الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلمة أوباما الأخيرة أمام الأمم المتحدة: حققت إنجازات.. وأمريكا النموذج المثالي.. وبوتين يحاول استعادة أمجاد قديمة

 أوباما
أوباما



  • 4 إنجازات خلال 8 سنوات: مواجهة الأزمة الاقتصادية.. وحل الأزمة الإيرانية.. والمصالحة مع ميانمار وكوبا
  • أوباما: انهيار النظام في الشرق الأوسط.. والدبلوماسية الحل الوحيد للأزمة السورية.. ويجب على الفلسطينيين قبول إسرائيل
  • قلوبنا مفتوحة للاجئين.. والعالم أصبح أكثر أمانا وازدهارا عن ذي قبل

استغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحديث عن أبرز إنجازاته خلال 8 سنوات الماضية حيث أكد أنه تمكن من مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأشار أوباما إلى أنه تمكن من القضاء على معاقل الإرهابيين، وحل القضية النووية الإيرانية، وتابع أنه تمكن من إصلاح العلاقات مع كل من كوبا وميانمار.

وسلط الرئيس الأمريكي، الذي من المقرر أن تنتهى ولايته الثانية في يناير القادم، الضوء على كيفية حماية العالم من التغير المناخي، مشيرا إلى أنه "عمل مهم صنع تغييرا حقيقيا لحياة شعبنا، ولم يكن يمكن إنجازه دون العمل معا".

وأضاف أنه حاليا توجد أزمة لاجئين عالمية، وانهيار في النظام بالشرق الأوسط.

وحذر من أن الحروب التجارية وامدادات السوق والاعتماد الزائد على الموارد الطبيعية أكثر من الابتكار سيجعل العالم فقيرا.

وأوضح أننا لا نحتاج إلى الحديث عن الرأسمالية المتوحشة التي تفيد نسبة قليلة، داعيا إلى احترام حقوق العمال، والاستثمار في دعم شبكة الأمان.

وقال الرئيس الأمريكي "أحيانا ينسى صانعو السياسات بأنها يجب أن تكون مدفوعة من الشعب وليس من الحكام"، مشيرا إلى أنه "من غير المبرر أن نحمي قيمنا على حساب الآخرين وكرامتهم".

وأضاف "نحن نعيش في عالم يحظى فيه 1% من السكان بما يتجاوز ما لدى الـ99% من بقية سكان العالم".

وأضاف أنه "بكل المعايير، فإن العالم أصبح أكثر أمانا وازدهارا عن ذي قبل"، وأنه "يجب أن نعترف أن نفس قوى العولمة التي قربتنا من بعض، يمكن أن تكون طرقا للصدع".

وقال إنه يجب أن نتقدم إلى الأمام ولا نتراجع، وإن اندماج الاقتصاد العالمي سيكون أفضل للمليارات من البشر.

وأشار إلى أنه "على الرغم من أن هناك مناطق شهدت تراجعا في الديمقراطية إلا أن هناك زيادة في عدد الديمقراطيات، حيث منحت وسائل التواصل الاجتماعي للشعوب طرقا عديدة للتعبير عن أنفسهم ومحاسبة قادتهم".

وأدان أوباما القومية والشعبوية الفجة سواء من اليسار أو اليمين المتطرف أو بسبب القبلية.

وبخصوص حرب العراق، قال أوباما إن جزءا صغيرا مما تم انفاقه على حرب العراق كان يمكن أن نستثمره في الدول الهشة لضمان عدم انهيارها، ولهذا يجب أن نعمل لحل قضية التغير المناخي ومساعدة الدول الفقيرة على تجاوز أزمات الطاقة.

وأضاف أن هناك صراعا متزايدا بين الليبرالية والديكتاتورية، وأن النموذج الأمريكي هو النموذج الأمثل للحكم حيث يقف دائما في صف الديمقراطية ضد الديكتاتورية.

وأوضح أنه في أوروبا، تقدمت دول الكتلة الشرقية التي تبنت الديمقراطية بسرعة أكبر من الدول التي لم تنتهج النهج الديمقراطي.

وأكد أنه يرفض فكرة أن ما حدث في أوكرانيا نتيجة لمؤامرة غربية، لكنه حدث نتيجة أن المواطنين الأوكرانيين كان يشاهدون ما يحدث حولهم.

وأضاف أن "هؤلاء الذين يؤمنون بالديمقراطية يحتاج إلى التحدث بقوة لأن الوقائع والتاريخ يقفان إلى جوارهم".

وفي غضون ذلك، هاجم الرئيس الأمريكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث اتهمه بمحاولة استعادة مجد روسيا السابق باستخدام القوة.

وقال في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للامم المتحدة: "في عالم شهد أفول عصر الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة مجدها المفقود من خلال القوة".

وأشار إلى أن "العالم صغير بالنسبة لنا لنفكر بالطرق القديمة، وهذا ما نراه في الشرق الأوسط حيث يقوم القادة بقمع المعارضة السياسية أو الأقليات أو العرقيات، وهو ما أسهم في ظهور تنظيم داعش الإرهابي".

ودعا الدول إلى رفض السلطوية وإتباع نموذج المجتمعات المفتوحة، مشيرا إلى أن "هذا النوع من التفكير الذي يفضل الرجل القوي أكثر من الديمقراطية خاطئ".

وأضاف أنه "بدون السير في طريق الديمقراطية، فإنه لن يتم تلبية احتياحات الناس، وسوف يتم إرساء نظام قمعي وسوف يقوم الرجل القوي بقمع المجتمع ومعارضيه وهو ما يقود إلى الحرب".

وتابع أنه على المجتمع الدولي أن يعمل مع هؤلاء الذين يبحثون عن البناء وليس عن الدمار.

وبخصوص الأزمة السورية، أكد الرئيس الأمريكي أن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا، وأنه "لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهودا دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين".

ووصف أوباما الولايات المتحدة بأنها "قوة من أجل الخير"، وقوة عظمى في تاريخ البشرية كانت قادرة على التفكير أبعد من مصالح الذاتية الضيقة.

وحول عملية السلام في الشرق الأوسط، زعم أوباما إن إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يستفيدوا إذا أقرت إسرائيل بأنه لا يمكنها احتلال واستيطان أراض فلسطينية للأبد ورفض الفلسطينيون التحريض على العنف وأقروا بشرعية إسرائيل" على حد تعبيره.

وأضاف أنه "من المؤكد أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيكونون أفضلا حالا إذا رفض الفلسطينيون التحريض واعترفوا بشرعية إسرائيل، وإذا أدركت إسرائيل أنه لا يمكنها احتلال واستيطان أراض فلسطينية إلى الأبد".

وشدد على رفضه لكل أشكال الأصولية أو العنصرية أو الاعتقاد في التفوق العرقي، وتابع أن هذه الأشكال من العنف تجعل اختلافاتنا لا تتوافق مع الحداثة.

وحول أزمة اللاجئين، طالب الرئيس الأمريكي المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهد لمساعدة اللاجئين الفارين من النزاع في سوريا وغيرها.

وقال: "يتعين علينا أن نفعل المزيد وأن نفتح قلوبنا للاجئين الذين يحتاجون بصورة ماسة إلى مأوى".

وحث أوباما الدول على مواصل تقديم المساعدات على الرغم من السياسات الصعبة المتعلقة بهذه القضية، قائلا إنه يتعين على مواطني الدول أن يضعوا أنفسهم مكان الفارين من الصراع.

وقال أوباما إن معالجة أزمة اللاجئين ضرورية لجعل العالم أكثر أمنا، مؤكدا أنه يتعين على الدول الغنية بذل المزيد من الجهود لمساعدة تلك الدول التي تحمل العبء الأكبر من تدفق اللاجئين.