نفسية للأطفال مستقبلا، لأن الطفل ربما يكون قد تعود لعدة أيام على الاضحية التي جلبها والده ويفاجأ بذبح الحيوان أمام عينه مما يرسخ الخوف داخله على عكس ما يعتقد البعض بأن ذلك يجعل الطفل صاحب قلب قويا.

حماية من العين

وفي السياق ذاته، قال الدكتور مصطفى جاد، وكيل المعهد العالي للفنون الشعبية، إن عملية "التخميس" بدماء الأضاحي التي يقوم بها بعض المواطنين، مرتبط بمعتقد شعبي موروث لحمايته من العين الشريرة والحسد والسحر.

وأضاف "جاد" في تصريح لـ"صدى البلد" أن ذلك الفعل يعود لأساطير قديمة قائمة على اعتقاد البعض أن له مفعولا سحريا بكف اليد في إبعاد الضرر، لافتا إلى أن ارتباط الدم بعملية التخميس والتلطيخ تأتي كاحد أشكال ذلك المعتقد باعتبار أنه شريان الحياة، مثل عمل شكل لإبعاد العين من الفضة أو النحاس.

وأوضح أن الجزارين أنفسهم لديهم معتقد بقطعة لحم داخل الذبيحة على شكل مثلث ويتحاشى أن يلقيها إلا بعد خدشها، لأنه يعتقد أن القائمين على الأعمال السحرية يستخدمونها في تلك الأعمال.