كفنى الأحياء يابلدى

لم تكن حادثة رشيد هى الأولى فى تاريخ الاستهانة بأرواح المصريين ولن تكون، فبالهجرة غير الشرعية أو بالتعذيب اليومى يموت ملايين المواطنين أحياء ولايبقى منهم سوى عيون تبحث عن أمن وأمان ويشاركها أفواه تبحث عن طعام.

وحادثة رشيد بكل أبعادها تتحدث عن مرحلة من مراحل تدنى قيمة المواطن فى أرضه ومع شعبه، وفى ظل قيادته ، ولأول وهلة من رؤية الجثث ومن معرفتك للمبالغ التى دفعوها لتهجيرهم تقع بين امرين ،هروبهم من شظف العيش، فتأتيك الاجابة بكيف وهم يملكون هذه المبالغ ؟.والأمر الآخر، بحثا عن بلد أخرى علهم يجدون فيها مالم يجدوه فى حضن امهم مصر ،وايضا قد يرد عليك الاخوة السوريون الذين بدأوا حياة جديدة فى مصر بالتشكيك فى ماهية ماقاموا به الراغبون فى ترك الوطن مبرهنين على ذلك بنجاح السوريين فى مصر وتربحهم.

إذن لو ذهبنا بعيدا عن تداعيات الحادث واسبابه ومتابعة الحكومة المبجلة له وتعاطيها معه برزت لنا نقطة فى غاية الاهمية ،وهى سلطة الدولة على الموانىء فهل نما الى علمك كيف يتمكن مئات من السفر على سفينة ولايسألوا ولا يعرف مقصدهم ولا هدفهم؟؟ ..

وهل بهذه الطريقة من الممكن ان تستقبل موانينا أشخاصا يبيتون لمصرنا النوايا الخبيثة؟؟ .وهل أيضا بمثل هذا الاسلوب من الممكن ان يهرب مجرمون وقتلة وجواسيس وغيرهم ممن عليهم علامات استفهام وتعجب؟؟وايضا هل اسقط فى يد الدولة لدرجة ان تدفع فلذات كبدها دفعا للمخاطرة بأرواحهم من ان اجل غد يرونه افضل من حاضرهم ؟وهل من اخذ ضناه معه كما يحلو للمصريين ان يصفوا ابناءهم كان مجازفا به لهذه الدرجة التى احتمال الموت فيها اقوى من مجرد تصور البقاء احياء؟وايضا هل الرغبة فى الثراء والترقى الحياتى يدفعهم لرمى انفسهم فى مراكب الموت؟؟..

وللإجابة على هذه التساؤلات ماعليك الا ان تتحمل كل ماتقراه وتراه من تصريحات وتصويرات لمسؤلين ومواطنين من بلد" الانا ماليه "وليكن ردة فعلك "لموتانا الفاتحة وعلى حكومتنا نقرأ الفاتحة وكل سور القرآن الداعية على الظالمين ؛ولنا العيش بطريقة "كل واسكت"..