الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"حمايا قنبلة ذرية".. خريجة الفنون الجميلة رفضت تحرش والد زوجها فأجبر ابنه على تطليقها.. وربة منزل تتهم حماها العجوز باغتصابها:"هددته بإخبار ابنه فقال لى مش هيزعل وأنا وهو واحد"

صدى البلد

ليست الحماة فقط هى من لها كيد وتحاول بشتى الطرق استقطاب الزوج لصفها، وإقامة  سياج معلق عليه لافتة" ممنوع الاقتراب هذة منطفة خاصة ومحرمة"، أو من تنظر لابنها باعتباره الطفل الصغير الذى يجب أن يستشيرها فى كل كبيرة وصغيرة، وتعتبر زوجته عدوتها اللدود التى جاءت لتخطفه من حضنها، ويجب دحرها بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، فوالد الزوج هو الآخر له كيد، وإن كان كيده له شكل أخر وصراعه مع زوجة ابنه له طابع خاص، وأحيانا مايكون أشد وطأة وأقسى من كيد الحماة، خلال السطور التالية سنستعرص تجارب وقصص لزوجات عانين بسبب أباء أزواجهن ورفعن شهار"حمايا قنبلة ذرية"من واقع دفاتر محكمة الأسرة.

"غرام وانتقام"

بخطوات قلقة تتقدم "م.ع" الزوجة الثلاثينية نحو باب يتحايل على قدمه بطلاء لم يجف بعد، ينتصب فى منتصف رواق ساكن كسكون أهل القبور بمحكمة الأسرة بزنانيرى، تستقر الزوجة خريجة كلية الفنون الجميلة بجسدها النحيل وملامحها التى لونها الحزن بلونه الباهت فزاد عمرها سنوات على سنواته أمام الباب المتهالك، تمد يدها المرتعشة إلى مقبضه المتآكل من الصدأ، تسحب الهواء حتى يعلو صدرها، تغمض عينيها البنيتين، وتضم أوراق طلبها سلب وصاية ابنها الوحيد من جده السبعينى الذى أباح لنفسه انتهاك حرمة جسدها وفرق بينها وبين زوجها - حسب روايتها- وتسبب فى موته كمدا بعدما أصر على تزويجه من أخرى انتقاما منها على رفضها الرضوخ ليده العابثة .

"حماى دمر حياتى وأذاق ابنى طعم اليتم وهو لا يزال فى المهد صبيا" بهذة الكلمات الممزوجة بالحسرة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد"، وبابتسامة حزينة تعلو ثغر دقيق تتابع: "سامحه الله على ما فعله بى، فقد حرمنى من حب رجل لا أبالغ إذا قلت أنه كان ملاكا يسير على الأرض، لا يعرف قلبه تناحر البشر وحقدهم، شهم ، خدوم، رحيم بالعباد، طيب القلب ، دمث الخلق، بار بوالديه لأقصى حد، يخشى أن ينهرهما أو يقل لهما أفا فتصب عليه لعنات الرحمن، لكن كان عيبه الوحيد الذى دمر حياتنا وأوصله إلى القبر وهو لايزال فى أوائل الثلاثينيات هو صمته وقله حيلته أمام تسلط أبيه وجبروته وتدخلاته فى أدق تفاصيل عيشتنا ومحاولاته المستمرة لإجهاض حبنا، وكأن الرجل كان يغار أن يرى السعادة فى عين ابنه، فقتلها وقتله".

تحافظ على ابتسامتها الحزينة وهى تسرد ما تبقى من حكايتها:"بدأت مأساتى حينما اضطررت أنا وزوجى أن نترك عملنا بالمملكة العربية السعودية ونعود للقاهرة، بعدما تعرضنا لعملية نصب من الكفيل قضت على ماجمعناه خلال عامين من المرار واللهث وراء الرزق، ولم تترك أمامنا خيارا آخر سوى الرحيل، عدنا إلى الوطن كما غادرناها أول مرة بلا مال ولامتاع بل زاد علينا تلال من الديون واجبة السداد وخوف من المستقبل ذى الملامح الباهتة، وصدام أشعل حماي المحترم فتيله مبكرا حينما أعطى الحق لنفسه أن يؤجر بيتى للغرباء طوال فترة غيابى ودون علمى وأن يأكل المال الذى جناه من ورائنا فى بطنه بدم بارد، وأقسم بالذى خلق السموات والأرض أن لولا خوفى على علاقتى بزوجى واحترامى لمشاعره لكان لى تصرف آخر مع هذا الرجل المتسلط".

وبنرة منكسرة تقول:"المهم أننا بتنا بلا مأوى، وصار بيت حماى هو الملاذ الأخير، انتقلنا للعيش هناك، وفى أول ليلة لى فى ذلك المنزل البائس الذى تشتم رائحة الخوف فى كل ركن فيه، أصدر والد زوجى فرمانه بالفصل بينى وبين رجلى فى الفراش، ثم تطور الأمر وعزل كل واحد منا فى غرفة منفصلة، لينتهى بى المطاف أنا ووليدى على "مرتبة" هالكة، كم هو قاس أن تبات ليلك تنازع وحيدا آلالام الشوق وعلى مقربة منك حبيبك ولا تقوى على الاقتراب منه، وأن تشعر دوما بأن هناك من يعد عليك أنفاسك".

تدور الزوجة الثلاثينية ببصرها فى أرجاء غرفة التحقيق المتواضعة:" غرق زوجى فى دوامات صمته مكتفيا بمراقبة انتهاك والده لخصوصيتنا بدعوى الخوف من جزاء عقوق الوالدين، لا أعرف أى عقوق هذا مع أب يخرب بيت ابنه، مرت الأيام ثقيلة، وزادت أوضاعنا المادية سوءا، حاولت أن أبحث عن مخرج لأزمتنا، وفكرت أن أعود إلى عملى القديم بشركة مستحضرات تجميل عالمية فى شرم الشيخ حتى نتمكن من سداد ديوننا، وبعد عناء نجحت مساعى، سافرت إلى هناك، وبت أواصل الليل بالنهار وأسابق الزمن، وياليت حماى تركنى فى حالى أو قدر صنعى بل بات يبخ سمه فى عقل زوجى ويقول له :"هى بتعمل ايه هناك كل ده"، أنهيت مهمتى وسددت ماعلينا، وحينما عدت إلى القاهرة، قابلنى حماى بسيل من التلميحات المبهمة التى لم أفهم معانيها إلا حينما، بات يحاول ملامستى ويتحين الفرص للإقتراب منى وباتت يده تمتد إلى جسدى".

تغيب الإبتسامة الحزينة عن وجه الزوجة الثلاثينية وتغافل عيونها الدموع وهى تقول:" ومع تكرر الوقائع، وفشل محاولاتى صده نفضت عنى ثوب الصبر وطلبت الطلاق لأنهى تلك الحياة المشوهة، وبالفعل حصلت عليه بعدما تنازلت عن كافة حقوقى المالية والشرعية، وعدت إلى حيثما أتيت أنا وصغيرى، ولينتقم منى زوّج زوجى بأخرى رغما عنه، وبدلا من أن يحرق قلبى حرق قلبه هو، حيث تم نقل طليقى بعد زفافه بثلاثة أيام للمستشفى فى حالة حرجة رغم أنه لم يعان يوما من مرض لكنه يبدو أنه كان قد سئم الحياة، ليسلم روحه بعدها إلى بارئها، لا يمكن أن أغفر له أنه رفض أن يخبرنى بمرض حبيب عمرى واهما أننى سأشمت به، وحرم ابنى أن يرى أباه ويودعه للمرة الأخيرة، ورغم كل مافعله بى لم أمنع عنه حفيده ليس إكراما له ولكن من أجل والده الراحل وجدته التى فطر قلبها مرتين الأولى برحيل ابنها البكرى فى حادثة سير والثانية برحيل مدللها من القهر، لكن الطاغى لا يتغير ولا يهده موت عزيز".

وتختتم روايتها بصوت مرتعش:"وبدلا من أن يكفر عن خطاياه ويكرم ابنه بات يماطل فى قضاء مصالحه ويعطلها أحيانا، ورفض أن يدفع له المصروفات المدرسية أو حتى يشارك فيها، والأدهى أنه أخذ يبتزنى لأعود إلى بيته ثانية كى يعاود ممارسة أفعاله المشينة معى، فطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت دعوى نفقة ضده وطلبت سلب الوصاية منه لأنه غير أمين على مال ابنى ونفسه، يكفى أنه يسبنى ويتلفظ أمامه بألفاظ نابية، ولن يهدأ لى بال حتى اسلبها منه، ولا أعرف لماذا لا تكون الوصاية على الصغار من حق الأم؟!، أليست هى الأعلم بشئون أطفالها وحاجتهم ؟".

