الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ربنا ورب الإرهابيين


بت على اقتناع تام وكامل، بان الرب الاله الذي خلق البشرية وتعلمنا شرائعه كباقي البشر هو ليس الرب الاله الذي يروج لتعاليمه وشرائعه بعض اصحاب اللحى من الارهابيين والمجرمين، فكل شئ معاكس ولا شئ متشابه.

الهنا الذي نعرفه رؤوف رحيم محب يدعو الى السلام، وهذا الكلام لا يتعلق بدين معين بل يشمل كل الاديان السماوية دون استثناء، إلا ان رب الإرهابيين فلا يعرف الا القتل واستباحة الدماء والارهاب والكره، الهنا الذي نعرفه دعانا الى العلم والتقدم والسعي الى الكمال والنجاح، بينما ينقل الارهابيون عن ربهم وجوب محدودية العقل والجهل الكامل.

الهنا الذي نعرفه دعانا الى الحرية والتفكير مليا بكل شئ، بينما لا يدعو الارهابيون نقلا عن ربهم الا للطاعة العمياء والخنوع والاستغناء عن العقل... الهنا دعا الى مواجهة غير المعترف به بالحجة والمنطق والاقناع وليس بالسيف والرصاص واعمدة المشانق.

ممارسة القتل باسم الرب ليس حكرا على جماعة او طائفة او دين، جميعهم اقترفوا هذه الجريمة الشنعاء بحق البشرية تحت مسميات عديدة، وظننا اننا تخلصنا من هذه القيود السوداء مع دخولنا عوالم العلم والنور والمعرفة الجديدة، الا ان الواقع يبدو انه مظلم اكثر من قبل.

كثير من المثقفين والكتاب والشعراء والعلماء قتلوا باسم الدين، على يد جماعات نصبت نفسها مدافعا عن الله عز وجل دون تكلبف من احد، ولا يزال بعض مغيبي العقل يجرون ورائها ويبايعونها جهارا وسرا، فالى متى يستمر هذا الاجرام باسم الدين والانبياء؟، والى متى السكوت عن المجرمين، والى متى سنظل ننتظر اعمدة المشانق لتنصب في الساحات العامة للاقتصاص من القتلة المجرمين؟

اللافت ان من تتم تصفيتهم ليسوا كفارا ولا لا دينيين، بل مجرد اشخاص علمانيين توغلوا في بحر الكلمة للوصول الى الحرية المطلقة البعيدة عن قيود الظلام ورفض كل ظالم يظلم ويمارس جبروته باسم الدين، فلا فرج فودة ولا مهدي عامل ولا فرج الله الحلو ولا نجيب محفوظ وصولا الى ناهض حتر انتقدوا الدين الاسلامي بل انتقدوا ممارسات البعض من رجال الدين وممارسات بعض الجماعات المتأسلمة التي لا هم لها الا نشر الدماء وقطع الرؤوس .

المطلوب اليوم وقفة واحدة من قبل مثقفي الدول العربية باعتبار بلدانهم منبع الفكر الارهابي وفتح باب التعاون الفعلي مع مؤسسات حكومية وشعبية ودينية لوقف هذا النزيف الفكري الكبير الذي لو استمر لسبحنا فعلا في بحر من الدماء.

ان من يطلق رصاصات متتالية للقتل المباشر ومن يقطع الرقاب بالسيف لا يقوم بعلته الا باقتناع تام، وهذا بسبب انحسار الافكار التنويرية التي تركت المجال لعقاب سوداء بالتسلل الى العقول لغسلها وحشوها بافكار بالية سوداء اجرامية ...

رحم الله ناهض حتر وكل شهداء الكلمة الحرة ...
وللحديث تتمة...




المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط