الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على الفرق بين العشر الأول من ذى الحجة وأيام التشريق الثلاثة

أرشيفية
أرشيفية

قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن أنواع العمل الصالح في أيام العشر الأوائل من ذى الحجة كثيرة، ومنها تجديد التوبة والعزم على ترك جميع الذنوب.

وأضاف عبد الجليل، فى لقائه على فضائية "المحور"، أن من بين هذه الأعمال هو القيام بالواجبات وهو أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه)، وكذلك الإكثار من النوافل: كالصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين والصوم.

وأوضح أنه يجوز صوم ما علينا من القضاء من صيام رمضان او الكفارات في هذه الايام... فننال شرف إحيائها بالعمل الصالح وأداء ما وجب علينا، كما أن يستحب صيام يوم عرفة على الأخص: لقوله صلى الله عليه وسلم : (صيام يوم عرفة أَحْتَسِبُ على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده)(صحيح مسلم) وصومه إنما شرع لغير الحاج، أما الحاج فلا يجوز له ذلك.

وكذلك من الأعمال الصالحة فى العشر الأوائل من ذى الحجة، صلاة العيد، والإكثار من التكبير الذي يبدأ من يوم عرفة ويستمر إلى آخر أيام التشريق، والأضحية، وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والتوسعة على العيال والتصدق على الفقراء والمساكين.

أما أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وهي أيام أكل وشرب، وبغروب شمس اليوم الثالث عشر ينتهي عيد الأضحى والحج وذبح الأضحية.

وسميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرّقون فيها اللحم، ومن أعمالها، المبيت في منى، ورمي الجمرات الثلاث بعد الزوال، ويجوز التعجل في اليوم الثاني عشر فينفر من منى إلى مكة قبل الغروب ثم يطوف طواف الوداع.

أيام التشريق أيام ذكر الله تعالى وشكره وإن كان الحق أن يذكر الله ويشكر في كل وقت وحين، لكن يتأكد في هذه الأيام المباركة. روى نبيشة الهذلي أن النبي قال: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله»، أخرجه مسلم وفي رواية الإمام أحمد (من كان صائمًا فليفطر فإنها أيام أكل وشرب) صحيح مسلم.

وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) وجاء في حديث عبد الله بن قرط أن النبي قال: (أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر) أخرجه الإمام أحمد. ولما كانت هذه الأيام هي آخر أيام موسم فاضل، فالحُجّاج فيها يكملون حجهم، وغير الحجاج يختمونها بالتقرب إلى الله بالضحايا بعد عمل صالح في أيام العشر، استحب أن يختم هذا الموسم بذكر الله للحجاج وغيرهم. وعقب الحج أمر بذلك فقال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) (البقرة: من الآية200)

ويتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم. وقد كان عُمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكانت النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد صحيح البخاري بل بلغ من أهمية التكبير المقيد بأدبار الصلوات أن العلماء قالوا: يقضيه إذا نسيه، فإذا نسي أن يكبر عقب الصلاة فإنه يكبر إذا ذكر ولو أحدث أو خرج من المسجد ما لم يطل الفصل بين الصلاة والتكبير. وهكذا التكبير المطلق مشروع أيضًا في السوق وفي البيت وفي المسجد وفي الطريق تعظيمًا لله تعالى وإجلالًا له، وإظهارًا لشعائره.