الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثروت سلامة يكتب: ثقافة العقاب

صدى البلد

جميعنا بشر ونخطئ ولا عيب فى ذلك بل العيب كل العيب فى عدم مراجعة انفسنا ومحاولة اصلاح اخطائنا.. وأتكلم اليوم باذن الله عن الأخطاء التى يرتكبها البعض عن جهل ومن دون قصد، فيبادر أولو الأمر بالعقاب الفورى دون تروى أو ارشاد المخطئ عن خطئه وما سيترتب عليه من خسائر للمخطئ أعنى انه لا يعاقب من يخطئ عن جهل والحل الأمثل دائما هو الارشاد والتوعيه وبعدها يمكن العقاب فى حالة الخطأ بعلم وبقصد .

فأولو الأمر دورهم لا يتمثل فى فرض العقوبات فقط على المخطئين مع اعترافنا وايمانًا منا بأن المخطئ يجب أن يعاقب، دور أولى الأمر هو احتواء و ارشاد المخطئ عن خطئه ليتلاشاه فيما بعد وجل من لا يخطئ ، يجب أن يكون هناك حوار بين الجميع وأولى الامر بشكل دورى وباهتمام لتعم الافاده للجميع وتنتهى الاخطاء رويدا رويدا باذن الله فمثلا عندما يخطئ الابن فيبادر أبوه بعقابه بالضرب أو بأى وسيلة يراها مناسبة لكن دون ان يحاوره ليعرف منه لماذا أخطأ ؟ هل لعدم معرفته أو لسبب آخر؟ وعليه فيتم ارشاده ونصيحته بالحسنى أولا اما العقوبة فتكون فى حال ان الخطأ كان متعمدا أو اذا تكرر الخطأ منه رغم معرفته بأنه خطأ.

لغة الحوار مهمة جدا لتكريس مبدأ احترام أولى الأمر على كل حال وليس ارهاب المخطئين وعقابهم بلا محاكمة أقصد مناقشة أو ارشاد لتكن النصيحة حجة عليهم وليكن العقاب فيما بعد عادلا فلا يجنى العقاب دون ارشاد الا العناد . ويجب أن نعلم أن العقاب ليس انتقاما ولا يجب ان يتسم بالعناد فللعقاب أصول ومنهج يجب اتباعه حتى يكون له ردود فعل ايجابية فى اصلاح سلوك المُخطئ ليتم تلاشى الاخطاء فيما بعد لأنه تم عقابه بالحُسنى ودون اشعاره بأن هذا العقاب انتقام أو ما شابه.