الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم.. ذكرى رحيل إحدى علامات الموسيقى بليغ حمدي

صدى البلد

  • اقتحم مبني التلفيزيون فى 6 أكتوبر 1973 ليشارك فى الانتصار العظيم بالوتر والجيتار
  • الرائعة عزيزة جلال كانت تنتظره أمام منزله بالأسابيع لتحلين أغنيتها
  • اكتشفه محمد فوزى وقدمته أم كلثوم لعالم الشهرة واستعان به العندليب
  • افترسه المرض اللعين بعد أغنية الوداع "بودعك" وكأنه يكتب مشهد نهاية ملحن بارع


يمر اليوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدي، والذي ولد فى 7 اكتوبر 1931 بحى شبرا بالقاهرة، ورحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم الموافق 12 سبتمبر 1993، فى لندن بعد معاناة مع مرض سرطان الكبد.

اسم بليغ حمدي في عالم الموسيقي والغناء والتلحين "ماركة مسجلة"، وهو احد أبرز الملحنين في تاريخ الأغنية المصرية والعربية، كان عملاقًا في عصر العمالقة تفوق علي نفسه ليسطر مئات الروائع الغنائية، اشتهر بتلحين كافة أنواع الغناء، الأغنية الطويلة والقصيرة والشعبيات والوطنيات والأغاني الدينية والمسرح الغنائى.

علي مدي 36 عامًا هي عمره الفني، لحن روائع لا حصر لها، ومن الصعب إحصاؤها، أثبت جدارته، عرفه الناس من أوائل ألحانه "تخونوه" التي غناها العندليب عبدالحليم حافظ 1957 في فيلم "الوسادة الخالية" لإحسان عبد القدوس، وكان عمره في ذلك الوقت لا يتجاوز 23 عامًا.

التحق بليغ بكلية الحقوق في نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي، أقنع محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية وقتها بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات. لكن تفكيره كان متجها صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل تبعتها أغنية "ما تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد . توطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي ، الذى أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة "مصر فون" التي كان يملكها.

ولكن بداية شهرته الحقيقية في 1960 حينما لحن لكوكب الشرق أم كلثوم "حب إيه" بعدها أصبح بليغ حمدي أحد عمالقة التلحين في مصر والعالم العربي، ليبدأ مشوار تألق استمر حتي وفاته في مرحلة الستينيات، لحن لأم كلثوم العديد من الأغنيات في تلك الحقبة، منها "حياتى عذاب وأنساك وكل ليلة وظلمنا الحب وكل يوم وبعيد عنك وفات الميعاد وألف ليلة وليلة وسيرة الحب".

رغم هذا النجاح والتألق الشديد لبليغ في حقبة الستينيات، كانت مرحلة السبعينيات الأكثر توهجًا في حياته، لحن لأم كلثوم الحب كله وحكم علينا الهوي آخر أغنياته.

وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ "تخونوه" . كما لحن للعندليب في تلك الحقبة، أغنيات جانا الهوي وأعز الناس وعلي حسب وداد وسواح والهوي هوايا والوطنيات والمسيح وعدي النهار والبندقية اتكملت". وبعد وفاة العندليب بـ 4 سنوات وبالتحديد في ربيع 1981 ظهرت قصيدة "حبيبتي من تكون" تأليف خالد بن سعود.

ولا ننسي ما فعله مع المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي في منتصف الستينيات والروائع الغنائية الخالدة "عدوية وتحت الشجر يا وهيبة وميتا أشوفك" والتى اكتسح بهم "رشدى" الأغنية الشعبية في ذلك الوقت بفضل الثلاثي بليغ وعبدالرحمن الأبنودي.

تنوعت نوعية ألحان بليغ حمدي ما بين الشعبية الرومانسية والوطنية الحماسية، يعد الفنان محمد فوزي هو اول من قدم بليغ حمدي لام كلثوم، تعاون بليغ مع الفنانه شادية في عده أعمال خالده وأيضا مع الفنانه نجاة وقدم لها عده أغان رائعه، وكان للفنانه صباح نصيب كبير وأيضا عزيزة جلال التى غنت من ألحان بليغ حمدي "مستنياك" وقدم لها حرمت الحب عليه.

أما مع مطربة الجيل ميادة الحناوي فقد قدم لها عشرات الأغاني الناجحة مع عدد من الشعراء الكبار وكان عطاء العشر سنين الاخيرة لبليغ حمدي موجه بشكل حصري تقريبًا للمطربة ميادة. غنت من كلماته وألحانه "الحب اللي كان" و"أنا بعشقك" . تعتبر الفنانة سميرة سعيد من أكثر مطربات جيلها الذين غنوا من الحان بليغ أول عمل كان في عام 1979، حيث قدمت معه البومين. كما كان لبليغ حمدي مع هاني شاكر تعاون مثمر فلحن بليغ لهاني العديد من الأغاني خلال فترة السبعينيات، حيث ساهم في نجومية هاني شاكر ولحن له العديد من الأغنيات الناجحة. ولا ننسي ألحانه لمحرم فؤاد سلامات ويا حبايب وأدي مالك يا هوي ويا غزال إسكندراني. كما لحن لمحمد العزبي أشهر أغانيه عيون بهية.ولا ننسي التعاون المثمر لبليغ مع المطربة السورية الكبيرة فايزة احمد بليغ، ولوديع الصافي "دار يا دار وعلي رمش عيونها".

وفي بداية السبعينيات اكتشف بليغ حمدي عفاف راضي ولحن لها أجمل الأغنيات "والنبي ده حرام" و"ردوا السلام" و"كله في الموانى" و"راح وقالوا راح" و"شبيك لبيك".

كما قام "بليغ" باكتشاف مواهب جديدة منهم محمد الحلو وعلي الحجار صوتين من الزمن الجميل. اهتم بليغ حمدي خلال مشواره بالمسرح الغنائي وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبريتات استعراضية أهمها " مهر العروسة وتمر حنة وياسين ولدي"، وقد تعاون بليغ حمدي مع الثنائي محمد رشدي وعبد الرحمن الأبنودي في مطلع الستينيات فقدم الفلكلور المصري بكافة أنواعه وأرتامه وجمله الشجية فقدموا معا عددا من الأغنيات ، كما وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية.

ومع بداية السبعينيات أيضًا ارتبط بليغ عاطفيًا وفنيًا بالفنانة وردة، وكونا معًا ثنائيًا رائعًا، قدما عشرات الروائع الغنائية، نذكر منها العيون السود وأنا مالي ووحشتوني وحكايتي مع الزمان والزمان واشتروني ومدرتوش ولو سألوك وولاد الحلال واسمعوني وبوسة علي الخد وأه لو قابلتك من زمان ومالو".

ولا ننسي بالطبع موقفه أثناء حرب 73 حينما أصر علي دخول مبني الإذاعة والتليفزيون بالقوة يوم 6 أكتوبر ليبدع أروع الألحان التي عبرت عن النصر العظيم، "بسم الله والربابة وعبرنا الهزيمة وغيرها من الاغانى الوطنية". ولا ننسي أغنية يا حبيبتي يا مصر التي غنتها شادية، وهي تعتبر من أشهر الأغاني الوطنية علي الإطلاق.

وفي عام 1984 تعرض بليغ لأزمة كبيرة جعلته يغادر مصر، ولم ينقطع علي الألحان للعديد من المطربين والمطربات منهم سميرة سعيد ومحمد ثروت ومحمد منير ومحمد الحلو، ولكن بليغ ودع الألحان بأغنية شديدة الروعة، حملت كل أنواع الشجن "بودعك" للجزائرية وردة، وكأنها تكتب مشهد النهاية في حياة ملحن خالد في تاريخ الأغنية المصرية والعربية.