الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عم "هـلال" الحارس الأمين لرواد كورنيش النيل بقنا: أعمل بلا أجر.. وعيني لا تغفل عن مراقبة الشاطئ

صدى البلد

  • عم هـلال:
  • عملى فى نهر النيل حولنى إلى حارس لرواد الكورنيش
  • أعمل منقذ بلا أجر على كورنيش النيل بقنا
  • عيني لا تغفل عن مراقبة الشاطئ خوفًا على الأطفال


بمجرد دخولك لكورنيش النيل بمدينة قنا، تجد "عم هلال" واقفًا يتلفت يمينًا ويسارًا فى مياه النيل، يظن الكثير من رواد الكورنيش أن هناك شىء ما داخل المياه، إلا أن الرجل الذى لا تغفل عينيه عن مراقبة الشاطئ حتى أثناء إجراء الحوار معه، رغم أنه ليس مكلفًا بهذا العمل، اعتاد على مراقبة الشاطئ ونهر النيل بمنطقة الكورنيش خوفًا على الأطفال من السقوط فى نهر النيل، وحتى يتمكن من إنقاذ أى شخص فى الوقت المناسب حال تعرضه للغرق.

سنوات عمره التى تجاوزت الخمسين على شاطئ نهر النيل، جعلت عم "هلال"يحظى بمكانة وخبرة فى التعامل مع الغرقى من البشر أو المراكب، لدرجة أن البعض لقبه بـ" الحارس الأمين" وآخرين لقبوه بـ" المنقذ" لما قام به من جهود فى إنقاذ الكثير من الأشخاص واستخراج الغرقى سواء بمساعدة قوات الإنقاذ أو بمساعده أبنائه الذين يعملون معه فى نفس المهنة، فيما يعتبره البعض منقذ بلا أجر لأنه يترك عمله ومشاغله من أجل استخراج غريق بلا مقابل.

يقول هلال عبدالوهاب محمد وشهرته هلال مخلوف صاحب الـ 57 ربيعًا من أبناء قرية" الحميدات" أعمل فى مهنة المراكبى منذ طفولتى، فقد أخذني والدي معه للعمل فى مهنة الصيد بنهر النيل منذ أن كان عمرى 3 سنوات، ومن يومها وأنا فى نهر النيل ما بين الصيد أو تشغيل المراكب النيلية كنزهة لرواد الكورنيش فى الفترة الأخيرة.

يضيف عم هلال، مثلما توارثت هذه المهنة عن آبائى و أجدادى، أحاول دائمًا توريثها لأبنائى لأنها خير كبير أكرمنا الله به، و أتوجه إلى أى مكان فى محافظة قنا يطلبنى فيه الناس لاستخراج غريق دون مقابل ، فقد توجهت لأكثر من مكان مختلف فى قنا للمساعدة فى استخراج غرقى فى النيل، وتمكنت فى حالات كثيرة من انتشال جثث عجزت جهود كثيرة عن استخراجها، ولا فرق لدى فى هذا الأمر بين مسلم أو مسيحى، فالكل سواء بالنسبة لى.

يستطرد عم هلال، قد يستغرق استخراج جثة بعض الغرقى أيام طويلة، لا يرتاح لى بال حتى يتم استخراجه، و معظم أعمال انتشال الغرقى تتم بالتنسيق والتعاون مع قوات الإنقاذ النهرى التى تعتمد علينا بشكل كبير فى هذا الأمر، كما أن الأمر لا يقتصر على إخراج الغرقى من البشر، لكن يمتد للمساعدة فى استخراج اللنشات أو المراكب الغارقة كما حدث مع صندل الفوسفات الذى غرق أمام الكورنيش منذ عام.

يتابع عم هلال قائلا: فى فترة الأعياد عينى لا تغفل أبدًا عن مراقبة النيل بمنطقة الكورنيش، لكثيرة عدد المترددين على الكورنيش خلال أيام الأعياد لاستقلال المراكب النيلية والاستمتاع بمنظر النيل.