الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام الدولة ... انسف اللوائح القديمة !


هناك من يهاجم الاعلام القومي بشكل عام والتليفزيون المصري بشكل خاص ، ربما لأنه يخشي من استيقاظ هذه المؤسسات العملاقة فتبتلع اقزام الاعلام ، وربما لاهداف شخصية بعيدة تماما عن المصلحة الوطنية.
 
هناك فرق بين مهاجمة مسئول بسبب خطأ والهجوم علي الكيان بشكل عام واستباحة مفرداته لتصبح مادة للسخرية، ربما يخطئ البعض ولكن ستظل الصحف القومية وماسبيرو بالتحديد المدرسة الاولي ومهد صناعة الاعلام في مصر ومن ينكر هذا ينكر التاريخ وايضا الحاضر.
 
رفقا بمؤسسات الدولة فلا تسلموا عقولكم لاعلام الأسهم.

لا أنفي عن التليفزيون المصري الخطأ أو أجد مبررا لما حدث من إذاعة حديث قديم للرئيس عبد الفتاح السيسي مع شبكة تليفزيون أمريكية ولكن الواقع يفرض علينا ان نحذر من انهيار هذا الصرح الاعلامي الضخم.. نعم هناك إهمال داخل أروقة المبني مثل الكثير من مؤسسات الدولة الحكومية التي يسيطر عليها الروتين والبيروقراطية ، وربما هذا ايضا لان المنطق المصري يقول "اعمل كتير تغلط كتير.. تترفد" ، اشتغل متوسط تغلط قليل و"يمشي الحال" ، ولو انت في مؤسسة حكومية من الأفضل ماتشتغلش خالص وكده "هتترقي وتبقي تمام" وهذا هو حال الغالبية العظمي يخشي العمل والانجاز حتي لا يقع في اخطاء خاصة اننا اصبحنا متربصين نتصيد الأخطاء لنهدم الإنجازات.

ربما يكون الخطأ فادحا بالفعل ولكنه ليس مبررا علي الإطلاق للهجوم علي صوت الشعب واعلام الوطن فلا يعقل في ظل ان الاعلام شريك حقيقي في الحرب القائمة الان ، ان تصبح كافة الأصوات مملوكة لرجال الاعمال أو المستثمرين في البورصة ، فرغم اعتراضي علي ما حدث وايضا حزني كمشاهد وقارئ في المقام الاول علي الحالة التي وصل لها اعلام الدولة كما يصفه البعض ، الا ان هذه المؤسسات لديها من الكفاءات النادرة والعظيمة جدا وبدليل ان معظم نجوم الاعلام الخاص قد تخرجوا من هذه المدارس ، بل وغالبية العاملين في الاعلام الخاص هم من ابناء ماسبيرو.

الحقيقة ودون ذكر أسماء هناك بعض الاجتهادات الفترات الماضية لاصلاح ماسبيرو بالتحديد ، ولكن دائما ما تجد هذه المحاولات إعاقة من قبل البيروقراطية والروتين ولهذا يجب إصلاح النظام الاداري للدولة بشكل عام من خلال قانون جديد للوظيفة المدنية وايضا فك طلاسم اللوائح والقوانين القديمة التي تعيق العمل وتعرقل التطوير وتوقع بأصحاب الأحلام والطموح في فخ الروتين ودوامة البيروقراطية.

إذن يا سادة المشكلة ليست في ماسبيرو او مؤسسات الصحف القومية ، المشكلة في النظام الإداري الذي سيظل عائق صد امام تصعيد الكفاءات وهروبها الي الاعلام الخاص ، فهل تنتظر الدولة تجريف هذه الكيانات الضخمة من كوادرها الجيدة ، أنقذوا اعلام الشعب من سطوة اسهم البورصة ، وانسفوا اللوائح القديمة التي تعتمد علي مقاييس الحضور والانصراف ، وتشجع علي التراخي والاهمال ولا تحفز علي العمل والإنتاج ، وايضا أنجزوا قانون تنظيم الصحافة والاعلام ، حتي يرتب البيت الاعلامي بشكل عام وينتظم الامر ونحافظ علي غذاء العقول والضمائر من الفساد والتلف ، سيظل ماسبيرو صوت مصر وشعبها وستظل الصحافة القومية هي ضمير الأمة ونبضها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط