الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب تسمية «الجمرات» بهذا الاسم

صدى البلد

يؤدى حجاج بيت الله الحرام غدًا الثلاثاء، رمي الجمرات الثلاث، والجمرة في اللغة هي الحصاة، وشرعًا موضع رمي الجمار بمنى، والجمرة واحدةُ وجمعها الجَمَرات التي يرمى بها في منى، وهي ثلاث جَمَرات يُرمين بالجمَار.

وأكد الفقهاء أن رَمْي الجمار من واجبات الحج، وعددها ثلاث: الجمرة الأولى «الصغرى» والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، «جمرة العقبة»، وهي في آخر منًى مما يلي مكة.

وسميت بـ«جمرة»، لأنها مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها -عاداها- من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ، فالجَمَراتُ والجِمارُ هي الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، والمُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك.

وسُئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى؛ فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ، والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ.

وقال الإمام ابن الأثير رحمه الله عن الجمار: «الجمار: هي الأحجار الصغار، ومنه سمِّيت جمار الحج للحصى التي يُرمَى بها، وأما موضع الجمار بمنىً فسُمِّيَ جمرة؛ لأنها تُرمى بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يُرمى بها …».

والجَمْرَةُ: الحصاة والتَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ، وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى، فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها؛ وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع، ومنه الحديث: “إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه”.

والجمرات الثلاث في منى، هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وكانت الأحواض التي حول الأعمدة قبل إنشاء جسر الجمرات، قد بنيت بعد سنة 1292هـ، لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، وكان حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظرًا لتزايد الحجاج أنشئ جسر الجمرات السابق بعد سنة 1383هـ.

ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الأضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج المتعجلين، وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين.

وفي يوم العيد يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط، وحجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق، أما باقي الأيام فيتم رمي الجمار الثلاث جميعًا كل جمرة بسبع حصيات أي مجموع ما يرمي الحاج إحدى وعشرين حصاة في اليوم.

ويشترط في رمي الجمرات أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعًا بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.

ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، ولا يرمي يوم النحر غيرها، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم فينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها.

أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق فيبدأ من زوال شمس يوم الحادي عشر وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر، والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله «خذوا عني مناسككم» , ويجوز الرمي ليلًا لمن كان له عذر مثل كبار السن والضعفاء والنساء.

ومن السنّة أن يكبر مع كل حصاة بقوله «الله أكبر» ويسن في رمي الجمرات أيام التشريق أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى التي تسمى الصغرى ويجعلها على يساره بعيدًا عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيدًا عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة.