الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صرخات القهر على ضحايا مركب رشيد.. أب: «مراتي وابني راحوا وأنا السبب».. وأم وحيد: «هاتولي ابني».. وأخرى: «هتوحشني يا محمد».. فيديو

صدى البلد

  • رائحة الموت تنتشر فى أرجاء رشيد
  • عم أحد الضحايا: «دفع 30 ألف جنيه عشان يموت»
  • أم محمد: ولاد الحرام "أغووه"
رائحة الموت فى كل مكان.. جثث داخل المشرحة فى انتظار التعرف عليها وأخرى غارقة فى عرض البحر فى انتظار العثور عليها، صرخات هنا وزغاريد هناك، هذا هو حال الأهالى بمدينة رشيد بعد غرق مركب بعرض البحر تحمل على متنها ما يقرب من 400 شخص كانوا فى طريقهم للهجرة إلى إيطاليا.

مدينة رشيد الهادئة تحولت إلى مشرحة كبيرة تفوح منها رائحة الموت.. داخل مستشفى رشيد العام، كان هناك صوت يملأ أرجاء المستشفى بالصراخ، في جميع أدوار وطرق المستشفى تسمع هذا الصراخ، وبين غرف المستشفى يقترب الصراخ لتجد أحد مصابي المركب يردد: "أنا السبب، مراتي وابني ماتوا بسببي"، فيما يحاول الجميع تهدئته دون جدوى.

جلست مها رياض عمر، الأم المكلومة، على الأرض بملابسها السوداء تضع يدها على قلبها، حيث حضرت من مدينة الغربية إلى مدينة رشيد بحثا عن ابنها حيا أو ميتا تلطم خديها وتطلب يد العون من الله أن يكون ابنها ضمن الناجين من المركب، تتلعثم في الكلام وتردد كلمة واحدة وهي "هاتولي ابني وحيد".

وأضافت: "راح منى يا رب عايزة ابنى، حاول السفر والهجرة إلى إيطاليا بحثا عن عمل، وقمنا بتجميع مبلغ السفر حتى يحقق حلمه بالسفر بالرغم من أنه كان يعلم بمخاطر الرحلة، والآن لا أعرف ما مصير ابني، هل الموت غرقا أم النجاة، وإذا مات أين هي جثته".

بعينيه الغارقة بالدموع وقف محمد عبد العزيز بجانب الميناء ينتظر جثة ابن شقيقته الذى كان على متن المركب، محمد الذى حضر من قرية أبو صوير التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية بحثا عن محمد عادل ابن شقيقته، قال والدموع تملأ عينيه إن ابن شقيقته اتفق مع أحد السماسرة في القرية على السفر إلى إيطاليا نظير دفع 30 ألف جنيه يستلمها السمسار عند الوصول إلى إيطاليا، وكانت الظروف القاسية هي التي دفعت محمد إلى تجميع هذا المبلغ من أجل السفر إلى الخارج، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التى طالت أسرته بعد وفاة أمه.

وأضاف عبد العزيز أن والد محمد يعمل على توك توك ولا يستطيع الوفاء بمتطلباته ومتطلبات أشقائه، وهو ما دفع محمد إلى السفر.

ويستطرد والموع تغرق عينيه: "عاوز ابن شقيقتي حيا أو ميتا حتى تهدأ نارنا ونعرف مصيره".

على الجانب الآخر، وقف إبراهيم أحمد ينظر إلى البحر فى انتظار ظهور ابن عمه محمود إبراهيم فاروق، مؤكدا أن "محمود لم يطلع أحدا على سفره وكان يحتفظ بهذا السر مع نفسه، وفوجئنا قبل الحادث بيوم واحد باتصال منه يخبرنا مباشرة بأنه مسافر إلى إيطاليا بحثا عن العمل، وحاول والده إقناعه عبر الهاتف لإثنائه عن قراره، إلا أن محاولات أبيه باءت جميعها بالفشل".

يستطرد قائلا: "الفقر الشديد الذي تعاني منه أسرة محمود هو السبب الرئيسي في محاولته الهجرة غير الشرعية"، مضيفا أنه حتى الآن لا يعرف إن كان حيا أم ميتا، فالكشف الذي أعده قسم مدينة رشيد بالناجين لم يكن من بينهم، وهو ما يجعلهم ينتظرون الآن أمام البحر لعل هناك من يأتي بخبر يقين يؤكد وفاته أو بقاءه حيا.

أما أم محمد فلم تتوقف عن الصراخ والبكاء بعد أن فقدت ابنها فى الحادث، وقال لـ"صدى البلد" باكية: "هتوحشني يامحمد ده عنده 19 سنة كان يفكر في السفر ويحلم بالعمل في دولة أوروبية وأكثر من مرة تصديت له ولكن ولاد الحرام "أغووه"، بالسفر واستجاب لهم وهذه كانت النتيجة جثته الآن في قاع البحر لا نعرف هل افترستها الأسماك أم تحللت أم انتقلت إلى مياه دولة أخرى".