"اغتصاب"
"حماى اغتصبنى، وزوجى خذلني وغض بصره عما فعله والده بجسدى، واتهمنى بالكذب وطردنى فى منتصف الليل بعدما لقننى علقة ساخنة عقابا لى عما قلته" بهذة الكلمات الصادمة بدأت الزوجة الشابة سرد أسباب طلبها للطلاق لأعضاء مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، وبصوت مرتعش تروى تفاصيل الليلة المشومة التى قصمت ظهر زواجها:" يوم الواقعة عاد حماى إلى المنزل مبكرا، وأصر أن أسهر معه، ورغم تعبى طوال اليوم فى ترتيب البيت، لكنى رضخت لطلبه، وقمت بإعداد طعام العشاء، فغافلنى ووضع لى حبوبا منومة فى الشاي بعدها لم أشعر بنفسى إلا وأنا مستلقية إلى جواره على السرير عارية تماما.. كنت اشبه بطير مذبوح، هذا المشهد لم يغب عن بالى أبدا حتى الان".

ينتفض جسد الزوجة وتجهش بالبكاء متابعة سرد حكايتها :" تسمرت فى مكانى، من هول الصدمة وفجأة أصبت بحالة بكاء هيستيرى ودوت صرخاتي فى أرجاء الغرفة. حاول إسكاتى وكتم أنفاسى خوفا من أن يسمعنا احد، هددته بإخبار زوجى فرد بكل ثقة:"عمره ماهيصدقك ده تربيتى ولو عرف مش هيزعل أنا وابنى واحد، سترت لحمى المنتهك، وانتظرت أن يعود زوجى لينصفنى، وأخبرته بما حدث وذكرته بشكوتى السابقة له من تحرش والده بى ، ونظراته التى تنهش فى لحمى وتعرينى، لكنه ضربنى واتهمنى بالكذب وسوء السلوك، لملمت شرفى المهدر، وخرجت متجهه إلى بيت أهلى، وأنا فى حالة يرثى لها، ولكنى خفت أن أبوح لهم بما حدث لى".

تتسارع أنفاس المرأة البائسة وهى تختتم روايتها :"صدمتى فى زوجى الذى تحملته رغم ضيق حاله ورضيت أن أعيش معه فى غرفة بمنزل ابيه وفقدت القدرة على النطق والحركة ، ودخلت المستشفى للعلاج من آثار الانهيار العصبى الذى أصابنى بعد الواقعة، ووصل بى الحال أننى حاولت أن أتخلص من حياتى، وما لحق بى من عار، لكن يبدو أن الله اراد أن يمد فى عذابى، فقررت أن أرفع دعوى طلاق حتى اتخلص من هذا الرجل الظالم الذى خدعت فى رجولته وشهامته، ولن اتنازل عن حقى، ولن اتصالح أو أسامح فى عرضي وإذا لم ينصفنى القضاء سأقتص لشرفى بيدى".

"إجبار
على بعد أمتار من قاعة المداولة بمحكمة الجيزة لشؤن الأسرة، جلست "ش.م" الزوجة الثلاثينية تهدد طفلتها التى لاتزال حمرة الميلاد تكسو وجهها الملائكى، فى انتظار انهاء إجراءات دعوى نفقة الصغيرالتى أقامتها ضد زوجها بعد امتناعه عن الإنفاق على ابنته الوحيدة استجابة إلى رغبة والده الذى سبق وأن أجبره - بحسب روايتها- على تطليقها وطردها من البيت لرفضها تدخله فى حياتها، تقول الزوجة الشابة فى بداية روايتها:" لم يكن زوجى يوما رجل فظا، غليظ القلب، بل كان رجل طيب ، لكن عيبه الوحيد أنه كان ضعيف الشخصية أمام والده وأشقائه، وكان يسمح لأبيه أن يتدخل فى أدق تفاصيل حياتنا، ويحدد لنا ملامحها، ماذانأكل ومتى ننام؟، كان يجبرنى على خدمته رغم وجود ابنائه إلى جواره،

تكمل الزوجة روايتها:"لم أبال أوألتفت فى البداية إلى أفعال حماى معى أوسوء معاملته لى، لكن بعد أن أصدر فرمان بعدم دخول أهلى للبيت ومنعهم من زياتى، وبات يؤلب زوجى على، ويبث فى عقله سموم من ناحيتى حتى صار يضربنى بسبب وبدون سبب، أعلنت عصيانى وأصريت على الاستقلال عن هذا البيت الذى لاكرامة ولاوجود لى فيه، الأمر الذى لم يقبله والد زوجى، فكيف لى أن أعصى له أمر، فأخبره على تطليقى ولانه لايستطيع أن يرد له طلبا فعلها، ولم يفكرفى مصير الطفلة، ووالأدهى أنه كف عن الإنفاق عليها استجابة لرغبة والده ، فطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت ضده دعوى نفقة للصغيرة التى لاذنب لها سوى أننى أساءت اختيار والدها، الغريب أنا حماتى لم تكن تسىء معاملتى على العكس كانت كثيرا ماتحاول اعانتى على همى لكن فى النهاية هى عاجزة مثلى عن إيقاف بطش زوجها".